إيران تحيط نواياها بالغموض فيما يتعلق بخيار التسلح النووي

خبراء: أمام صعوبات طهران.. البرنامج النووي يمكن أن يصبح رمزا للنجاح

TT

يرى المسؤولون والأخصائيون الأميركيون أن النظام الإيراني، إن كان فعلا يسعى إلى الحصول على السلاح النووي كما يتهمه الغرب، فهو يحيط نواياه الحقيقية بالغموض لدرجه يصعب فيها التحقق من ذلك. وأعلن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، ليون بانيتا، أن إيران تملك كمية كافية من اليورانيوم الضعيف التخصيب لإنتاج قنبلتين نوويتين. وانتقدت إيران هذه التصريحات ووصفتها بأنها مناورة لشن «حرب نفسية» عليها بعد أسابيع من تبني عقوبات جديدة ضد إيران في الأمم المتحدة. وقالت شارون سكواسوني، الخبيرة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لوكالة الصحافة الفرنسية: «عامان فترة زمنية أطول مما ينبغي في نظري». وتحدث ديفيد أولبرايت، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن سنة واحدة فقط، «إذا أصبح النووي أولوية» بالنسبة لإيران. وبحسب سكواسوني فإن بانيتا «يستند في تقديراته إلى كمية اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تم تخزينه. لكن إيران تملك اليوم بالتأكيد كمية كافية من اليورانيوم الضعيف التخصيب، نحو 1800 كلغ».

وأوضحت الخبيرة أن الجمهورية الإسلامية «تواجه بعض الصعوبات» مع «أجهزة الطرد المركزي الـ8 آلاف» التي ثبتتها وليست جميعها عملانية. وقال أولبرايت في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت أن الجمهورية الإسلامية حاولت إنتاج قنبلة حتى عام 2003. لكن عام 2007 اعتبرت إدارة الرئيس السابق، جورج بوش، في وثيقة تقييمية أن إيران تخلت لاحقا عن هذه الجهود. وقد تخلص النسخة المعدلة لهذه الدراسة الرسمية إلى أن إيران تجري أبحاثا نووية عسكرية من دون أن تسعى فعليا لإنتاج قنبلة ذرية.

هذا ما توقعته مدونة «ديكلاسيفايد» المتخصصة على موقع مجلة «نيوزويك» الإلكتروني، ونشرت معلومات جديدة قد يكون نقلها إلى الولايات المتحدة شهرام أميري، عالم الفيزياء النووية الإيراني، الذي اختفى في يونيو (حزيران) 2009. وقال بانيتا إن هناك «نقاشا» داخل النظام الإيراني حول جدوى تصنيع السلاح الذري. وبحسب علي رضا نادر من معهد راند، فإن «البرنامج النووي أصبح في إيران قضية وطنية مهمة ومسألة آيديولوجية». وأمام الصعوبات التي يواجهها النظام، خصوصا الاقتصادية، فإن البرنامج النووي «يمكن أن يصبح رمزا للنجاح»، خصوصا بين محافظي الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وقالت سكواسوني: «لا أحد يعلم ما إذا كانت إيران اتخذت قرار» بناء القنبلة النووية، و«هذا الغموض يصب في مصلحتها». واعتبر أولبرايت إيران لا تملك بعد مثل هذه المعدات وأنها لن تبدأ بناء قنبلة قبل الحصول عليها. وأضاف أن إنتاج قاذفة قابلة للتشغيل يستلزم وقتا. وخلص إلى القول: «لهذا السبب فإن مسألة معرفة متى استأنفوا جهودهم مهمة للغاية».