الكونغرس يقر تولي بترايوس للقيادة العسكرية الأميركية في أفغانستان

مصادقة بالإجماع على الجنرال.. وأوباما يعبر عن امتنانه للعمل السريع لاستبدال ماكريستال

TT

صادق الكونغرس الأميركي بالإجماع أمس على تولي الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس القيادة العسكرية للقوات الأميركية والأجنبية في أفغانستان. وربما في أسرع عمليات المصادقة على ترشيح قائد عسكري لمنصب قيادي رفيع، استغرقت عملية ترشيح وإقرار تولي بترايوس للقيادة العسكرية في أفغانستان 8 أيام فقط. وعبر الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان أمس عن تقديره العميق لمجلس الشيوخ لعمله الدؤوب والسريع للتصدي إلى أي فراغ في قيادة القوات الأميركية في أفغانستان بعد إعفاء الجنرال ستانلي ماكريستال يوم 23 يونيو (حزيران) بسبب تصريحات صحفية مثيرة للجدل. وكان تصويت أعضاء مجلس النواب بالإجماع على تنصيب بترايوس أمرا مهما لإرسال رسالة اتحاد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري حول قيادة بترايوس للحرب، على الرغم من بعض الخلافات حول استراتيجية أوباما في أفغانستان. وكان بترايوس قد قدم شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أول من أمس، لتصوت اللجنة في اليوم نفسه لصالحه. ونال بترايوس أمس ثقة كامل أعضاء مجلس الشيوخ بحصوله على 99 صوتا من أصل مائة. والصوت المتبقي هو للسيناتور الديمقراطي روبرت بيرد المتوفى الاثنين الماضي.

وسعى بترايوس أمام لجنة الدفاع إلى طمأنة المشرعين بشأن مسار الحرب، مقرا في الوقت نفسه أنه لا يزال يتوقع «معارك ضارية» في الأشهر المقبلة. ووعد الجنرال بترايوس أيضا قوات الحلف الأطلسي «الناتو» بإعادة النظر في تطبيق قواعد القتال التي تحد من اللجوء إلى الدعم الجوي تخوفا من إيذاء المدنيين، لكنها تزيد من المخاطر بالنسبة للجنود الذين تكبدوا في يونيو (حزيران) أكبر الخسائر منذ بدء النزاع؛ مع سقوط مائة قتيل قبل انقضاء الشهر. وأكد أن قوات الحلف الأطلسي «حققت تقدما في كثير من المواقع» هذا العام بما فيها ولاية هلمند الجنوبية، في الوقت الذي يتصاعد فيه التشكيك في فرص الجيش الأميركي بعكس مسار الأمور بعد تسع سنوات من الانتشار في أفغانستان.

وأيد الجنرال بترايوس موعد بدء انسحاب القوات الأميركية يوليو (تموز) 2011، كما قرر الرئيس باراك، مذكرا في الوقت نفسه بأنه لا بد من مرور «عدد من السنوات قبل أن تتمكن القوات الأفغانية من تولي مسؤولية الأمن في أفغانستان». ولفت إلى أن «الالتزام في أفغانستان سيكون طويلا». وقال أوباما في بيان أمس: «إنني ممنون جدا لمجلس الشيوخ للعمل بهذه السرعة لإقرار الجنرال بترايوس ليقود جهودنا العسكرية في أفغانستان». وأشاد أوباما بالجنرال مجددا، قائلا: «الجنرال بترايوس جزء أساسي لجهودنا في النجاح بأفغانستان وجهودنا الأوسع لعرقلة وتفكيك وهزم (القاعدة)، وهو يتمتع بثقتي الكاملة». واعتبر أن «عمل مجلس الشيوخ السريع وتجربة الجنرال بترايوس المنقطعة النظير ستضمن عدم تعثرنا في استراتيجيتنا لكسر تقدم طالبان وبناء القدرة الأفغانية». ويذكر أنه بعد تثبيت بترايوس قائدا للقوات الأميركية في أفغانستان، يتعين على وزير الدفاع روبرت غيتس ترشيح جنرال لقيادة القيادة الوسطى للجيش الأميركي، وهو المنصب الذي كان يتولاه بترايوس حتى ترشيحه للمنصب الجديد.