باريس تطالب بتوفير «شروط» لزيارة كوشنير لغزة

اجتماع دولي في باريس غدا للجنة متابعة المساعدات للفلسطينيين

TT

امتنعت الخارجية الفرنسية عن إعطاء تفاصيل عن الشروط التي تطالب بتوافرها من أجل قيام الوزير برنار كوشنير بزيارة لغزة استجابة لدعوة غير مباشرة من وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان نقلها وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني. وقال الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو أمس إن الجواب المبدئي للوزير كوشنير كان إيجابيا. لكنه ارتأى توافر مجموعة من الشروط حتى تكون الزيارة مفيدة، رابطا بين الجواب الفرنسي النهائي، والمشاورات التي سيجريها وزراء الخارجية الأوروبيون في الأيام القادمة للتوصل على ما يبدو إلى موقف موحد. وقالت أوساط فرنسية إن باريس تتخوف من إمكانية استغلال إسرائيل سياسيا وإعلاميا لهذه الزيارات.

وكان كوشنير قال أول من أمس إنه موافق من حيث المبدأ على إتمام الزيارة وإنه نقل الرد الإيجابي إلى فراتيني في اتصال هاتفي معه كما تحادث مع نظيره الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في هذا الخصوص. غير أنه التزم جانب الحذر بسبب الغموض الذي يحيط بهذه الزيارة من ناحية الظروف التي ستتم فيها. وتساءل كوشنير الذي ذكر أنه استبق عرض ليبرمان بالطلب من الإسرائيليين أن يفتحوا المجال لزيارة غزة، عما إذا كانت البادرة الإسرائيلية تعني مزيدا من الانفتاح، مضيفا: «لم يقدموا لنا حتى الآن تاريخ الزيارة ولا من سيدعى ولا كيف سنذهب إلى غزة أو كيف ستحصل الأمور».

وتأتي الدعوة الإسرائيلية في سياق الضغوط التي تمارس على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة عقب الاعتداء على قافلة الحرية أواخر مايو (أيار) الماضي ومقتل تسعة أتراك. واللافت أن إسرائيل أثارت أزمة دبلوماسية مع ألمانيا الأسبوع الماضي بسبب منعها وزيرا ألمانيا من الوصول إلى غزة. وسبق لكوشنير أن منع العام الماضي من الانتقال من إسرائيل إلى غزة، الأمر الذي اضطره إلى إلغاء زيارة لإسرائيل.

وسبق لوزير الشؤون الاجتماعية الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ أن كشف الغرض الذي تسعى إليه إسرائيل بقوله إن الوزراء الأوروبيين «يمكنهم أن يعاينوا بأنفسهم أن المشهد الأسود الذي يرسم من الخارج للوضع في غزة لا يتوافق مع ما هو حاصل ميدانيا». وتؤكد إسرائيل أنه ليست هناك أزمة إنسانية في غزة. وفضلا عن ذلك، تستغرب هذه الأوساط «شكل الدعوة التي جاءت إلى الوزير الإيطالي من أجل قيادة وفد وزاري إلى غزة؛ إذ إن هذا النوع من الدعوات غير مألوف في عالم الدبلوماسية».

وعلى أية حال، لا ترتاح باريس للتعامل مع ليبرمان. وسبق للرئيس ساركوزي أن نصح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستبداله بوزير آخر. ولم يقم ليبرمان منذ وصوله إلى الحكومة بزيارة رسمية إلى فرنسا إلا مرة واحدة، بعكس وزير الدفاع إيهود باراك، الذي ألغى مؤخرا زيارة إلى فرنسا مخافة أن يواجه مشكلات مع القضاء بسبب دعوى أقيمت مؤخرا ضد لدوره في الاعتداء على «أسطول الحرية».