الطائف تستقبل زوارها بمهرجان ضخم ومليون شتلة ودورة رياضية

في حين دعا مسؤول سياحي إلى ضرورة رفع الجودة مقارنة بالأسعار

TT

بمليون شتلة زراعية، ومهرجان وصف بالضخم، وعودة لدورة المصيف الرياضية، تطلق مدينة الورد «الطائف» مهرجانها عشية يوم غد الأربعاء، برعاية أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.

وأوضح فهد بن عبد العزيز بن معمر محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية رئيس اللجنة العامة للتنشيط السياحي، أن ما حققته السياحة في المحافظة من نقلة نوعية متميزة في جوانبها كافة التي يلمسها الجميع يعود إلى تنامي اهتمام الدولة بالسياحة الداخلية من خلال الشراكة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار واللجنة العامة للتنشيط السياحي بالمحافظة، إلى جانب ما تشهده حاليا من إنجازات عملاقة أخرى في هذا الإطار عبر منظومة من المشروعات السياحية المتكاملة.

إلى ذلك، أكد الدكتور محمد قاري المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالطائف أن «اللجنة العامة للتنشيط السياحي بالمحافظة أعدت برامج سياحية وتسويقية متنوعة تتناسب مع الأسرة والمجتمع وتعود على الجميع بالفائدة المرجوة بإذن الله تعالى»، منوها بما «تتمتع به محافظة الطائف من مقومات سياحية».

وأضاف أن «الاستعدادات كافة لاستقبال المصطافين خلال صيف هذا العام انتهت بناء على تعليمات أمير منطقة مكة المكرمة»، ومبينا في هذا الصدد أنه «تمت تهيئة المراكز الإرشادية داخل مدينة الطائف لاستقبال المصطافين والزوار وتزويدهم بالكتيبات والخرائط والنشرات الإرشادية عن المراكز السياحية والمرافق الخدمية في أنحاء المحافظة».

من جهة أخرى، بين محمد سعد الثبيتي نائب الأمين العام للتنشيط السياحي رئيس اللجنة الإعلامية في محافظة الطائف أن «جميع الاستعدادات لفعاليات مهرجان الطائف 31 لهذا العام قد اتخذت منذ وقت مبكر بالتنسيق مع الجهات المعنية كافة لتنفيذها في قالب متميز»، لافتا أن المهرجان يتضمن كثيرا من الفعاليات المتنوعة الدينية والثقافية والاجتماعية والرياضية والشعبية والترفيهية التي روعي فيها تلبية حاجات ورغبات المصطافين بمختلف فئاتهم العمرية مع التركيز على البرامج الموجهة للطفل والشباب والأسرة وتنفذ على مدى 42 يوما.

ويعود هذا العام صيف الطائف على غير عادة باهتمام رياضي؛ إذ تعود دورة المصيف لكرة القدم بمشاركة كبار الأندية في مدينة الملك فهد الرياضية بالحوية وذلك خلال الفترة من 3 - 13/8/1431هـ. وتأتي عودة دورة المصيف بعد توقف بحسب بيان رسمي أشار إلى أن دورة المصيف عادت بعد أن توقفت لسنوات لما لها من أثر كبير في تنشيط الحركة الرياضية وملء وقت فراغ الشباب والمصطافين. مشيرا إلى أنه يشارك فيها فرق الممتاز لأندية المملكة، الهلال والنصر والاتحاد والاتفاق والوحدة والقادسية، بالإضافة إلى منتخب المملكة الأولمبي ومنتخب أندية الطائف كفريق مضيف.

واعتمدت اللجنة المنظمة للدورة برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة والرئيس العام لرعاية الشباب ومحافظ الطائف كلا من مدير مكتب رعاية الشباب بمحافظة الطائف صالح الخليوي مديرا تنفيذيا لدورة المصيف وعبد الله الشطوان رئيسا للجنة الفنية، والمهندس سلمان النمشان مديرا للملاعب، وتكوين عدد من اللجان من موظفي مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الطائف ومكة وجدة، كما اعتمدت مؤسسة فنون المثالية كراع ووكيل حصري في التنسيق والتسويق والتعاقد مع الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال بما يتعلق بدورة المصيف. وأكد صالح بن مرزوق التركي مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمحافظة الطائف أن «الدورة تحظى بمتابعة من الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار بالمحافظة، وكذلك الجهود التي يبذلها محافظ الطائف فهد بن معمر وسعيه المستمر للرقي برياضة المحافظة واهتمامه الكبير من أجل إنجاح الدورة»، مبينا أن إعادة تنظيم الدورة قد نال إشادة الرياضيين والأندية، وأنها قد أرسلت بموافقتها النهائية على المشاركة في دورة المصيف لما للبطولة من تأثير إيجابي للفرق المشاركة وإعدادها بشكل مناسب للمنافسات المقبلة.

وأضاف أن «الشركات والمؤسسات تتنافس على رعاية هذه الدورة التي ستكون نواة لانطلاقة دورة على مستوى عربي وإقليمي في السنوات المقبلة»، مضيفا أن الجوائز للمراكز الأولى في الدورة ستكون قيمة جدا.

وفي السياق السياحي نفسه، انتقد مسؤول في الغرفة التجارية في الطائف، عدم التجديد وما وصفه بـ«التقليدية»، في ما يتعلق بالمنتج السياحي الذي يقدمه صناع السياحة في المحافظة التي ترتفع نحو 2500 متر عن سطح البحر، غربي البلاد.

وكشف لؤي قنيطة رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية في الطائف لـ«الشرق الأوسط» عن نسبة الإشغال التي سجلتها المحافظة، العام الماضي، التي تراوحت بين 55 إلى 60 في المائة، وذلك خلال شهر أغسطس (آب) 2009.

وطالب قنيطة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، الجهات المعنية، بضرورة رفع الجودة المقدمة للسائح مقارنة بالأسعار المرتفعة. وفند: «تقدم الخدمات بأسعار مرتفعة، وتقع تحت دائرة اقتصار العوائد على شهر واحد». وقال: «ليس خطأ المواطن أو المقيم الذي يعكف على قضاء إجازة ممتعة داخلية، وليس ذنبه أيضا».

لكن رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية بالطائف، يتوقع نموا في نسبة الإشغال - التي تقاس عبرها نسبة الوفود والتردد على المنطقة السياحية - عازيا السبب إلى ارتفاع درجات الحرارة في المناطق المختلفة خاصة شمال وشرق البلاد إضافة إلى دول الخليج العربي، مما سيدفع بالطائف التي تعتدل فيها درجة الحرارة صيفا، إلى استقبال مزيد من السياح.

من جهته، أكد فهد بن محمد، وهو صاحب مشروع سياحي في منطقة الهدا، أن الطلبات التي استقبلها منتجعه، لم تتجاوز نسبة العام الماضي، إلا أنه يشارك قنيطة الرأي حول ارتفاع درجة الحرارة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتصالات التي أتلقاها من الزملاء المستثمرين، تجلب تفاؤلا في معدل إشغال هذا العام، لا سيما أن ارتفاع درجة الحرارة، وارتفاع أسعار المبيعات الخارجية سواء في التذاكر والفنادق، ستوفر لنا فرصة أفضل هذا العام».

يأتي ذلك، في وقت شرعت فيه أمانة الطائف في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة العمل الموسمية خلال صيف العام الحالي، حيث أكملت استعداداتها مبكرا لتهيئة المحافظة والمواقع السياحية داخلها، لاستقبال الزوار والسائحين.

وقالت أمانة الطائف، في بيان صدر أمس، إن تنفيذ الخطة، جاء بناء على حرص الأمانة على الارتقاء بالمستوى الخدمي، من خلال تكثيف أعمال الصيانة وتطبيق خطة الصيانة الشاملة بجميع المرافق، قبل بدء إجازة الصيف وعلى مداره، إلى جانب الإصحاح البيئي وتكثيف وزيادة خدمة المواقع السياحية ذات الإقبال الكثيف، وتنسيق الجهود مع الإدارات المختصة بالخدمات المقدمة في الموسم مع استمرار البرنامج التوعوي، ويستمر العمل حتى نهاية الموسم السياحي، ومن ثم يبدأ تقييم برنامج العمل الموسمي.

من جانبه، أوضح المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج أمين الطائف أن الأمانة أكملت برنامج التحسين والتشجير، بزراعة أكثر من مليون شتلة زهور، وتهيئة 60 حديقة داخل الأحياء، بالإضافة إلى أكثر من 50 حديقة عامة في مواقع مختلفة من المدينة والمواقع السياحية مع زيادة مساحة المسطحات الخضراء.

وأردف المهندس المخرج: «تمت صيانة الحدائق والمتنزهات العامة، والعمل بالبرنامج الرقابي بدأ للمحافظة على سلامة المواد الغذائية من خلال القيام بجولات تفتيشية على جميع المحلات التي تتعلق بالصحة العامة ومحلات الأغذية عن طريق المراقبين الصحيين».

وأكد على دعم البلديات الفرعية والتنسيق معها في القيام بجولات ميدانية مشتركة على الشكاوى وإزالة الضرر، والقيام بجولات ميدانية وتفتيشية مفاجئة على محلات الغذاء في الطرق السريعة، ووضع أسواق الأغنام والمواشي وأسواق اللحوم والمسالخ ومحلات الجزارة تحت الرقابة المباشرة.

وبين أمين الطائف أن هناك متابعة لتنظيم الأسواق العامة وسوق الخضراوات والفواكه والأنعام وسوق المسترجعات ومواقع بيع الفواكه الموسمية.

ونوه المخرج بأنه سيتم منع «البسطات» العشوائية على الطرق العامة وبجوار المساجد والأسواق، واستمرار الجولات الرقابية المكثفة على الطرق السريعة مثل طريق الرياض وطريق الجنوب وطريق السيل وطريق الهدا للتأكد من التزام المحلات التجارية والاستراحات الواقعة على الطريق بتطبيق الاشتراطات الصحية.

ولفت إلى أن الأمانة وضعت خطة لدعم النظافة في الطائف والمراكز التابعة والمواقع السياحية، وأنها تشتمل على زيادة فترات العمل للعمالة والآليات، بالإضافة إلى إعادة توزيع الحاويات وإنشاء فرقة للطوارئ واستمرار أعمال الرش بالطرق المختلفة وزيادة أعداد العمالة في المراكز السياحية.