لماذا يهمل الجيل الجديد من السعوديين ذاكرة المسنين؟

الجيل المقبل منهم سيكون أكثر تطلبا وتصالحا مع ذاكرته

ثلاثة من المسنين السعوديين حيث تختزن ذاكرتهم تاريخا حافلا بالأحداث والذكريات («الشرق الاوسط»)
TT

روزنامة السعوديين ليست مزدحمة باحتفالات الذكرى مقارنة بغيرهم، بل إنهم لم يحتفلوا بعيدهم الوطني، بشكل شعبي، إلا منذ سنوات قليلة مع صدور أمر ملكي بتحويله إلى إجازة رسمية، هذا على مستوى الذاكرة الجمعية، وليست الذاكرة الفردية ببعيدة في ندرة احتفالاتها، وعلى رأسها أعياد الميلاد التي لا تتوافق مع الثقافة الدينية المحلية.

الفيلسوف الفرنسي الراحل بول ريكور، يقول في كتابه «الذاكرة، التاريخ، النسيان»، قد نرى إحدى مناطق العالم التي تفرط في النسيان، على عكس مناطق أخرى تفرط في الذاكرة، مناطق مصابة بشراهة إقامة الحفلات والنصب التذكارية في مدنها وشوارعها، يتحول معها التاريخ إلى مظاهر احتفالية، تلك المناطق تخشى النسيان، لهذا تريد تذكر كل شي، والتاريخ مزدحم بالأشياء.

بحسبة سريعة، فإن أصغر مسن سعودي سيكون عمره نحو 65 عاما، وهذا سيكون مولودا في عام 1945م، أي في عهد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية، وبهذا فإن المسن السعودي الحالي عاصر مراحل مهمة ومتنوعة وفاصلة في تاريخ بلده، من أبرزها اكتشاف النفط 1938م، وإعلان الدولة اليهودية 1948م، مما يعني أن هناك ذاكرة جمعية مميزة تحمل شهادات في التاريخ، يجب رصدها والاعتناء بها.

لكن الدكتور فهد الوهابي، وهو رئيس قسم الطب النفسي بمدينة الملك فهد الطبية، ومتخصص في طب نفس المسنين، وأمراض الذاكرة، قال في لقاء مع «الشرق الأوسط» حول هذه المسألة: «نحن مجتمع لا يهتم بذاكرة المسن السردية، خصوصا على مستوى الإعلام، أتذكر جيدا برنامجا كان يعرض على التلفزيون، يقابل فيه مذيع متمكن مسنين من مناطق مختلفة، وقد توقف البرنامج لأسباب لا أفهمها، رغم أنه كان تجربة ممتازة للسرد اللفظي المرتبط بالتقارير المصورة، يبدو أننا نجهل الكثير عن هذه الفئة التي مرت بمراحل مختلفة ومتسارعة، أجادوا استيعابها والتكيف معها، مرحلة انتقال من القبلية المتحاربة إلى نظام سياسي، على عكس الأجيال التالية التي أخرجت جيل الصحوة (الإسلامية)؛ لأنها لم تتقبل بعض الثغرات الاجتماعية». ويلخص الدكتور الوهابي رأيه في جيل المسنين السعوديين بقوله: «في رأيي هم جيل مميز وعميق».

ذكريات كثيرة وذاكرة قليلة يؤثر تقدم العمر على الذاكرة، وتفقد بعضا من لياقتها، حتى إنه قد قيل إن المسنين يملكون ذكريات أكثر من الشبان، لكن عندهم ذاكرة أقل، والذاكرة القليلة يفسرها الوهابي ببطء معالجتهم للمعلومات الجديدة، لكن خبرتهم في المعالجة قد تتفوق على الشبان، الذين يتميزون بمعالجة أسرع وتعلم أسرع للجديد، ومع ذلك فتقدم العمر يؤثر على الذاكرة باختلاف الأسباب، سواء بسبب أمراض كالزهايمر الذي يبدأ عادة بمشكلات في الذاكرة، أو بسبب التقدم الطبيعي البيولوجي لجسد الإنسان، كما في حالات الخرف أو نسيان الشيخوخة الحميد، أو بأسباب أخرى ترتبط باختلال الوظائف العقلية، كما في حالات العته. ويُلاحَظ، بحسب كل حاله، اعتلال في ذاكرة الأسماء والتواريخ والأحداث، غير أن هناك نوعا من الذاكرة من الصعب أن تنسى، ألا وهي ذاكرة المهارات، لأنها بحسب الوهابي تخزن في مناطق عميقة في المخ تحت القشرة الدماغية، على عكس ذاكرة الأسماء التي تنسى بسهولة، وتخزن على السطح، فمد اليد للسلام وقيادة السيارة أو أي مركبة، هي من نوع الذاكرة غير الصريحة، أو ذاكرة المهارات التي يصعب نسيانها.

* هل للنسيان عطر؟

* في مراجعة للنسيان، فإن العلماء المعاصرين قد قبلوا فكرة النسيان بمعناه الحرفي، أي أن بعض النسيان يشتمل على فقد حقيقي للمعلومات، كما أن العالم النفسي الشهير سيغموند فرويد الذي اعتبر النسيان مدفوعا بعوامل نفسية، لم يستبعد أن يكون النسيان نسيانا بالمعنى الحرفي، في حين يرى الدكتور الوهابي، ويتفق معه علماء الأعصاب، أن الأشياء التي نتذكرها، ولو لمرة واحدة، لا ننساها، تنتقل إلى لاوعينا أو إلى لاشعورنا، لكنها تعود، هناك مثيرات حولنا تنشط الذاكرة وتواجه النسيان.

تقول الروائية الجزائرية، أحلام مستغانمي، في كتابها «نسيان كوم»: «ليس للنسيان عطر. العطر لا يمكن أن يكون إلا عطر الذكريات». إن المثيرات الحسية، كالشم، لها تأثير قوي وشرطي على الذاكرة، حتى مع فارق زمني كبير، لكن لم لا يكون للنسيان عطر، أو للنسيان مثيرات تجر الذكرى إلى لاوعينا، أو لاشعورنا، أسوة بمثيرات الذاكرة التي تعيد الصور للتمثل أمامنا، هذا النوع من الأسئلة أقرب لساحة المحللين النفسيين، حتى إن الوهابي أشار للكبت، وهي وسيلة اللاشعور في عدم التذكر، أو مقاومة إعادة التذكر، ومثَّل لها بحالات التحرش الجنسي، حيث يميل الناجون منها أو ضحاياها إلى نسيان ذكرياتهم، وعدد ليس بقليل حين يتذكر فإن مقياس العمر يضيع، وينسى محيطه، ويعيش التجربة كما كانت على مستوى الشعور. إن الكثير من الناس يرغبون في نسيان بعض تجارب حياتهم أو تجاوزها. بول ريكور تساءل عن «نسيان منهجي» على طريقة شك ديكارت المنهجي، ورغم أن تساؤله موجه ضد ثقافة الذاكرة الحافظة غيبا، وهي نوع آخر يختلف عن الذاكرة الطبيعية، التي تلتقط صور الحياة دون ترديد أو استظهار، فإنه سؤال يتردد من قبل الراغبين في النسيان عن الكيفية، كيف ننسى بعض تجاربنا؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال، فالزمن مؤثر مهم، ويكفل النسيان في بعض الحالات، وليس في كل الحالات، هناك أيضا تغييب الوعي، سواء بالإفراط في شرب الكحول، أو باستخدام الحبوب المنومة، كما يشهد الوهابي على حالات في عيادته، إضافة إلى الأعمال المتهورة، حيث يمتلئ صاحبها بشعور الإثارة الذي ينسيه الواقع المزعج، وإن كان حلا مؤقتا، إن مراحل النسيان لا تختصر بحسب الوهابي ومستغانمي، وعلى الفرد الراغب في المضي أن يصبر حتى ينسى.

يوضح الوهابي: «ليس المسن وحده من يملك ذاكرة تحن للماضي، الجميع يحن للتجارب الإيجابية، وهو شعور يتعلق بمرور الوقت بالشيء الجميل في الذاكرة، وعائلاتنا السعودية الممتدة لا تحفز ذاكرة المسن بقدر نشاطاته، كما أن المسنين يتكلمون معي عن المحافظة على مكتسباتهم، لأنهم واعون لإمكانية فقدها، وكثير منهم غير متصالح مع بعض ذكرياته، التي تعارض عادات المجتمع، لهذا تستمر معهم الوصاية في نقل تجاربهم، حيث يتم حذف الممنوع عند السرد، والإبقاء على المناسب، وأخيرا فإنني أرى أن المسنين في المستقبل، وأنا منهم، سيكونون متطلبين جدا، ذلك لأنهم أكثر وعيا بحقوقهم، كما أن ذلك ما حصل في الدول الأخرى، سيضحون أقل، لأنهم يعتقدون أنهم تعبوا، بناء على النمط التقليدي للتعب، والمتمثل في الوظيفة، بداية هذا التغيير اتضحت مع إنشاء جمعية المتقاعدين، التي تسعى للمطالبة بزيادة وحفظ حقوقهم، سيزعجون مجلس الشورى والتأمينات الاجتماعية ومصلحة التقاعد، ستواجه المؤسسات جيلا قويا وظاهرا سياسيا وحقوقيا، لن يتنازل لمجرد أنه كبر وتقاعد».

ريكور ينهي بحثه على تناول عميق لمفهوم الغفران، ويوجه رسالة يدعو فيها للمسامحة وتطهير الهوية من خلال تطهير الذاكرة، بنسيان بعض التجارب، والسير على درب الغفران، ليخف التاريخ الفردي المثقل بأحزان كل ذاكرة، فيقوم السلام وتحل السعادة محل الشقاء.

* تشريح الذاكرة في المعمل

* بعد هذا الاستعراض الخاص بواقع ومفهوم الذاكرة لدى فئة محددة من المجتمع، المسنين، في مجتمع معين، السعودية، يجدر بنا أن نسأل بشكل أعم عن الذاكرة نفسها، تاريخها وكيفية عملها، وأسئلة العلماء حولها.

في العودة للتاريخ، تحديدا القرن التاسع عشر، نجد أن علماء النفس شرعوا في الاستفادة من المعمل، في قياس ودراسة الكثير من الظواهر السلوكية، وكانت الذاكرة من بينها، في القرن العشرين لحقت بها الثورة البيولوجية، وأجابت عن الكثير من مشكلات الذاكرة، التي كان للفلاسفة دور رئيسي في وصفها، سواء بالجدل، أو التحليل، أو الاستبطان الشعوري، هناك أيضا تناول عميق من قبل الفيلسوف الفرنسي بول ريكور في كتابه «الذاكرة، التاريخ، النسيان»، وقد نبه قارئه إلى أن بحثه جاء ثمرة اهتمامات عدة، منها أن هناك مشهدا مقلقا على الأرض، حيث يرى الفائض من الذاكرة في مكان، والفائض من النسيان في مكان آخر.

لماذا ننسى،كيف نتذكر، لماذا نتذكر، وكيف ننسى؟ من الصعب أن يجيب نوع واحد من العلوم على ماهية الذاكرة، لذلك نجدها تتوزع على معامل علم النفس، ومعامل الأحياء، وقبل ذلك في كتب الفلاسفة، ناهيك عن تناولها المربك في الأدب والشعر.

أحلام مستغانمي تؤلف كتابها «نسيان كوم»، وتسبق الإهداء بـ«أحبيه كما لم تحب امرأة.. وانسيه كما ينسى الرجال»، هل فعلا تختلف ذاكرة الرجل عن المرأة تشريحيا؟

«لا تختلف، ولا يمكن قياس النسيان علميا بسهولة، لكننا نعرف أن عدد النساء المصابات بالزهايمر أكثر من عدد الرجال». كانت تلك إجابة الدكتور فهد الوهابي المتخصص في طب نفس المسنين، وأمراض الذاكرة.

وتابع: «الذاكرة هي طريقة التواصل بين الأعصاب، تعكس معها طبعة (بمعنى صورة وارتسام) للحدث الخارجي على المخ، لا مكان محدد لها في الدماغ، فقد اكتشف العلماء أن المسألة أعقد بكثير، في حين أن الأبحاث لم تصل للجسد بعد لدراسة وجود خلايا للذاكرة، وعندما يقال إن هذه ذاكرة لفظية أو ذاكرة أسماء، أحداث، وأشياء، فلا يعني هذا أن هناك نية تسبق التخزين في الخلايا، إنما تمت التسمية بناء على النتاج، فيكون النتاج اللفظي محسوبا على ذاكرة اللفظ، وهكذا، نحن لا نتذكر كل شي؛ لأن المخ يميل للفلترة، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع التعايش بها مع كل المعلومات التي حوله».

* المعجزة الصغيرة

* يحصل فجأة أن نتذكر حدثا من الماضي، من دون استدعاء، ومن دون مثير، على الأقل على مستوى الوعي، يسمي ريكور هذه اللحظة بـ«المعجزة الصغيرة»، ويربطها بمشاعر فرح، إلى جانب أنها أمر مهم في تجربتنا الإنسانية، فالماضي يعود للتمثل أمامنا، ونستطيع التحقق منه، وذلك معجزة بالفعل؛ لأنه لاشيء من الماضي يعود للتمثل فجأة إلا في الذاكرة البشرية، وقد ضرب الوهابي مثالا آخر يتعلق بالأحلام التي يعتبرها المحللون النفسيون صورا رمزية لذاكرة قديمة، وما يحصل خلال النوم هو استرجاع لها، وهنا يأتي دور مفسر ومحلل الرموز، حين يضعها في الإطار الشخصي للإنسان، قد تهمك معرفة أن طريقة تخزين ما تراه في أحلامك هي طريقة تخزين ما تراه في اليقظة نفسها، لكن الوهابي يرجع سبب عدم تذكر بعض الناس لأحلامهم إلى المرحلة التي شاهدوا فيها الصور، فالمرحلة التي تحصل فيها الأحلام عادة يكون نشاطها الدماغي عاليا، والعينان تتحركان بسرعة، فتريان الصور واضحة وقوية، مما يمكنك من تذكرها، على عكس مرحلة أخرى، حيث يقل نشاط الدماغ، وتكون الصور غير واضحة، فلا تستطيع بذلك تذكرها عندما تصحو من النوم، قد يساعد التنويم الإيحائي في تذكر بعضها، لكنها غالبا خطوة غير ضرورية.

* ذاكرة الذاكرة

* لكن هل كل ذكرياتنا هي انعكاس لخبرات حقيقية؟ يعتقد الناس عموما أن ذكرياتهم تخصهم، وهي ذكريات شهدوا عليها ومروا بها، لكن دراسات علم النفس الاجتماعي تبين إمكانية أن يكون لكل فرد ذكريات وهمية، ترتبط به وبالعالم الخارجي، التشكيك أقسى عند الفلاسفة، خصوصا ريكور في تساؤله عن (الصورة / الذكرى) نفسها، وكيفية عودتها، هل هي عملية محاكاة، أم نسخ من الحدث الأصلي، هل هي انطباع؟ ففي ذلك إشارة منه إلى البعد الصدقي للذاكرة، إلا أن الذاكرة، بحسب وصف الوهابي، تجربة شخصية، وتحديد تشوهها وحقيقتها صعب جدا.

بعض الذكريات يتم الاستجابة لها بمشاعر عميقة ومكثفة لا تعود إلى الزمن الحالي، هناك حالات لها تأثيرها على الفرد، بحيث يكون أمام عدد من الصور في حالة استجابة مزدوجة لزمن الاستحضار (الحالي) وزمن الحدث الأصلي، أي أن داخله يرصد شعورين مختلفين لزمنين مختلفين، وكبشر فإن لدينا القدرة على تتبع الذكرى وردها إلى زمانها الأصلي، رغم أننا قد نفقد أحيانا ذاكرة ذاكرتنا، أي معرفة متى حصلت هذه الذكرى، وأين، وكيف.

وتعليقا على أبعاد وإمكانات الذاكرة، يجيب الوهابي: «إنه لا دخل لإحساس الفرد باستهلاك ذاكرته، لا يوجد مؤشر مباشر يخبرنا كم بقي منها، وكم استهلك، وكوننا نتذكر كل شي على شكل صور لا يعني ذلك أننا أزحمنا ذاكرتنا، كما أن الخبرات السلبية لا تحدث ضررا عليها، بينما تفتك المواد الكيميائية كالمخدرات بخلاياها، لا يوجد دواء يقوي الذاكرة، إنما هناك أدوية تعالج أمراضا، مثل الزهايمر الذي يتعدى كونه مرض ذاكرة، وما يحصل في الدورات التي تهدف لتقويتها هو تعويد الناس على استخدام طرق ذكية يستجيب لها الدماغ في التعامل مع المعلومات، بينما هناك من يقوم بهذه الخطوات آليا، والوراثة ترتبط بالذاكرة على مستوى العائلة، أما على مستوى العرق، فلا توجد دراسات تتناول هذا النوع من الفروق، حيث ينظر إليها على أنها محاولة تمييز عرق عن آخر».

* قلق النسيان

* يقلقنا النسيان. الذي يشكل تهديدا مستمرا لذكرياتنا، خصوصا لبعضها الذي يفتح نسيانها مدخلا على مشاعر سلبية كالحزن والذنب، تقرأ في الشعر الشعبي كمثال في كلمات الشاعر السعودي الراحل، طلال الرشيد، في قصيدة «العنا» يكتب: «تصوري مره نسيتك وابتسمت.. وتصدقي إني على البسمة ندمت.. والأكيد إني بكيتك ما ابتسمت». وبالحديث عن هذا الارتباط بين النسيان والشعور بالذنب، يؤكد الوهابي أنه ارتباط مصطنع، ويتمثل في الكثير من السلوكيات حولنا، يضرب مثالا بالأرامل الإيطاليات، فحدادهن يمتد لسنة كاملة، مع ارتداء الملابس السوداء، وذلك حتى لا تنسى؛ لأن النسيان سوف يجعلها تشعر بالذنب، وعاداتها أو عاداتهم هي من صنع هذا النوع من الارتباط. لكن ما هو النسيان، وهل هو جزء من الذاكرة، هل نختار أن ننسى، هل حقا ننسى، وكيف ننسى؟

ما الذي سيضيع بضياع الذاكرة، التي هي هويتنا، هل هي الأنا، الوعي، الذات؟، التفكير في الإجابة يساعد على فهم احتلال الذاكرة، كموضوع، كتب الفلسفة في تناول مكثف، دفعت عالم النفس الألماني، هيرمان إبنغهاوس، لإحضار دراستها إلى المعمل، معلنا ابتداء عهد التجريبيين، عهد علماء النفس والبيولوجيا، وهو موضوع ما زال مفتوحا أمام السؤال العلمي والتجربة الإنسانية الثرية.