مصممات وعارضات أزياء فلسطينيات يبحثن عن العالمية

30 فتاة يشاركن في عرض أزياء من تصميم محلي في مشهد لم يكن مألوفا من قبل

حظي الاحتفال بدعم رسمي من السلطة وقالت وزيرة السياحة والآثار خلود دعيبس «هذا العرض يشير إلى إيمان شعبنا بمستقبل أفضل رغم كل المعاناة التي لا توصف»
TT

في مشهد لم يكن مألوفا في الأراضي الفلسطينية، أخذت 30 فتاة من مدن مختلفة في الضفة الغربية، يعرضن أزياء مختلفة من تصميم محلي في عرض نظم الأسبوع الماضي في مدينة بيت ساحور القريبة من بيت لحم. وعلى مدى 3 ساعات عرضت الفتيات مجموعة من فساتين السهرة المتنوعة المثيرة، وفساتين الأعراس، وفساتين هندية وأخرى يونانية، وبعض الأثواب العصرية التي أدخل عليها بعض التطريز الفلسطيني.

وعكس العرض ثقافة فلسطينية مختلفة في الضفة الغربية، قد تغير إلى حد كبير الفكرة النمطية المأخوذة عن الفلسطينيين كمجتمع محافظ ومنغلق يعاني من ويلات الاحتلال. لكن منظمي العرض دافعوا عن الفكرة، بقولهم إن ذلك يعكس مفخرة للفلسطينيين وليس العكس.

وقال سيمون عوض، رئيس مجلس إدارة معهد النسيج الذي أشرف على مدار سنوات على تخريج مصممين وعارضات أزياء، لـ«الشرق الأوسط»: «نريد أن ننافس في هذا المجال. نريد أن نصل إلى العالمية. لدينا طموح كبير، ولسنا شعبا منغلقا على نفسه». وجرى العرض ضمن احتفال نظمه المعهد وتخلله تخريج مجموعة جديدة من مصممي الأزياء. وقدمت شابات جميلات عروضا متنوعة، وسط حضور لافت وكبير.

وقال عوض: «نشهد اليوم نجاح جيل صاعد من مصممي الأزياء الفلسطينيين» وأضاف: «نسعى إلى إظهار الطاقات الخلاقة والمبدعة في مجال تصميم الأزياء وإبراز أسماء لمصممي أزياء فلسطينيين تنافس في هذا المجال على المستوى العالمي».

وحظي الاحتفال بدعم رسمي من السلطة، وقالت وزيرة السياحة والآثار خلود دعيبس في كلمة ألقتها هناك: «هذا العرض يشير إلى إيمان شعبنا بمستقبل أفضل على الرغم من كل المعاناة التي لا توصف».

ووصفت دعيبس العرض بالعرس الجمالي، وقالت إن ذلك أفرح رئيس الوزراء، سلام فياض. وتحدثت عن دور الخريجات والخريجين في تطوير الإنتاج الوطني والاقتصاد الوطني وخوض المنافسة عالميا، وقالت إن «شعبنا يستحق حياة أفضل».

وأثار العرض حفيظة المتدينين في الضفة الغربية، وأشعل جدلا على الرغم من أنه لم يكن الأول من نوعه، وهاجمت حماس العرض، وقال رئيس رابطة علماء فلسطين، البرلماني عن حركة «حماس»، حامد البيتاوي إن «رعاية مثل هذه الاحتفالات تتعارض مع شريعتنا الإسلامية ومع أخلاقنا وقيمنا التي تدعو إلى الفضيلة». وأضاف: «لا يليق بشعب يرزح تحت الاحتلال وله أكثر من 12 ألف أسير بينهم شيوخ وأطفال ونساء وقدم مئات آلاف الشهداء والجرحى خلال مسيرة جهاده، أن يقابل بذلك من جهات ومن سلطة تنظم وترعى مثل هذه الفعاليات التي تندرج ضمن المحاولات الرامية لإشاعة الفاحشة».

ورد عوض على البيتاوي بقوله: «هذا رأيه. ولنا رأينا»، وأضاف: «من حق كل شخص أن يلبس كيفما يشاء. إننا نصمم أزياء تظهر جمال المرأة.. جمال المرأة ليس فاحشة»، وتابع: «إننا أيضا ندعم الاقتصاد الفلسطيني.. إننا نشجع على تصميم ملابس راقية تباع في كل أنحاء العالم، وهذا أفضل من أن نبقى مجرد خياطين عند المصانع الإسرائيلية».

ويطمح مصممو أزياء فلسطينيون وعارضات إلى الوصول إلى العالمية من خلال هذا الجهد المتواضع بداية، وقالت المصممة أميركيا فواضلة، لـ«الشرق الأوسط»: «أريد أن أصل إلى العالمية، هذا هو حلمي».

وتعمل فواضلة مع مؤسسات أوروبية لتدريب عدد أكبر من الفتيات على كيفية تصميم الأزياء، وكيف يصبحن عارضات. وأوضحت: «نركز في هذا المشروع على إدخال التراث على ملابس مودرن». وتابعت أن «المشروع كبير وأن عددا من الفتيات سيسافر إلى دول أوروبية للتدرب على المزيد».

ولم تخفِ لينا كيدان التي شاركت في 3 عروض في رام الله وبيت لحم رغبتها الشديدة في السفر لتطوير قدراتها، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها ستسافر قريبا للبنان من أجل أن تجد لها موطئ قدم هناك. وأضافت: «من لبنان سأنطلق. لدي ثقة كبيرة في قدراتي».

أما المصممة فريدة الصراص التي تخرجت حديثا في المعهد، فقالت إنها ستحاول الوصول إلى الأسواق العالمية من خلال الحفاظ على التراث وتقديمه بشكل عصري.

لكن كيدان لا تعتقد أنه يمكن تحقيق هذه الأحلام سريعا في فلسطين، وقالت: «سيبقى العمل هنا محدودا، على الرغم من أنه واعد ومهم ويعتبر خطوة أولى في طريق طويل».