مقتل 8 متمردين في هجوم انتحاري على مطار جلال آباد

طالبان تهاجم قاعدة للحلف الأطلسي في شرق أفغانستان

جنود من كتيبة الرويال جيرجا يتحدثون الى مواطنين افغانيين خارج قرية بمقاطعة نهر السراج بولاية هلمند امس (أ.ف.ب)
TT

شن عناصر من حركة طالبان، أمس، هجوما بسيارة مفخخة وبالقذائف على قاعدة عسكرية مهمة للحلف الأطلسي في جلال آباد شرق أفغانستان، قبل أيام من وصول القائد الجديد للقوات الدولية الجنرال ديفيد بترايوس. وأعلن المتحدث باسم القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) أيان باكستر، أن «القاعدة العسكرية في جلال آباد تعرضت هذا الصباح لهجوم».

وأضاف المتحدث: «قتل الكثير من المهاجمين. لقد استخدموا (في الهجوم) سيارة مفخخة وقذائف مضادة للدبابات (آر بي جي) وأسلحة خفيفة. لقد فجروا السيارة المفخخة لكنهم لم يتمكنوا من اختراق الحزام» الأمني. وذكر مسؤولون أن ثمانية على الأقل من مقاتلي طالبان لقوا حتفهم عندما هاجموا مطارا يديره حلف شمال الأطلسي (الناتو) في جلال آباد شرق أفغانستان. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال زاهر نظيمي إن ثمانية مسلحين لقوا حتفهم في الهجوم بينما أصيب جندي من الناتو وآخر أفغاني. وأعلنت قيادة الحلف الأطلسي أن عنصرين من قوات الأمن أصيبا بجروح طفيفة دون تحديد جنسيتيهما. وبدأ الهجوم عند الفجر واستمر عدة ساعات. وكان أحمد ضياء عبد الضائي، المتحدث باسم حكومة ولاية ننغرهار المحلية، التي تعتبر جلال آباد كبرى مدنها، أكد أن انتحاريين يشاركون في الهجوم. من جهته، أعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية مسؤولية الحركة عن الهجوم. وتعتبر قاعدة جلال آباد، وهي في الواقع قاعدة ومطار عسكريان من أهم قواعد الحلف الأطلسي في أفغانستان بعد قاعدتي قندهار (جنوب) وباغرام (ضواحي كابل)، اللتين تعرضتا لهجمات من قبل المتمردين بعضها انتحارية في الأشهر الماضية. وفي 22 مايو (أيار)، شن مقاتلو طالبان هجوما على قاعدة قندهار، الأكبر في البلاد، مطلقين خمسة صواريخ، مما أدى إلى إصابة عدد من جنود الحلف الأطلسي ومدنيين عاملين في القاعدة بجروح. وقبل ذلك بأيام، شن ما بين 30 و40 مقاتلا من حركة طالبان، بعضهم من الانتحاريين، هجوما على قاعدة باغرام، الثانية في البلاد. وأشارت القوة الدولية إلى مقتل 16 متمردا ومدني أميركي في الهجوم، بالإضافة إلى إصابة تسعة جنود أميركيين بجروح. وتعهد متمردو طالبان في مايو بـ«الجهاد» ضد قوات الحلف الأطلسي، وذلك ردا على الحملة العسكرية الجارية في قندهار، مهد الحركة. ومنذ عام 2005 وبروز حركة التمرد مجددا بقيادة حركة طالبان، يسجَّل كل عام رقم قياسي جديد في الخسائر بين القوات الأجنبية المنتشرة في أفغانستان منذ أواخر عام 2001.

ومثل شهر يونيو (حزيران) أسوأ الأشهر وأشدها دموية على القوات الأجنبية منذ الإطاحة بنظام طالبان أواخر 2001، حيث شهد مقتل مائة جندي في شهر واحد. ويمكن مقارنة هذا الحجم من الخسائر بما تعرضت له القوات الدولية، لا سيما الأميركية، في أسوأ مراحل الحرب في العراق في عام 2007.

من جهة أخرى، برزت اختلافات داخل القوات الدولية عكستها إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال من قيادة القوات الدولية في أفغانستان. وسعى خليفته الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس الثلاثاء إلى الطمأنة حول مسار الحرب التي تتصاعد معارضتها مع إقراره بأنه يتوقع «معارك عنيفة» في الأشهر المقبلة. ووعد بترايوس قوات الأطلسي بإعادة النظر في القواعد التي تقيد طلب الدعم الجوي بهدف حماية المدنيين، لكن مع تعريض الجنود لمخاطر. وقال أثناء جلسة استماع برلمانية لتثبيته في منصبه محل ماكريستال، الذي أقيل إثر تصريحات قليلة الكياسة حيال الإدارة الأميركية، «نحن نشهد تقدما في بعض المجالات في أوج معركة صعبة تجري في أفغانستان».