مارادونا وغياب الحلول التهديفية

موفق النويصر

TT

بعد خروج فرنسا ومن بعدها إنجلترا وإيطاليا والبرازيل، جاء الدور بالأمس على الأرجنتين، التي خرجت من الدور نصف النهائي محملة بأربعة أهداف ألمانية ثقيلة، وكاشفة حجم الخلل الذي يعاني منه الفريق الأرجنتيني، ليس في مباراة الأمس فحسب، بل من قبل ذلك، عندما تأهل عن مجموعته لنهائيات جنوب أفريقيا بشق الأنفس.

المنتخب الأرجنتيني المرصع بالنجوم من عينة روميرو وبورديسو وديميكيليس وماسكيرانو وميسي وتيفيز، بدا بالأمس ضائعا عندما قابل المنتخب الألماني، حيث لم تنفعه الحلول الفردية التي قام بها لاعبوه في الوصول إلى مرمى المنتخب الألماني، كما نفعته في مباريات التصفيات الأولية.

الفرق بين خروج البرازيل والأرجنتين، قطبي الكرة اللاتينية، هو أن الأول عاندته الكرة في ولوج مرمى المنتخب الهولندي أكثر من مرة، حيث نجح مدربه دونغا في الوصول إلى مرمى الخصم بأسهل الطرق، كما حصل مع الهدف الأول، الذي اخترق فيه خط دفاعات المنتخب الهولندي في الدقائق الأولى للمباراة.

على العكس من ذلك المنتخب الأرجنتيني، الذي عجز لاعبوه عن اختراق دفاعات المنتخب الألماني طوال دقائق المباراة التسعين، واعتمدوا على مجهوداتهم الشخصية في تحقيق ذلك، ولكن دون جدوى، خاصة بعد أن ظل مدربهم «متفرجا» ينتظر أن يأتيه الفرج من قدم أحد لاعبيه، بتهديفة خارجية أو بخطأ دفاعي.

من تابع المباراة، وبخاصة من جانب المنتخب الألماني، يستطيع أن يرى بصمات المدرب يواكيم لوف على أداء فريقه، فكل هجمة مرتدة هي نموذج لعمل تم التدريب والتحضير له طويلا، حيث الانتشار في جميع أرجاء الملعب، والكثافة العددية في منطقة الخصم، مصحوبة بدقة التهديف، محققة غلة من الأهداف في مرمى الخصوم، كان آخرها المنتخب الأرجنتيني ومن قبله الإنجليزي.

المنتخب الأرجنتيني الذي أسعفته مهارات لاعبيه في المباريات الماضية، سقط في أول اختبار حقيقي له أمام الماكينة الألمانية، التي نجحت في إغلاق الدفاعات الخلفية، واعتماد الكرات الطويلة في المساحات الشاغرة، فأصبحت كل هجمة مرتدة هي مشروع هدف محقق.

لعل من المناسب التذكير، والبطولة تلفظ أنفاسها الأخيرة، بأن منتخبات مثل: فرنسا وإنجلترا وإيطاليا والجزائر ونيجيريا، والتي تحظى بأسماء لاعبين رنانة في دوريات العالم، قد خيبت آمال جماهيرها بأدائها الباهت في المونديال، وكلها تشترك في أمر واحد، هو ضعف الحلول التهديفية، بعكس منتخبات أخرى خرجت أيضا من التصفيات الأولية، ولكنها نجحت في وضع بصمتها في البطولة، في مقدمتها: غانا، كوريا الجنوبية، اليابان، الولايات المتحدة، سلوفاكيا، سويسرا.

أجمل ما في الخروج الأرجنتيني أنه أحل مارادونا من نذره بالخروج عاريا في الشارع إذا حقق منتخب بلاده كأس العالم.

[email protected]