مطالب بتشريعات لمرضى الفصام وفصلها عن قوانين الصحة النفسية

جمعية خيرية تخاطب «الشورى» لدفعه نحو تسريع إصدار القوانين الخاصة بالمرض

TT

تتحرك جمعية خيرية سعودية لدفع مجلس الشورى نحو تسريع إصدار نظام الجمعيات التي تعنى بفئات المرضى النفسيين، خاصة فئة الفُصام، وكشفت الأميرة سميرة بنت عبد الله الفيصل، رئيسة الجمعية السعودية الخيرية، أن جمعيتها أعدت خطابا لمجلس الشورى، لتفعيل نظام حماية مرضى الفُصام.

وأكدت الأميرة سميرة تضرر جمعيتها من عدم تفعيل هذا القرار، وما زالت في انتظار ما قد يسفر عنه تدخل المجلس، في حين أقر مجلس الوزراء السعودي أخيرا، إنشاء لجنة وطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم، تضم في عضويتها 14 ممثلا عن الوزارات الحكومية والجهات المختصة.

وفي هذه الأثناء لم يخفِ الدكتور إبراهيم الخضير، نائب رئيس الجمعية السعودية الخيرية للفصام، دهشته من عدم سن أي قانون لممارسي الطب النفسي في السعودية حتى الآن، حيث اعتبر أن عدم سن قانون للصحة النفسية في السعودية يعمل على حماية المريض النفسي والممارس الصحي، يشكل خطورة بالغة على المريض النفسي.

وأوضح الخضير أن قانون الصحة النفسية المعمول به في المملكة معد منذ 25 سنة، معللا عدم إصدار أي قوانين جديدة لوجود خلاف كبير في وجهات النظر بين الأطباء الممارسين لهذه المهنة والممارسين الشرعيين، الذين يسلكون نهج العلاج بقراءة القرآن الكريم.

وألقى اللوم على بعض الجهات الحكومية، التي أسهمت في تأخر صدور ذاك القانون، وفقا لتعبيره، وذكر وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العدل من بين الجهات التي يرى أنها أسهمت في تأخر صدور هذا القانون.

وتطرق الخضير إلى بعض القوانين التي تكفل حماية المستهدف في دول غربية، كقانون حماية المستهدف المعمول به في أميركا، الذي يكفل ضمان حماية أي مواطن من أي جرم يقوم به مريض نفسي، خصوصا مرضى الفُصام الشخصي.

وأرجع الدكتور إبراهيم الخضير عدم وجود اهتمام سعودي بمرض الفصام لما أسماه بـ«ثقافة العيب»، التي تسهم في عدم معرفة الأعداد الحقيقية لمرضى الفصام، في حين تلعب الجمعية السعودية الخيرية للفصام دورا مهما في حماية مرضى الفصام. وطبقا لإحصائية أميركية، أشارت أخيرا إلى أن عدد المصابين بهذا المرض يبلغ قرابة 1 في المائة من سكان العالم، وهي النسبة التي قد يلعب العامل الوراثي دورا هاما في ارتفاعها وتصاعدها.

وأضاف الخضير أن الجانب المادي، بالإضافة إلى شجاعة الأسرة في مواجهة هذا المرض، أسهما في وجود عدد غير معروف من المرضي، في وقت تلجأ فيه الأسر السعودية إلى عيادات خاصة، مما يشكل عبئا ماديا كبيرا عليها.

الأميرة سميرة بنت عبد الله الفيصل، رئيسة الجمعية السعودية الخيرية، أعلنت إنشاء مستشفى للصحة النفسية تحت مظلة الشؤون الصحية بالحرس الوطني، ليسهم في معالجة المرضى وتأهيلهم، بينما حملت وسائل الإعلام على كاهلها دور التوعية، خاصة أن المجتمع ينظر لهذه الفئة بنظرة العيب، وهو ما يقود إلى عدم الذهاب إلى المعالج النفسي.

وبعيدا عن التجاذبات التي تحيط بالأنظمة الخاصة بمرضى الفصام، سرد فهد المالكي، مريض سابق، قصته ومعاناته مع مرض الفصام الذي شفي منه بعد معالجته، وأوضح أن مرضى الفصام الشخصي يعانون بشكل كبير من نظرة المجتمع، وهي النظرة التي تقترب من النظرة السائدة للمتخلف العقلي، بالإضافة إلى نظرة العطف والدونية في التعامل معه، مما يسهم في تفاقم المرض، وهو ما قد يقود المريض للتفكير في إيذاء نفسه، أو قد يصل إلى الانتحار في بعض الحالات.