انطلاق دورة «المهرجان الوطني للفنون الشعبية» في مراكش بمشاركة 500 فنان

تنظم تحت شعار «فسيفساء من التراث الموسيقي»

جانب من استعراض فني على إيقاعات موسيقى آلات وأهازيج الفرق المشاركة في مراكش («الشرق الأوسط»)
TT

ينتظر أن يقوم نحو 500 فنان، ينتمون إلى أكثر من 20 فرقة مغربية، بالمشاركة في «المهرجان الوطني للفنون الشعبية» في مراكش، بلوحات فنية، مستوحاة من التراث الشعبي المغربي. وسيمر موكب الفنانين في وسط مراكش عبر شارع محمد الخامس (جليز)، المؤدي إلى «ساحة جامع الفنا»، مرددين أهازيج ورقصات، على إيقاع آلاتهم الموسيقية التقليدية، مشكلين، موكبا استعراضيا، يسبق حفل افتتاح الدورة الـ45 للمهرجان، التي ترفع شعار «فسيفساء من التراث الموسيقي».

ويعتبر «المهرجان الوطني للفنون الشعبية»، الذي سيتواصل، هذه السنة، على مدى تسعة أيام، في الفترة ما بين 16 و24 يوليو (تموز)، أقدم حدث فني في المغرب، كما يبقى المهرجان الوطني الوحيد الذي يسلط الضوء على التراث الشعبي النابع من مختلف مناطق وجهات المغرب.

وتطمح «مؤسسة مهرجانات مراكش» التي تقف وراء تنظيم التظاهرة، إلى «التجديد في الفنون الشعبية وفي طريقة النهوض بالتراث الشفهي العتيق للمغرب والمحافظة عليه والرفع من قيمته» من خلال «التجديد في البرمجة الفنية للمهرجان وفي طريقة إخراج العروض الفنية التراثية».

ويشكل العرض الكبير، الذي سيقام في قصر البديع، المعلم التاريخي والمكان المفضل لهذا العرض بالصوت والأضواء، فرصة للاكتشاف والاستمتاع والانبهار، لمدة 90 دقيقة، في إطار استثنائي بهذا التنوع والغنى الموسيقي للمملكة.

وينتظر أن تجمع فقرات حفل الافتتاح 21 مجموعة شعبية، من مختلف جهات المغرب، منها: «عبيدات الرمى» و«أحيدوس عين عرمة» و«أحواش ايمنتانوت» و«أحواش آيت احديدو» و«أحواش ورزازات» و«أحواش تيسنت» و«عيساوة» و«الدقة المراكشية» و«كناوة» و«رقصة الكدرة» و«الحصادة» و«هوارة» و«المنغوشي» و«الركبة» و«تيسكيوين» و«تازويت» و«طقيطيقات مراكش» و«الغياطة». وسيقوم بإخراج الحفل، الذي سيكون تحت عنوان «حياة الفصول»، الفنان والمخرج عبد الصمد دينيا.

ولا يخفي المنظمون ارتياحهم للعودة إلى قصر البديع التاريخي، ويقولون إنها «لم تكن عبثية»، وذلك «بالنظر إلى البعد التاريخي والذهبي لهذا المعلم التاريخي كفضاء يضمن للفنون الشعبية تناسقا وانسجاما مع المكان الذي يحتضنها». وإضافة إلى فضاء قصر البديع، ينتظر أن تحتضن منصة «باب أغلي»، على مدى خمسة أيام، عروضا لفنانين مغاربة، أمثال عبد الهادي بلخياط ولطيفة رأفت وعبد العزيز الستاتي وفاطمة تيحيحت وحميد بوشناق، ومجموعات أخرى، متخصصة في الموسيقى الشبابية (فيزيون)، أمثال «مازاغان» و«كازا كرو» و«رباب فيزيون».

كما ستحتضن منصة «أكيوض»، عروضا لفنانين وفرق شعبية، مثل «طهور» و«تكادة»، فيما ستحتضن منصة ساحة الحارثي عروضا لمجموعات موسيقية شبايبة، بينها «موانسا» و«تيغالين» و«مايارا باند» و«شوف تشوف» و«أشلحل» و«شبكة» و«كناوة ستون» و«جاز باند» و«ستيل سوس»، فيما سيحتضن المسرح الملكي عروضا لمجموعة من الفنانين والفرق الفلكلورية الشعبية، أمثال حادة أوعكي ممثلة العيطة الزيانية، ومحمد العروسي ممثل العيطة الجبلية، وأولاد بنعكيدة ممثلي العيطة المرساوية، وخديجة البيضاوية ممثلة العيطة العبدية، وأولاد الخبشة ممثلي العيطة الحوزية، وساتسا ممثل العيطة الملالية، وعبد الرزاق الخريبكي ممثل العيطة الخريبكية.

وتحول «المهرجان الوطني للفنون الشعبية» في مراكش إلى مناسبة مهمة يطرح خلالها المهتمون بالميدان مختلف الأسئلة التي تهم حاضر ومستقبل الفنون الشعبية في المغرب، وهو ما دفع ببعض المهتمين إلى الدعوة من أجل «إصدار نصوص قوانين تحمي الطرق الشفهية والفنون اللامادية من التشويه والمسخ»، تهدف إلى «المحافظة على التراث من التشويه بالمحافظة على ثوابته، في احترام تام للمسار التاريخي لهذه الفنون ولساكنة المغرب، وكذا العناية بالممارسين». وإذا كانت الفنون الشعبية في المغرب تشكل جزءا من الحياة اليومية للمغاربة ومرجعية للهوية الوطنية، فإن «المهرجان الوطني للفنون الشعبية» في مراكش ظل يشكل، بحسب عدد من المتتبعين، «شهادة للوحدة في التنوع»، من خلال «تقديم ثقافة تتشكل من ثلاثة مكونات أساسية، عربية وأمازيغية وأفريقية، تعتني بالموروث المتوسطي والآثار الأندلسية، فيما تنفتح باستمرار على الثقافات الأخرى، من دون أن تفقد أصالتها». وكانت الدورة السابقة من المهرجان، قد استقبلت جمهورا، قدره المنظمون، بنحو 350 ألف متفرج.