أبناء المتهمين بالتجسس يواجهون مستقبلا مجهولا

دور رعاية الأطفال قد تحتضنهم في غياب وجود الأقارب

TT

من بين الأشخاص العشرة الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة بشبهة التجسس لصالح روسيا، أربعة أزواج أثيرت حولهم الكثير من التساؤلات، عدا كونهم آباء. وتشير الروايات إلى أن الأزواج الأربعة يعولون سبعة أبناء من دون أدنى تقصير في تربيتهم.

ففي مونتكلير بولاية نيوجيرسي، استقلت كيت ميرفي (11 عاما) وأختها ليزا (7 سنوات) دراجتين متشابهتين وقد أمسكتا بالونات مائية في الشارع. أما في يونكرز فقام جوان جوزيه لازارو بتدريب البيانو في غرفة معيشة الأسرة. وفي أرلينغتون بولاية فرجينيا كانت باتريشيا ميلز ومايكل زوتولي يعتنيان بأبنائهما الصغار. أما تريسي فولي ودونالد هيثفيلد فلهما ابن في الجامعة وآخر في منزلهما في كمبريدج بولاية ماساشوستس.

لكن وجود آباء هؤلاء الأطفال في السجن سيجعلهم يواجهون الآثار النفسية للانفصال عن آبائهم والخجل من هويات آبائهم والاحتمال بشأن المستقبل الغامض، وعمن سيعولهم خلال وجود آبائهم في السجن، وهو القرار الذي سيقوم به الوالدان نيابة عنهم على الرغم من وجودهم خلف قضبان السجن في انتظار الحكم بشأن مصيرهم أيضا.

اعتقال الآباء والأمهات أمر مألوف، لكن جرائمهم غالبا ما تكون نتيجة لسلوك يشكل مخاطرة على الطفل مثل العنف الجسدي أو تعاطي المخدرات. والقضية الوحيدة التي قبض فيها على زوجين بتهمة التجسس ويمكن أن يتذكرها غالبية الأميركية، تتعلق بإيثال وجوليوس روزنبيرغ، اللذين أعدما لإدانتهما بالتجسس لصالح السوفيات عام 1953 تاركين ابنيهما روبرت ومايكل في سن السادسة والعاشرة.

وترى تيري براكستون، نائب رئيس جمعية رعاية الطفل الأميركية، ومقرها أرلينغتون، أنه بالنظر إلى أن العنف الجسدي والإهمال لم يشكلا جزءا من الاتهامات الموجهة للآباء، فإن ترتيبات الحضانة للأولاد ستكون بالطريقة نفسها التي يقوم بها الآباء لأبنائهم قبل مغادرتهم في رحلة. وأضافت براكستون «بوجه عام، ستطلب الشرطة من الوالدين معرفة ما إذا كان هناك أقارب أو أصدقاء أو جيران يمكنهم العناية بالأطفال، لكن الآباء هم الذين سيقررون في النهاية الطريقة التي سيتم التعامل بها مع الأولاد».

ستكون دور الرعاية الخيار الوحيد إذا لم يكن هناك من يرعى الأطفال أو إذا وضعت المحاكم الأطفال تحت رعاية مؤسسات رعاية الطفل. وعلى الرغم من لعب وكالات الرعاية دورا داعما في بعض الأوقات، فإنها قد لا تتدخل على الإطلاق.

فيوم أول من أمس، لم تستدع إدارة الطفل والأسرة في ماساشوستس للمساعدة في تقديم الرعاية لابن فولي وهيثفيلد البالغ من العمر 16 عاما (ابنهما الآخر يبلغ من العمر 20 عاما)، وقالت أليسون غودوين، المتحدثة باسم الإدارة، إن تدخل الوكالة مرهون بورود تقارير عن إساءة المعاملة أو الإهمال وطلب منها المساعدة.

وقد قامت إدارة الخدمات الإنسانية بمقاطعة أرلينغتون بولاية فرجينيا بإعداد بحث حول أسماء الأصدقاء الذين اقترحتهم ميلز وزوجها زوتولي كأوصياء مؤقتين على أولادهم الذين تتراوح أعمارهم بين عام وثلاثة أعوام. وتشير مديرة قسم الخدمات الاجتماعية في الوكالة، فاليري كوفي، إلى أنها ستواصل عملها مع ميلز لمساعدتها في وضع ابنيها تحت وصاية أقاربها. وقالت «تتمثل أولويتنا في توفير الأمن لهؤلاء الأطفال، لكننا نرغب أيضا في التأكد من أنهم سيكونون مع الأشخاص الذين يعرفونهم».

* خدمة «نيويورك تايمز»