أوباما ينوه بجهود الرياض في مكافحة الإرهاب ويؤيد مبادرة الملك عبد الله لحوار أتباع الديانات

البيان المشترك للقمة السعودية ـ الأميركية يدعو إيران للوفاء بالتزاماتها الدولية.. والرئيس الأميركي يجدد التزامه بإغلاق معتقل غوانتانامو

خادم الحرمين الشريفين يدون كلمة في سجل الزيارات بالبيت الأبيض أول من أمس (واس)
TT

شهدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى واشنطن اهتماما أميركيا بتقوية العلاقات السعودية - الأميركية والتشاور بقضايا إقليمية عدة. وأوضح بيان من البيت الأبيض حول اجتماع خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض أول من أمس، أن الجانبين أعربا عن دعمهما القوي للجهود التي تبذلها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا لمعالجة الملف النووي الإيراني، وحثا إيران على الوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب قرار مجلس الأمن وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان هناك اتفاق سعودي - أميركي على أهمية السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط. وأفاد البيان أن الجانبين يأملان في أن تؤدي المحادثات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى استئناف المحادثات المباشرة لتحقيق هدف الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين والرئيس أوباما أكدا أيضا أهمية استئناف المفاوضات على المسارين السوري - الإسرائيلي واللبناني - الإسرائيلي من أجل تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، بعد اللقاء، إن «السعوديين أعادوا التعبير عن دعمهم لمبادرة السلام العربية وهذا جزء مهم» من أجل جهود إحياء السلام في المنطقة. وأعرب بيان البيت الأبيض عن ترحيب أوباما بالدور القيادي المستمر لخادم الحرمين الشريفين ودعمه لمبادرة السلام العربية.

وأشار البيان إلى أن خادم الحرمين الشريفين والرئيس أوباما أكدا كذلك أهمية الجهود المبذولة لمنع التطرف وأعمال العنف، موضحا أن الرئيس الأميركي أعرب عن إشادته وترحيبه بالجهود الناجحة للمملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والتعامل مع تهديدات تنظيم القاعدة بما في ذلك المواقف التي اتخذتها هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية لتجريم الإرهاب وتمويله. وأضاف البيان أن أوباما أعرب عن تأييده لمبادرة الملك عبد الله لتشجيع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كما أنه جدد التزامه لخادم الحرمين الشريفين بإغلاق معتقل غوانتانامو. وكان أوباما قد تعهد بإغلاق المعتقل العسكري فور وصوله إلى البيت الأبيض بداية عام 2009 ولكن حتى الآن لم يطبق ذلك القرار بسبب مصاعب في نقل المعتقلين. إلا أنه أعاد تأكيد التزامه بإغلاق السجن خلال لقائه مع خادم الحرمين. ويذكر أن عدد المعتقلين السعوديين في السجن الأميركي دون الـ20 حاليا.

وقال البيان إن الزعيمين ناقشا أيضا الجهود الدولية لمساعدة أفغانستان، وهو جانب سعت الولايات المتحدة للحصول على تأييد القيادة السعودية فيه. كما أن البيان لفت إلى تأكيد الملك عبد الله وأوباما دعمهما للحكومة اللبنانية في سعيها للحفاظ على سيادتها وعلى أهمية تحقيق الأمن والازدهار لليمن، بالإضافة إلى الحاجة إلى تشكيل حكومة وفاق شاملة لكل الأطراف في العراق وتأسيس علاقات بناءة بين العراق الموحد ذي السيادة وجيرانه.

وأفاد البيان أن الزعيمين استكملا كذلك مشاوراتهما بشأن نتائج قمة مجموعة العشرين الاقتصادية وحول النمو الاقتصادي العالمي، مرحبين باستمرار توسيع علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية والعلمية والروابط التعليمية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بما في ذلك الأعداد التاريخية الكبيرة من الطلاب السعوديين الدارسين في الولايات المتحدة الذين فاق عددهم 20 ألف طالب الآن، وهو أكبر عدد من أي وقت مضى.

ووفقا للبيان فإن الزعيمين أعربا عن تطلعهما لزيادة تعزيز العلاقات بين البلدين، مبرزين أن العام الحالي يصادف الذكرى الخامسة والستين للقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز - رحمه الله - والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على متن البارجة «يو إس إس كوينسي» عام 1945.