منصور البلوي!!

أحمد صادق دياب

TT

سألني أحدهم عن رأيي بصراحة في رئيس الاتحاد الأسبق منصور البلوي وأصر على أن يقرأ ذلك، وهنا يجب أن أقول إنني قلت رأيي وبصراحة، في الرجل الذي أعترف أنه شكل ظاهرة في الوسط الرياضي، أكثر من مرة، ووجدت نفسي مضطرا لأن أقتطع أجزاء مما سبق وقلته عنه..

«منصور البلوي شكل ظاهرة في الوسط الرياضي بغض النظر عن البعد النفسي لهذه الظاهرة التي يعتقد البعض أنها سلبية، بينما يجزم آخرون بأنها إيجابية أوجدت نوعا من التوازن المطلوب في الوسط الرياضي المحتدم.

لا يمكن الميل كلية إلى أحد الجانبين، لأن هذا الأمر يمكن أن يكون فيه الكثير من الظلم للنظر بالموضوعية المحايدة التي أحاول أن أتقمص ثوبها، وظلم أكبر لمنصور لأنه في النهاية إنسان معرض مثلنا للميل إلى اتجاهات مختلفة قد تختلف عن فكره ورغبته ولكنها وليدة ضغط اللحظة التي يتخذ فيها قرارا أو كلمة أو توجها».

مشكلة منصور الكبرى أنه وقع بين فكي كماشة حدها الأول يمثل حبا مبالغا فيه يدفع البعض إلى المبالغة في الدفاع عنه، إلى الدرجة التي يمكن أن ينقلب المطلوب إلى عدائية وكراهية متناهية من قبل المتلقين، بينما طرفها الآخر كاره مندفع إلى درجة المبالغة في البحث عن العيوب مما يدفع البعض إلى التعاطف مع البلوى بعد أن يحلل ما يكتبه هؤلاء.

وأثبتت الأيام أن منصور قادر على امتصاص الهجمات بذكاء شديد والتلاعب بالكلمات بطرق لا يعرفها إلا القانونيون، ويعرف متى يرجع إليها ويستشهد بها. الذين يعرفون منصور - وأدعي أنني عرفته جيدا في فترة سابقة - يعرفون في الرجل ذكاءه الشديد جدا، وإن كان يشوب هذا الذكاء نوع من التسرع في اتخاذ القرار، أو إهمال بعض النصائح التي كان يمكن أن تؤثر على النتائج العامة للفكرة، وبالتالي ربما تُستغل من قبل البعض.

منصور بالفعل نقل الاتحاد إلى وجهة وواجهة جديدة، وأصبح الاتحاد اليوم أقوى مما كان من جميع النواحي الفنية والمالية والاعتبارية والإعلامية مما يجعله واحدا من أهم الرؤساء الذين مروا على الأندية السعودية وأثروا فيها.

ولعل أهم ما سمعته عن منصور ما قاله مشجع اتحادي عندما قال لي: «البلوي ربما يتحدث كثيرا ويعطي من الوعود الكثير، وقد لا ينفذ بعضها، ولكن ما تنفذ يكفي أن يجعلنا نفخر بهذا الاتحاد»..

في النهاية لا بد وأن نعترف أن منصور تمكن من تحقيق الكثير لناديه رغم الأخطاء، وحول الاتحاد إلى نادي من الطراز الكبير.

وأعيد فأقول إن منصور كان يمكن أن يكون من أنجح رؤوساء الأندية التاريخيين لو تمكن من السيطرة على طموحه وفضل الصمت على الكلام في كثير من الأحيان.