«توترات» بين القوة الدولية وأهالي جنوب لبنان سببها«مناورات غير معلنة»

نائب جنوبي لـ «الشرق الأوسط»: التحركات غير مبرمجة سياسيا

TT

انعكست مناخات «عدم الثقة» لدى أهالي الجنوب اللبناني بوحدات القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، بمزيد من التوترات المتنقلة، التي كانت حصيلتها أمس تضرر عدد من سيارات القوة الدولية التابعة لكتائب إسبانية وفرنسية وإيطالية نتيجة رشقها بالحجارة من قبل أهالي عدد من البلدات الجنوبية لم يجدوا تفسيرا لإقدام «اليونيفيل» على دخول الأحياء الداخلية للقرى ومحاولة أخذ إحداثيات مواقع، بررته القوة الدولية بأنه يأتي في إطار مناورات هدفها «التحقق من طاقاتها الداخلية لتحقيق أقصى انتشار للقوات على الأرض في يوم عمليات عادي».

وفيما امتنع حزب الله عن التعليق على الحوادث المتنقلة، قالت مصادر لبنانية معنية بالملف لـ«الشرق الأوسط» إن «جهات محلية» في الجنوب اللبناني تنظر بعين الريبة إلى تحرك القوة الدولية، خصوصا أنه يتضمن «تحديد إحداثيات»، مشيرة إلى أن الأهالي لم يحاطوا علما بهذه التحركات في البداية، كما لم يقتنعوا بالتبريرات التي صدرت لاحقا، فكانت هذه التحركات.

ولليوم الثاني على التوالي تجمع أهالي بلدة العديسة في ساحة البلدة بعد دعوتهم بمكبرات الصوت، لاستنكار المناورات التي تجريها الكتيبة الإسبانية في محيط بلدتهم، رغم محاولات منعهم أمس. وعمد الأهالي إلى قطع طريق العديسة - الطيبة - كفركلا بالسيارات، ثم فتح في وقت لاحق من قبل الجيش اللبناني، كما شهدت بلدة خربة سلم تجمعا للأهالي للمطالبة بمنع تسيير الدوريات التابعة لقوات «اليونيفيل» داخل القرية. وفي مثلث بئر السلاسل - تبنين - كفردونين تعرضت سيارة جيب عسكرية فرنسية من نوع «هامر» للرشق بالحجارة من قبل محتجين على قيام مناورات لـ«اليونيفيل» بالقرب من بلداتهم، مما أدى إلى تحطم زجاجها وإجبارها على العودة إلى مركز قيادتها في الطيري من دون أي إصابات بين عناصر «اليونيفيل».

وشدد النائب عن الجنوب اللبناني قاسم هاشم على أن ما حصل هو «رد فعل غير مبرمج من الأهالي»، نافيا وجود «نوايا أو دوافع سياسية» وراء هذا التحرك، في إشارة غير مباشرة إلى حزب الله. وقال قاسم لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الحوادث ناتجة عن «سوء تفاهم»، مؤكدا رغبة الجنوبيين في «تطوير العلاقات مع القوة الدولية ومتابعة احتضانها من قبل الأهالي»، مشددا على أن ما حصل لن يترك آثارا سلبية على العلاقة بين الجانبين»، مشيرا إلى وجود علاقات اجتماعية وحالات زواج كثيرة بين أفراد القوة الدولية والجنوبيين. ورفضت «اليونيفيل» الرد على استفسارات «الشرق الأوسط» في هذا الموضوع، مكتفية ببيان صدر عن الناطق باسم «اليونيفيل» نيراج سينغ الذي أعلن أنه «منذ مساء الاثنين تقوم (اليونيفيل) بأنشطة هدفها التحقق من طاقاتها الداخلية لتحقيق أقصى انتشار للقوات على الأرض في يوم عمليات عادي، وهذا من أجل تمكين القائد من تكوين صورة واضحة عن الأصول العسكرية التي قد تكون متوفرة لديه في أي وقت. ولهذه الغاية طلب من كافة وحدات (اليونيفيل) أن تنشر أكبر عدد ممكن من الجنود على الأرض لفترة 36 ساعة في إطار يوم عمليات عادي». وأكد أنه «لن يكون هناك أي عمليات أو أنشطة خاصة أخرى، وأن الجيش اللبناني على معرفة كاملة بهذه الأنشطة وبطبيعتها وهدفها، وأيضا هذا لا علاقة له بأي حادثة أو تطور، بل هو نشاط عادي مثله كمثل الأنشطة الكثيرة التي تقوم بها (اليونيفيل) من وقت لآخر من أجل التأكد من استعداد الجنود على الأرض، وبما أن النشاط سيشمل زيادة في حركة جنود (اليونيفيل) في بعض المناطق، فإن (اليونيفيل) حرصت على تقليص الإزعاج للسكان إلى أقل حد ممكن خلال هذه العملية». مشيرا إلى أنه «لهذا السبب تقرر أن يقام هذا النشاط الآن قبل فصل الصيف وموسم السياحة أيضا فإن معظم حركة الجنود المعززة ستقام خلال ساعات النهار، وتم اختيار المكان بعناية حتى لا يتعارض مع حياة السكان العادية. إن الهدف الرئيسي لـ«اليونيفيل) هو الإبقاء على جهوزية عالية من أجل مساعدة الجيش اللبناني بفاعلية في ضمان أمن وسلامة سكان جنوب لبنان». مشددا على أن «ما نقوم به الآن، هو تقييم داخلي في إطار (اليونيفيل) لامتحان جهوزية وطاقات وحداتنا على تنفيذ أقصى انتشار للقوات والأصول على الأرض في وقت محدد، وسوف نختم عمليات الانتشار المعززة يوم غد (اليوم)».