السعودية: تكتلان يتنافسان على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين

منافسة محدودة للفوز بالمشروع العملاق.. و3 تكتلات لم تتقدم للمرحلة الفنية والمالية

قطار الحرمين يربط المدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمدينة جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية بطول 570 كيلومترا («الشرق الأوسط»)
TT

تقدم تكتلان من أصل 5 تكتلات تم تأهليها للتنافس على المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين، حيث أعلنت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أمس، أنها تلقت عرضين فقط لتنفيذ الجزء الثاني من مشروع قطار الحرمين الذي يربط المدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمدينة جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في محافظة رابغ بطول يصل إلى نحو 570 كيلومترا، والمتعلق ببناء الخط الحديدي المكهرب وتوريد العربات والقطارات.

وقال مصدر في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية - فضل عدم ذكر اسمه – إن الائتلافات الثلاثة التي لم تتقدم بعروضها الفنية والمالية خلال الفترة المحددة لتقديم العروض تعتبر في حكم المنسحبة من المنافسة على المشروع.

أمام ذلك أكدت المؤسسة أنها تتبع خطوات عمليه ومدروسة مع فريقها الاستشاري، حيث شددت على أنها لن تفتح العروض المالية إلا بعد التأكد من اجتياز العرض الفني لمتطلبات التقييم وحصوله على درجة لا تقل عن 80 في المائة، حسب ما هو مقرر في وثيقة طلب العروض الأصلية وتعليمات المتنافسين.

وشددت على أنها لن تعترف إلا بالعرض المالي الذي تقدم لها عبر القنوات الرسمية لتقديم العروض، ولن تلتفت إلى ما أثير حول قيمة العرض المالي الضخم الذي تجاوزت قيمته 46.8 مليار ريال (12.5 مليار دولار) في حين لم تعتبر ذلك مخالفا لشروط المنافسة على المشروع.

وفي حين كلف المشروع في مرحلته الأولى 6.7 مليار ريال (1.8 مليار دولار) حيث فاز ائتلاف الراجحي بتنفيذ المشروع في مرحلته الأولى التي تمت ترسيتها في فبراير (شباط) من عام 2009، فإن التوقعات تشير إلى أن المرحلة الثانية ستتجاوز تكلفتها الـ40 مليار ريال (10.6 مليار دولار)، وفق العرض الذي أعلنت عنه شركة فرنسية، من أعضاء ائتلاف الراجحي، من خلال تقديم عرض مالي لتنفيذ المشروع العملاق بـ46.8 مليار ريال (12.5 مليار دولار)، وبموازاة ذلك يضم ائتلاف الشعلة وهو الائتلاف الثاني المنافس على المشروع شركة إسبانية نفذت الكثير من المشاريع لصالح المؤسسة العامة للخطوط الحديدية على خطها القائم الذي يربط الدمام بالرياض.

وسيجري تحليل العروض الفنية والمالية والرفع بها إلى مجلس الوزراء لترسية المشروع على الائتلاف الفائز، حيث توقع مسؤول في المؤسسة أن يتم البت في ذلك خلال فترة لا تقل عن شهرين.

وكانت المؤسسة قد أعلنت عند طرح وثائق المرحلة الثانية من المشروع عن تأهيل 5 ائتلافات مشكلة من شركات وطنية وعالمية للمنافسة على تنفيذ المرحلة الثانية التي تتعلق بتشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات وكهرباء الخط وتوريد القطارات والمعدات والصيانة لمدة 12 عاما، إلا أن الائتلافات طالبت بتمديد إعداد العروض في فترة سابقة وفي آخر يوم للمهلة الممنوحة للائتلافات تم تقديم عرضين فقط من قبل ائتلاف الراجحي وائتلاف الشعلة.

وأكدت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه انتهاء المهلة الممنوحة للائتلافات المتأهلة لمنافسة المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين السريع لتقديم عروضها المالية والفنية لتنفيذ المشروع، ظهر أمس، السبت، في حين أكدت أنها تسلمت يوم أمس عرضين من ائتلافي «الراجحي» و«الشعلة» المتأهلين للمنافسة على تنفيذ هذه المرحلة، وتم فتح العروض الفنية من قبل اللجنة المختصة في المؤسسة وبمشاركة ممثلين من صندوق الاستثمارات العامة والشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، كما حضر افتتاح العروض ممثلون من الائتلافين المتنافسين. يشار إلى أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية مدت في وقت سابق للائتلافات الـ5، مهلة تقديم العروض الفنية والمالية من نهاية أبريل (نيسان) الماضي إلى مطلع يوليو (تموز) الحالي، وذلك بعد طلبات تقدمت بها الائتلافات من أجل دراسة وثائق المرحلة للوصول إلى عروض فنية ومالية تخولها الفوز بتنفيذ المشروع، وحينها قالت المؤسسة إنها مدت للائتلافات من أجل الحصول على عروض فنية ومالية تناسب تطلعاتها. وقال المهندس عبد العزيز بن محمد الحقيل، رئيس عام المؤسسة، إن فريق التحليل والتقييم في المؤسسة، الذي يضم مستشارين ماليين وفنيين من المؤسسة وصندوق الاستثمارات العامة وشركة «سكوت ويلسن»، وشركة «دار الهندسة» للتصميم والاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه) بالتضامن مع شركة «جيتنسا» الإسبانية، سيبدأ تقييم وتحليل العروض الفنية أولا مع إبقاء العروض المالية مغلقة وفق منهجية ومعايير دولية تضمن الشفافية في التقييم والمقارنة ليتم التأكد من استيفائها الشروط والمتطلبات الفنية والتشغيلية كافة، تمهيدا لفتح العروض المالية واختيار العرض الأفضل الفائز.