الفرنسي اسكاليه.. يشعر بالخجل؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

« كل القيم التي صارعت من أجلها طوال حياتي الوظيفية حطمتها بنفسي في 20 يونيو (حزيران) مثل بيت من الورق.. لهذا السبب أشعر بالخجل وأود أن أقدم اعتذاري للكرة الفرنسية، فما حصل من نكبة في جنوب أفريقيا هو جزء من مسؤوليتي».

تلك الكلمات العميقة في معانيها نطق بها رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم المستقيل قبل أيام جان بيير اسكاليه عقب خروج منتخب بلاده من نهائيات كأس العالم التي تدور رحاها حاليا في جنوب أفريقيا!

يا الله.. إنه شعور بتأنيب الضمير وعذابه بعد فشل في كأس العالم وخروج منتخب كان أحد المرشحين ليس للفوز باللقب حتى نكون واقعيين وإنما بالحضور في دائرة المنتخبات الثمانية على الأقل، ففرنسا بالمنطق الكل يدرك أنها من منتخبات العالم الكبرى، بيد أن مستوياتها في الفترة الأخيرة تجعلها تدور في دائرة المنتخبات الـ16 الأفضل في العالم أو على الأقل الـ24.

لا يهم تفضيلها على المستوى العالمي ولكن ما يهمني هنا هو الإحساس الذي عبر به اسكاليه بعد خروج منتخب بلاده المهين من دور المجموعات.. قد تتحمل المسؤولية كاملة أو جزءا منها لكنك قد لا تستقيل لأنك حريص على المنصب الذي يعشقه كل المسؤولين في العالم فكيف اسكاليه؟!

قدم الرئيس الفرنسي الكروي برنامجه الخططي في قابل الأيام لكنه لم يكن على المستوى المأمول وحينما فشل في الوصول إلى مبتغاه وهدفه الرئيسي قرر التنحي عن مواصلة السير في عمله وترك المجال للآخرين.. نعم هناك آخرون يريدون المنصب ليس بهدف الرئاسة فقط وإنما بهدف العمل والعمل والعمل وخدمة البلاد الفرنسية كما هو حال كل العالم! اسكاليه خجل من نفسه لأنه لم يستطع أن يقوم بدور حقيقي حينما رفض اللاعبون الخضوع للتدريب.. شعر بخجل أكبر وهو يرى سياط النقد محمولة على أكتاف أقلام الصحافة الفرنسية وهي تجلد منتخب الديوك نظير ما قدمه من أداء «مخجل» في ملاعب كيب تاون وبورت إليزابيث وبريتوريا!!

يا اسكاليه.. شكرا لك لأنك تشعر بالمسؤولية.. لقد ضاقت بك دنياك وأنت ترى منتخب بلادك مطأطأ الرأس بين منتخبات العالم ففضلت التقدم بورقة الاعتذار والانسحاب والاستقالة، على الأضواء الإعلامية والحضور التلفزيوني والحظوة العالمية.. إنها شجاعة وليست جبنا منك.. إنها شجاعة من يشعر بأنه لم يعد قادرا على فعل شيء.. إنها شجاعة العقل والقلب يا اسكاليه..!

> هلال متيم..؟!

لا يصيب أبدا.. فعله كله أخطاء.. يقوم بأدوار مريبة.. وفي النهاية لا يعاقب.. سيستمر على نهجه طالما أنهم يتفرجون عليه.. بل إن بعضهم يحميه لأهداف معروفة.. ولكن أيعقل أن يحدث هذا في نادي القرن؟!

[email protected]