أمير منطقة مكة المكرمة يكافئ متطوعي كارثة جدة بحديقة ضخمة تكتب عليها أسماؤهم

خاطب 5 آلاف متطوع بقوله: يا فرحة عبد الله.. وبسمة سلطان.. وقرة عين نايف

TT

أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، أمس، عن إنشاء حديقة ضخمة شرق مدينة جدة في أحد مخططات الشرق باسم شباب جدة، مكافأة لهم على عمليات الإنقاذ والمساعدات في محنة سيول جدة، وتسجل بها أسماء كل المشاركين والمسهمين في أعمال التطوع في الكارثة.

وقال الأمير خالد الفيصل خلال كلمته التي خاطب فيها نحو 5 آلاف متطوع قام بتكريمهم عشية أمس في ملعب استاد جدة «أيها الشباب، تسجيلا وتأريخا لعملكم التطوعي الوطني، طلبت من أمانة جدة إنشاء حديقة كبيرة، في مخطط شرق جدة الجديد باسم شباب جدة، تسجل فيها أسماء جميع من شارك وساهم، في عمليات الإنقاذ والمساعدات، في محنة سيول جدة».

كلمة أمير منطقة مكة المكرمة كانت شاعرية ومؤثرة وتدل على حجم سعادته بما قدمه المتطوعون في أعمال التطوع خلال أيام الكارثة، حيث استهلها بقوله: «يا فرحة عبد الله، وبسمة سلطان، وقرة عين نايف، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمل شباب، وشباب أمل، أمجاد وطن، ووطن أمجاد، بناء إنسان، وإنسان بناء».

وأضاف: «إنه يوم تكريم شباب جدة، فمرحى بالشباب، مرحى بالهمم على طريق الصواب، ومرحى بالعقول والسواعد، تتخطى الصعاب».

واستطرد أمير منطقة مكة: «أيها الشباب، بعملكم هذا نطمئن على مستقبل وطننا، وسلامة تنشئة أجيالنا، وبلوغ غايات آمالنا، لقد أثبتم بأنكم امتداد لأولئك الأشاوس، الذين وحدوا هذه البلاد، وبنوا هذا الكيان، وتركوا فيكم جذوة الإيمان بالله، وحب الوطن وشجاعة الأبطال».

وكان نحو 5 آلاف متطوع ومتطوعة قد انخرطوا في أعمال التطوع مع أول أيام كارثة جدة، مشاركين في مختلف أعمال المساعدات الصحية والمادية وتقديم العون بأكمله للأسر المتضررة في أحياء شرق مدينة جدة.

وفتحت أعمال التطوع، التي نفذها متطوعون من الجنسين لإغاثة ومساعدة متضرري سيول جدة، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى البلاد، الطريق أمام وجود جمعيات جديدة، وسط تأكيدات من مسؤولين بوزارة الشؤون الاجتماعية في ذلك الحين بأن العمل الفاعل الذي قام به المتطوعون خلال كارثة جدة سيؤخذ بالاعتبار.

ويأتي ذلك في وقت قرر فيه عشرات المتطوعين والمتطوعات الشبان تنظيم صفوفهم والانخراط في العمل الاجتماعي والخيري عبر هيكلة وتنظيم أكثر رسمية وفاعلية من خلال التفكير جديا بتكوين جمعيات منفصلة لتكون قناة رسمية يتم من خلالها بذل جهودهم التطوعية.

يقول ياسر أسعد، ناشط ومتطوع في مجموعة «مواطنة» وأحد أكثر المتطوعين فعالية خلال كارثة جدة، استطاع أن يجند مئات الشبان والشابات، وينظم صفوفهم للنزول مباشرة للمناطق المنكوبة بعد السيول، ومنذ اليوم الأول استطاع هو وزملاؤه تقديم المعونة لآلاف المتضررين قبل أن تنتظم جهود الإغاثة ضمن خطوط متوازية ومدروسة بالتعاون مع الجهات المعنية، وكشف أسعد عن أن الكثير من مجموعات المتطوعين والمتطوعات لديهم النية بتنظيم صفوفهم وإيجاد قنوات رسمية لتمكنهم من تقديم جهودهم التطوعية من خلالها.

المتطوع يحيى شرف الدين، بدوره، اعتبر أن «المجهود الذي بذله المتطوعون والمتطوعات خلال الأزمة هو مؤشر واضح على وجود قوة بشرية مؤهلة ولديها وعي كافٍ وشعور طاغٍ بالمسؤولية الاجتماعية وبضرورة إحداث فرق إيجابي في مجتمعها، وبالتالي يجب استغلال هذه الطاقة دون هدرها، وعن طريق فتح الطريق أمامها من دون أي عراقيل وعقبات بيروقراطية تحد من دورها».