شريط تسجيلي جديد للعالم الإيراني المفقود يدعي فراره من عملاء الـ«سي آي إيه»

الخارجية الأميركية ترفض التعليق.. ومسؤول أميركي: الشريط يخالف المنطق

TT

في تطور جديد لقصة غامضة حول العالم النووي الإيراني المفقود شاهرام أميري، عرض تلفزيون إيران الحكومي أول من أمس شريطا تسجيليا قال إنه يحمل لقطات مصورة لأميري من مكان مجهول. ويعد هذا ثالث شريط تسجيلي يظهر خلال الأسابيع الماضية. وتقدم روايات متضاربة عن مصير رجل تدعي طهران أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» خطفته.

وكان أميري، الباحث الجامعي الذي يعمل لحساب منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اختفى أثناء الحج منذ عام.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، عرض التلفزيون الإيراني الرسمي شريط الفيديو الأول لرجل قال التلفزيون إنه أميري. وصرح الشخص الذي ادعى أنه أميري بأنه تعرض للخطف ونقل إلى الولايات المتحدة وتم تعذيبه. وبعد ذلك بوقت قصير ظهر شريط فيديو ثان على الإنترنت قيل أيضا إنه لأميري، وقال فيه إنه في الواقع يدرس في الولايات المتحدة.

وفي شريط الفيديو الذي عرض مساء أول من أمس، قال الرجل الذي وصف بأنه أميري إنه هرب من «عملاء» أميركيين ومختبئ الآن. ونفى أن تكون اللقطات التي نشرت عنه على الإنترنت حقيقية، ووصفها بـ«محض كذب». وعبر أميري - أو الشخص الذي يدعي أنه أميري - عن رغبته في العودة إلى إيران، وحث جماعات حقوق الإنسان على مساعدته في العودة إلى بلده.

وبينما امتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق لـ«الشرق الأوسط» على الشريط التسجيلي الجديد، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي لم تذكر اسمه قوله «مما يبعث على السخرية أن يزعم أحد أن الولايات المتحدة خطفت هذا الشخص. فإذا كان بوسعه إعداد شرائط فيديو فإنه مما يخالف المنطق الزعم بأن الأميركيين يحتجزونه رغما عنه». وامتنعت وكالة «سي آي إيه» عن الإجابة عن أسئلة حول الادعاءات الإيرانية باعتقالها للعالم الإيراني.

وقال الرجل الذي قيل إنه أميري في التسجيل الجديد «منذ دقائق نجحت في الهروب من عملاء الأمن الأميركيين في ولاية فرجينيا. وأنا الآن في مكان آمن أقوم بإعداد هذا الفيديو». وأضاف قوله «قد يعتقلني عملاء الأمن الأميركي ثانية في أي دقيقة.. لست حرا، وليس لدي إذن بالاتصال بعائلتي أو بغيرهم، وإذا حدث لي شيء أو إذا لم أعد إلى وطني فإن الحكومة الأميركية تكون مسؤولة عن ذلك مسؤولية مباشرة».

وبدا الرجل في شرائط الفيديو الثلاثة يشبه صور أميري التي ظهرت قبل ذلك في وسائل الإعلام الإيرانية. وكانت إيران استدعت سفيرة سويسرا في طهران ليفيا ليو اغوستي في وقت سابق من هذا الشهر، وسلمتها وثائق قالت إنها تظهر أن أميري خطفته الولايات المتحدة. وحتى الآن، لم يصدر موقف رسمي أميركي حول أميري، إذ تقول الحكومة الأميركية إنها لا تعلق على حالات محددة مثل هذه.

وكانت السفيرة السويسرية في طهران بواشنطن أمس، حيث التقت وكيل وزير الخارجية الأميركي ويليام برنز لبحث التطورات في إيران. ويذكر أن سويسرا هي راعية المصالح الأميركية في طهران بسبب انعدام العلاقات الدبلوماسية الأميركية - الإيرانية. وأفاد مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» بأن ليو اغوستي بحثت قضايا عدة مع برنز منها مصير الأميركيين الثلاثة المعتقلين لدى إيران. ويذكر أن السلطات الإيرانية احتجزت 3 شباب أميركيين على الحدود الإيرانية - العراقية الصيف الماضي، وما زالوا معتقلين من دون محاكمة.

وأكد المسؤول الأميركي أن السلطات الإيرانية رفضت السماح للدبلوماسيين السويسريين بلقاء شين بوير وسارة شرود وجوشوا فاتال منذ مايو (أيار) الماضي عندما التقت أمهات الثلاثة بهم في طهران. ووجهت الأمهات يوم أمس رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مطالبات مجددا بالإفراج عن الثلاثة المعتقلين. وناشدت الرسالة التي أرسلت أمس خامنئي بـ«إنهاء ظلم احتجازهم»، مضيفة أنه يجب إما محاكمة الثلاثة بشكل عادل أو إطلاقهم. وبينما تتهم السلطات الإيرانية الشباب الأميركيين بالتجسس على إيران، تؤكد عائلاتهم والإدارة الأميركية أنهم كانوا في رحلة سياحية إلى إقليم كردستان في العراق وعبروا الحدود الإيرانية خطأ حيث تم احتجازهم.