واشنطن «تستعجل» الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على إيران

بعد قرار «توتال».. طهران تؤكد أنها لا تتوقع مخاطر تهدد وارداتها من البنزين

TT

رحبت الولايات المتحدة مرة جديدة أمس بعزم الأوروبيين على تشديد العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران، إلا أنها دعت دول الاتحاد الأوروبي إلى «الانتقال من القول إلى الفعل». وقال الدبلوماسي الأميركي روبرت أينهورن، منسق تطبيق العقوبات على إيران وكوريا الشمالية: «إننا نرحب بالإعلان الذي اعتمد في السابع عشر من يونيو (حزيران) من قبل القادة الأوروبيين لتشديد العقوبات على إيران». وأضاف الدبلوماسي الأميركي خلال لقاء صحافي في ختام زيارة من يومين إلى بروكسل «كان إعلانا سياسيا ولا بد الآن من ترجمة هذا الإعلان إلى إجراءات ملموسة».

وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر في السابع عشر من يونيو اعتماد عقوبات جديدة على إيران أقسى من تلك التي أقرها مجلس الأمن في التاسع من يونيو. وجاءت هذه المبادرة الأوروبية بعد 24 ساعة على صدور قرار أميركي مماثل. وتريد أوروبا عبر هذه العقوبات الجديدة منع استثمارات إضافية ونقل التكنولوجيا وبيع تجهيزات إلى إيران لها علاقة بقطاع الطاقة، خصوصا تقنيات تصفية النفط وتسييل الغاز.

وأوضح أينهورن أن هذا «الضغط» الإضافي على القادة الإيرانيين لا بد أن يحثهم على «العودة إلى طاولة المفاوضات والعمل معنا لإيجاد حل للمسألة النووية». ومن المتوقع أن يحدد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي هذه العقوبات الجديدة ضد إيران خلال اجتماع لهم في بروكسل في السادس والعشرين من يوليو (تموز). وصدرت حتى الآن ستة قرارات عن مجلس الأمن ضد إيران منذ عام 2006 بينها أربعة تضمنت عقوبات بسبب سياستها النووية.

إلى ذلك، قال مسؤول نفطي أمس إن إيران لا تتوقع أي مخاطر تهدد وارداتها من البنزين بعد يوم من انضمام شركة «توتال» الفرنسية إلى قائمة من شركات نفط غربية توقف مبيعاتها لإيران بسبب العقوبات. وقال فريد عامري، رئيس الشركة الوطنية الإيرانية لتوزيع المنتجات النفطية، لموقع وزارة النفط الإيرانية «شانا» إن الاستهلاك يتراجع، مما يساعد على خفض الاعتماد على البنزين المستورد. وأضاف عامري مشتركا في التفاؤل مع الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي قال إن العقوبات لا تشكل تهديدا «تحت كل الظروف، نحن قادرون على تلبية احتياجات البلاد من البنزين ولا مشكلة في إنتاج أو استيراد البنزين». وتفتقر إيران، خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، إلى الطاقة التكريرية الكافية، وتستورد ما يصل إلى 40 في المائة من احتياجاتها من البنزين، مما يجعلها أكثر عرضة للتضرر من العقوبات التي يفرضها عليها الغرب بسبب برنامجها النووي.

وقال أحمدي نجاد إن إيران يمكنها أن تحقق الاكتفاء الذاتي من البنزين «خلال أسبوع واحد» إذا تطلب الأمر. وإلى جانب سعيها لزيادة طاقة التكرير المحلية، تعمل إيران على خفض الطلب، وهي سياسة سيجري تكثيفها هذا العام عندما تبدأ إصلاحات تخفض تدريجيا الدعم الحكومي.

وفي الأسبوع الماضي، وافق الكونغرس الأميركي على إجراءات أحادية تجاوزت بكثير الجولة الأخيرة من عقوبات الأمم المتحدة وشملت معاقبة الشركات التي تمد إيران بالبنزين.