السعودية: ميناء جدة الإسلامي يمثل 60% من واردات المملكة

يستقبل 4 آلاف حاوية يوميا

TT

أحصت مصلحة الجمارك في جدة (غرب السعودية) ما يتم استقباله من الواردات اليومية للمملكة بنحو 60 في المائة من إجمالي الواردات، عبر 4 آلاف حاوية في ميناء جدة الإسلامي، الذي يعتبر الواجهة البحرية للسعودية في الجزء الغربي من البلاد.

وأوضح سليمان التويجري مدير عام جمرك ميناء جدة الإسلامي خلال استقباله وفدا من غرفة جدة برئاسة صالح كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة لمقر الجمارك السعودية للاطلاع على الإجراءات الجمركية المتبعة، أن جميع العمليات الجمركية تسير بطريقة آلية دون الحاجة إلى مقابلة التاجر أو المخلص الجمركي، حيث تم توفير نظام حاسوبي لإنهاء الإجراءات الجمركية إلى أن يتم تحويل المعاملات لجهات التحصيل في البنوك المعتمدة.

وحث التويجري رجال الأعمال على اتباع أنظمة السداد الإلكتروني عبر المواقع الإلكترونية للبنوك، كونها طريقة آمنة وتجنب استغلال البعض من أجل الحصول على الرشوة.

وأكد سليمان التويجري أن نسبة كبيرة من الواردات لا تجتاز الاختبارات الخاصة التي تجريها مختبرات خاصة تم اعتمادها مؤخرا في الجمارك. وقال: «على سبيل المثال، بعض من أنواع الكابلات أو التوصيلات الكهربائية نسبة اجتيازها الاختبارات صفر في المائة، وقد استطعنا عبر المختبرات الخاصة منعها من دخول البلاد، وبذلك منعنا الإضرار بالمستهلكين».

وأبان التويجري أن 3 مختبرات خاصة تعمل حاليا في الميناء، والمجال مفتوح لزيادتها حيث تدعو الحاجة إلى ذلك، وتضم مختبرا خاصا بفحص الإطارات، ومختبرا ثانيا لفحص الأجهزة الكهربائية والأنسجة، وثالثا لمطابقة فحص العطور وأدوات الماكياج، بينما يوجد مختبر خاص بالهيئة العامة للغذاء والدواء، يعمل على فحص 90 في المائة من العينات الواردة في أقل من 24 ساعة من وقت وصولها.

من جهته حمل صالح كامل، رئيس الغرفة التجارية في جدة، المستوردين مسؤولية كثير من المشكلات. وقال: «المخدرات التي تهرب إلى البلاد والمتفجرات والأجهزة المغشوشة، جميع من يستوردها تجار، وعليهم تحمل المسؤولية لخدمة وطنهم».

وأثنى كامل على التطور الذي شهدته إدارة الجمارك، وقال: «كنت أتصور الجمارك كما رأيتها قبل 40 عاما، إلا أن هناك تطورا غير مسبوق»، ممتدحا فكرة النافذة الواحدة التي طبقتها الجمارك للتسهيل على المستوردين، واعتبرها نجحت في كثير من الدول.

وقال: «الغش التجاري وحماية العلامة التجارية والمنتجات المقلدة من الأمور الهامة التي يجب أن نصل فيها إلى حلول في أسرع وقت ممكن، والغرفة والجمارك قادرتان على التعاون لتبني وتطبيق مفهوم إحياء القيم الأخلاقية والبعد عن الغش، وهناك لجنة المخلصين بغرفة جدة التي يتجلى عملها في المساهمة من خلال التوعية والتثقيف من السلوكيات الخاطئة في هذا النطاق».

وأبدى كامل استعداد الغرفة للتعاون في وضع برامج مشتركة وإعداد ورش عمل من الجانبين لتحقيق الصلة، وبحث الحلول بكل شفافية وإخلاص. وتحدث كامل عن خطة تعدها الغرف السعودية لخدمة الوطن، وأكد أنها تهدف لما سماه بـ«تنمية الأخلاق الإسلامية»، التي يحث عليها الدين الإسلامي ومحاربة الغش التجاري بجميع أشكاله، وبذل كل الجهود من أجل محاربة الرشوة. وزاد: «عند امتناع التاجر عن دفعها للمسؤول فنحن بذلك نكون قد قضينا عليها».

وبالعودة إلى التويجري، فقد أخذ على عاتقه التنويه بدور المخلصين الجمركيين، الذين تم إنشاء مكتب لهم داخل الميناء من خلال تعاونهم مع الغرفة والجمارك للسعي وراء تحسين الصورة ودرء الممارسات الخاطئة، مستعرضا طريقة استقبال الوكيل الملاحي للبيانات من بلد الشحن وعملية إجراء وتحليل المعلومات المقدمة من خلال برنامج تفريغ الحاويات.

وتحدث التويجري حول إحالة المعاملات إلى البنوك لتحصيل الرسوم الجمركية وإصدار إشعار الفسح وطريقة عرض الحاويات على نظام الفحص الإشعاعي، مشيدا بنجاح هذا النظام وفعالية تطبيقه، داعيا إلى إيجاد مستثمرين في مجال المختبرات الخاصة من قبل القطاع الخاص، وخصوصا في ما يتعلق بقطع الغيار، تساند عمل الجمارك في تسهيل إنجاز مهامها.