غابة نمساوية تتحول إلى مغارة علي بابا

بعد ترجيح دفن 5 ملايين يورو مسروقة فيها

TT

أفواج من المواطنين النمساويين والأجانب هبطوا فجأة على غابة بالقرب من منطقة نيكلاغدورف، في إقليم شتيريا النمساوي، ولكن ليس بغرض السياحة الريفية في حر الصيف.. بل بحثا عن كنز يقال إن قيمته تبلغ نحو خمسة ملايين يورو دفن في موقع ما بتلك الغابة.

يعود أصل المال المدفون إلى جريمة اختلاس قام بها أحد مديري البنوك الألمانية، وقد اعتقل بعد اكتشاف جريمته، وحامت شكوك حول إخفائه المال المسروق في مكان ما بالغابة المشار إليها، في حين ينكر هو ذلك ويصر على الزعم أن جماعات مافيا إيطالية سلبته المال.

إدارة البنك غير مقتنعة، هي أيضا، بتصريحات المدير الجاني. وهي، سعيا لاستعادة المال، عمدت إلى تعيين مراقبين سريين تبعوه بعد خروجه من السجن، ولاحقوه خطوة خطوة عندما قام مباشرة بجولة في الغابة. ومما زاد من الشكوك، أن المدير الجاني كان قد سبق أن سلم الشرطة كفالة مقدارها 100 ألف يورو من أوراق بنكنوت رطبة تفوح منها رائحة عفن الأرض.. لكنه ادعى أنه أقنع بعض معارفه بتسليفه المبلغ. أما الشرطة، التي ركبت كاميرات خفية في المنطقة، فقد اعتقلت مؤخرا شابا في الثلاثينات من عمره معه أكثر من 70 ألف يورو زعم أنه دفنها خشية أن يحاول رئيسه السابق حرمانه منها بعد تركه العمل. وما إن ذاع هذا النبأ حتى انتابت المغامرين حمى البحث عن المال المسروق المدفون، وتحولت الغابة منذ ذلك الحين إلى مرتع للباحثين عن الكنز، مسلحين بالقديم والحديث من وسائل الحفر والبحث، بما فيها الصور التي يمكن الحصول عليها عبر موقع «غوغل».

وفي سياق آخر، نشط قانونيون وإعلاميون في الحديث عمن سيعود إليه المال في حال العثور عليه، خاصة، أن الغابة تعد ملكية خاصة يحظر القانون حفرها والتنقيب فيها، وإن كان التجوال والاستمتاع بخضرتها وهدوئها أمرا متاحا للجميع ولا غبار عليه.

كثرة الجدل حول هذا الأمر دفع البنك، الحريص على استعادة المال، إلى إصدار بيان أمس يعد فيه كل من يعثر على المال المدفون بمنحه نسبة 40%.. حلالا زلالا.