إسبانيا تبحث عن اللقب العالمي الأول وباراغواي عن دخول التاريخ

دفاع المنتخب الباراغواياني يقف حاجزا بين الإسبان وبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 60 عاما

TT

يواصل المنتخب الإسباني لكرة القدم رحلة البحث عن اللقب العالمي الأول له من خلال مواجهته المرتقبة اليوم على استاد «إليس بارك» في جوهانسبورغ مع منتخب باراغواي ضمن منافسات دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

ولن يكون غريبا أن يخوض المدرب فيسنتي ديل بوسكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني بطل أوروبا، هذه المباراة وهو يتطلع للمربع الذهبي. ويبدو المنتخب الإسباني هو المرشح الأقوى لتحقيق الفوز في مباراة اليوم على باراغواي بلا عناء كبير. لكن ديل بوسكي البالغ من العمر 59 عاما قال إن فريقه لن يستهين بمنتخب باراغواي. وقال «المباراة أمام باراجواي ستكون بنفس صعوبة باقي المباريات التي خضناها حتى الآن. نتوقع أن نواجه فريقا يتميز بالأداء الدفاعي سيحاول التغلب علينا من خلال الهجمات المرتدة».

وتأهل منتخب باراغواي إلى دور الستة عشر بعدما تصدر مجموعته في الدور الأول للبطولة رغم أنها ضمت المنتخب الإيطالي. ثم شق منتخب باراغواي طريقه إلى دور الثمانية بعد الفوز على نظيره الياباني بضربات الترجيح في دور الستة عشر إثر تعادلهما السلبي على مدار الوقتين الأصلي والإضافي خلال مباراتهما بمدينة بريتوريا.

وقال المهاجم الأرجنتيني الأصل لوكاس باريوس نجم منتخب باراغواي «نحاول الاحتفاظ بهدوئنا ونعلم أنه ما زال أمامنا بعض العمل.. إنها تجربة فريدة لنا في كأس العالم. إننا بين أفضل ثمانية منتخبات في العالم».

واعترف زميله نيلسون هايدو فالديز أن المنتخب الإسباني سيخوض المباراة وهو المرشح الأقوى بالطبع، لكنه قال إن منتخب باراغواي لن يستسلم سريعا. وقال فالديز «سنبذل كل ما بوسعنا من أجل باراغواي.. إذا لم نفعل شيئا آخر (التأهل للمربع الذهبي)، سنسبب لهم المتاعب، وسنصيبهم بالإجهاد في الدور قبل النهائي».

وكانت أفضل مشاركة للمنتخب الإسباني في بطولات كأس العالم خلال مونديال 1950 عندما حل الفريق رابعا. وإذا حقق الفريق الفوز على باراغواي اليوم سيضمن على الأقل معادلة هذا الإنجاز. ويعلق ديل بوسكي في مباراة اليوم أملا كبيرا على مهاجمه الخطير والنشيط ديفيد فيا الذي يقتسم صدارة هدافي البطولة حاليا مع المهاجم الأرجنتيني الشاب غونزالو هيغوين. وسجل فيا هدف الفوز (1/صفر) للمنتخب الإسباني على المنتخب البرتغالي في دور الستة عشر رغم الدفاع الصلد للمنتخب البرتغالي.

ويأمل فيا في تكرار ذلك أمام منتخب باراغواي الذي يعتمد بقيادة مديره الفني الأرجنتيني جيراردو مارتينو على الأسلوب الدفاعي أكثر من روح المغامرة.

وفي معرض رده على سؤال بخصوص ما إذا كانت الدموع التي ذرفها في نهاية المباراة أمام اليابان دليلا على سعادته، وأن هذا اليوم هو الأفضل في مسيرته كمدرب، قال مارتينو «بالنسبة إلى الباراغواي هذا التأهل إلى الدور ربع النهائي يعد تاريخيا، وأتخيل الآن أجواء الفرحة هناك. يجب استغلال هذا النجاح. بالنسبة لي بلوغ ربع النهائي والوجود بين أفضل 8 منتخبات في العالم إحساس قوي، لكني لن أقول إنه أفضل يوم في مسيرتي التدريبية».

وتابع «بعد مشاهدتي للبرازيل الاثنين (ضد تشيلي)، والأرجنتين المرشحة للفوز بلقب هذه البطولة، فإننا نحن أيضا هنا في هذا الدور. لا أقول إننا سنحرز اللقب وندخل التاريخ، لكني أعتقد أن بإمكاننا تقديم مباراة جيدة. ما يجعلني أقول هذا أننا لن نأخذ زمام المبادرة كثيرا مثلما كان الحال أمام اليابان وسلوفاكيا ونيوزيلندا. ستكون أمامنا مساحات أكبر وهذا قد يناسب فريقي».

كما يتوقع أن يواصل ديل بوسكي ثقته في المهاجم الآخر فيرناندو توريس نجم ليفربول الإنجليزي رغم أنه لم يستطع حتى الآن هز الشباك أو استكمال التسعين دقيقة في أي من المباريات التي خاضها مع الفريق في هذه البطولة. كما بدا توريس بعيدا تماما عن مستواه في المباراة أمام البرتغال بدور الستة عشر للبطولة حتى استبدله ديل بوسكي.

ويتضح أن توريس ما زال في مرحلة التعافي والنقاهة بعد العملية الجراحية التي أجراها وأبعدته لبعض الوقت عن الملاعب قبل هذه البطولة. ويحظى توريس بمساندة تامة من زميله فيا. وقال فيا المنضم حديثا لفريق برشلونة الإسباني «اللوم الوحيد الذي يمكنك توجيهه إليه (توريس) هو عدم هز الشباك».

ومن المؤكد أن التألق الإسباني ليس محصورا بالأداء الهجومي الشامل وحسب، بل بالمستوى الذي يقدمه خط دفاعه أيضا بقيادة كارليس بويول وجيرار بيكيه والظهيرين المميزين سيرجيو راموس وخوان كابديفيللا اللذين يقدمان مستوى مميزا جدا إن كان دفاعيا أو بالمساهمة الهجومية عبر التوغل على الجناحين، ويضاف إليهما أداء لاعبي الوسط المحوريين تشابي ألونسو وسيرجيو بوسكيتس اللذين يشكلان السد الدفاعي الأول الذي يفتك بالكرات من الخصوم ويطلق الهجمات المرتدة.

وأكد ديل بوسكي، الذي ارتقى حتى الآن إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه بعد رحيل لويس أراغونيس مهندس انتصار كأس أوروبا 2002، أن بإمكان فريقه كتابة صفحة من التاريخ، مضيفا بعد الفوز على البرتغال «سنرى إذا كنا محظوظين، لكن بإمكاننا كتابة صفحة من التاريخ. كنا نشعر بارتياح في هذه المباراة، كنا حذرين بخصوص التحركات الدفاعية. إذا واصلنا اللعب بالطريقة التي لعبنا بها اليوم فسيكون من الصعب الفوز علينا، لكن يجب توخي الحذر».