صعوبات واجهت ميركل خلال عملية شاقة لانتخاب الرئيس الألماني

توقع اختيار مرشح التحالف الحاكم بعد فشل تمريره خلال جولتين

TT

واجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس صعوبات في ضمان انتخاب مرشحها كريستيان فولف في الدورتين الأولى والثانية من انتخابات الرئاسة، لكن كان متوقعا اختياره في الدورة الثالثة مساء أمس. وكشفت العملية عن عمق الخلافات داخل التحالف الحاكم، بين الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي).

وفي حين أظهر نواب المستشارة ميركل رباطة جأش في التعامل مع الخسارة في الجولتين الأولى والثانية، اعتبر زيغمار جابرييل، زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الفشل دليلا على أن نواب المحافظين والليبراليين يتبعون نداء «الضمير»، ودعا حزب اليسار مندوبيه إلى نسيان تاريخ ألمانيا الشرقية، الذي ولى، ومنح أصواتهم إلى المرشح الاشتراكي جاوك. ويعود نفور حزب اليسار من جاوك إلى ترؤسه «إدارة جاوك» التي تولت كشف ودراسة ملفات جهاز الأمن السابق في ألمانيا الشرقية «شتازي».

وتعلقت نتائج الانتخابات، بعد أن بذل قادة الكتل الكبيرة جهودهم لتوحيد الصفوف، بموقف حزب اليسار الذي يمكن لنوابه الـ124 أن يحسموا النتائج بعد سحب مرشحتهم من النزال. وكان من المتوقع أن يفشل هذا الحزب أيضا في تحقيق الإجماع على انتخاب جاوك تاركا التصويت، أو الامتناع عنه، لحرية كل نائب.

وأخفق فولف في تحقيق الأغلبية المطلقة (623 صوتا) في التجمع الاتحادي في الجولة الأولى، للفوز بمنصب رئيس الجمهورية خلفا للرئيس المستقيل هورست كوهلر. وحاز فولف (51 سنة)، في الجولة الأولى 600 من أصل 1244 صوتا، رغم أن التحالف الحكومي يملك أغلبية 644 صوتا في التجمع الاتحادي. في المقابل نال جاوك 499 صوتا، أي أكثر من مجموع مندوبي الحزبين (462)، رغم امتناع عضوين من الديمقراطي الاشتراكي عن التصويت. ونالت مرشحة حزب اليسار لوكريتسيا يوخمسن 126، من أصل 124 مندوبا من أعضائهم، امتنع 13 منهم عن التصويت وكانت ورقة تصويت أحدهم تفتقد للشرعية.

وحسن فولف موقفه في الجولة الثانية، إذ حاز 615 صوتا، لكنه بقي بعيدا عن الأغلبية المطلقة. وحافظ جاوك على أصوات مؤيديه في الجولة الثانية فحقق 499 صوتا كما كان الحال في الجولة الأولى.

وفي حال تحققت توقعات المراقبين وفاز فولف، فإنه يكون قد جنب ميركل صداعا سياسيا جديدا لأنه رفض، عند ترشيحه، الاستقالة من منصبه كرئيس لوزراء ولاية سكسونيا السفلى قبل أن يجري انتخابه كرئيس للجمهورية. ومع ذلك نقلت صحيفة «دي فيلت» أن رؤساء كتل أحزاب الحكومة بدأوا البحث جديا عن «المتمردين» الذين امتنعوا عن التصويت لفولف. وتعاني حكومة ميركل منذ أسابيع من مشاكل جمة داخل التحالف الحاكم بسبب أفغانستان وطريقة معالجة الأزمة المالية.