السلطة الفلسطينية تستهجن التصريحات الأميركية بشأن تقدم في «محادثات التقريب»

عريقات لـ «الشرق الأوسط»: فوجئنا بأقوال شابيرو.. وطلبنا رسميا توضيحات بشأنها

TT

استهجنت السلطة الفلسطينية أمس تصريحات مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض دانييل شابيرو حول إحراز تقدم في محادثات التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي يشرف عليها المبعوث الرئاسي الخاص جورج ميتشل، يسمح بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة.

وقال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الموجود حاليا في عمان برفقة الرئيس محمود عباس (أبو مازن): «فوجئنا بتصريحات شابيرو». وأضاف عريقات الذي بدا غاضبا ومستفزا «نعم فوجئنا بهذه التصريحات.. طلبت اليوم (أمس) رسميا من الإدارة الأميركية إيضاحات حول التقدم الذي يتحدث عنه شابيرو بين الإدارة الأميركية والجانب الإسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة.. طلبنا منهم توضيح ذلك لنا ولبقية العالم».

وتابع عريقات عضو اللجنتين المركزية لحركة فتح والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن «المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل لم يقدم خلال اجتماعه الأخير يوم الخميس (الماضي) مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أي مواقف جديدة من الجانب الإسرائيلي حول أي من قضايا الحل النهائي لا سيما قضيتي الأمن والحدود» التي يفترض أن يتم التفاهم حولهما خلال الأشهر الأربعة التي حددت كسقف زمني للمفاوضات غير المباشرة التي يفضل الفلسطينيون الإشارة إليها بمحادثات التقريب حسب الترجمة الحرفية للمصطلح الإنجليزي.

واستدرك عريقات قائلا «نأمل في أن يكون هناك تقدم ولكن نريد معرفته.. ونعتقد أنه إذا حصل أي تقدم فإن الإدارة الأميركية والمبعوث ميتشل سيعرضانه على الرئيس عباس».

وردا على سؤال حول الأساس الذي انطلق منه شابيرو في تصريحاته هذه، الليلة قبل الماضية قال بنبرة يشوبها الغضب «لا أدري ولا أستطيع الرد على هذا السؤال الذي لا بد وأن يوجه إلى الأميركان.. أنت تتحدث معي.. مع صائب عريقات مسؤول ملف التفاوض في السلطة الفلسطينية.. وأنا أقول لك إنني اتصلت بهم رسميا وطلبت كما سلف وقلت، توضيحات.. وأؤكد مرة أخرى أن ميتشل في لقائه الأخير لم ينقل لنا أي مواقف إسرائيلية جديدة سواء بشأن الحدود أو الأمن أو المياه أو غيرها من ملفات المرحلة النهائية».

ويفترض أن يعود ميتشل إلى المنطقة قريبا لمواصلة محادثات التقريب التي حددت مهلتها بأربعة أشهر تنتهي في سبتمبر (أيلول) المقبل. وقال عريقات حول موعد عودة ميتشل ليباشر الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة، «إننا لم نحدد موعدا بعد، ولا أدري متى سيعود ميتشل».

ويطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض بعد غد، بعدم إضاعة الوقت في المفاوضات غير المباشرة والانتقال فورا إلى المفاوضات المباشرة لإنهاء جميع الملفات العالقة.. وعرض نتنياهو الخميس الماضي الحضور إلى رام الله للبدء في المفاوضات المباشرة، أو حضور أبو مازن إلى القدس لنفس الغرض.

وتؤيد واشنطن فكرة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة في أسرع وقت ممكن. غير أن الرئيس أبو مازن قال إنه ليس لديه أي مانع للقاء نتنياهو سواء في رام الله أو القدس المحتلة أو أي مكان آخر، مشترطا اللقاء بتحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة.

وقال أبو مازن الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عقب محادثاته مع ميتشل في مقر الرئاسة في رام الله «نحن مستعدون للانتقال للمفاوضات المباشرة إذا ما تلقينا ردودا إيجابية من جانب نتنياهو بشأن القضايا محل التفاوض والخاصة بالحدود والأمن».

ولم يتطرق أبو مازن إلى أي تقدم في الموقف الإسرائيلي الذي نقله إليه ميتشل ولا إلى التقدم الذي يتحدث عنه شابيرو، مكتفيا بالقول «بحثنا القضايا الرئيسية المتعلقة بالحدود والأمن. إضافة إلى قضايا هدم المنازل في حي سلوان، وإبعاد النواب عن مدينة القدس، وقضية فندق شيبرد، وعمليات الاستيطان المستمرة».

وكان شابيرو الذي يشغل منصب المدير الأعلى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البيت الأبيض، قد قال في تصريحات لعدد من الصحافيين الليلة قبل الماضية، إن أوباما سيبحث مع نتنياهو خلال لقائهما في البيت الأبيض بعد غد إمكانية إطلاق المفاوضات المباشرة. ولمح شابيرو إلى أن جولات محادثات التقريب الخمس أحدثت «تقدما» يسمح بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وأوضح أن «المحادثات غير المباشرة هي آلية للدخول في مفاوضات مباشرة للتوصل إلى سلام شامل في المنطقة». مضيفا «كان الهدف من المحادثات غير المباشرة تقليص بعض الفجوات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وقد حدث ذلك». وتابع أن «الكثير من محادثاتنا (الأسبوع المقبل) ستكون حول التقدم في المحادثات غير المباشرة والانتقال إلى المفاوضات المباشرة».