سائق صعيدي يخترع جهازا لتشغيل السيارة بالجوال

يبحث عن شركة لتسويقه والاستفادة منه

TT

قصة كفاح وإصرار على التشبث بالأمل والحياة، ترسمها ملامح هذا الشاب الذي يبلغ من العمر 35 ربيعا. فرغم الظروف المعيشية الصعبة التي حالت دون أن يدخل المدرسة، ويتعلم مثل أقرانه، لم يستسلم للجهل والفقر، فقرر بمجهوده الفردي أن يرتقي بمستواه الفكري، واستطاع بعد سنوات من الجهد والكد أن يعلم نفسه بنفسه ويحصل على شهادة محو الأمية.

بهذه الشهادة انطلق الشاب سعيد فاروق عطا من محافظة قنا بصعيد مصر، لتحقيق حلمه في أن يكون مخترعا، ويقتحم مجال الدوائر الإلكترونية الصعب، الذي طالما مثل له تحديا كبيرا. فيقول سعيد: «لقد منعتني ظروفي المعيشية من استكمال تعليمي، فكنت أعمل في صنع الطوب ثم عملت سائقا فيما بعد، ولكنى قررت أن أتعلم أو على الأقل أتعلم القراءة والكتابة وبالفعل حصلت على شهادة محو أمية وكان عمري وقتها 18 عاما، بعدها تعلمت مبادئ اللغة الإنجليزية من شقيقتي الصغرى، ومن الكتب التي تباع على الأرصفة لأني كنت أهوى من البداية الدوائر الالكترونية فكان لا بد من تعلم الإنجليزية للتعرف على هذه الدوائر المكتوبة باللغة الإنجليزية».

يعترف سعيد بأن الطريق أمامه لم يكن ممهدا، فمنذ البداية واجهته حزمة من المشكلات كان على رأسها الإمكانات المادية التي وقفت حائلا أمام استكماله اختراعه.. يقول سعيد: «لم أندب حظي العاثر، وكنت كلما واجهت مشكلة أزداد إصرارا ويقينا بأنني سأصل إلى ما أريد.. لم أكترث بكلمات اليأس والإحباط التي كان يوجهها الناس إلي دائما بسبب تركي عملي والاعتكاف على هذا الاختراع، لكن الناس أصبحت مذهولة بعد ذلك من النتيجة التي توصلت إليها بعد تعب وشقاء، وتحولت نظراتهم إلى إعجاب وتقدير».

اختراع سعيد يتلخص في أنه توصل إلى طريقة لتشغيل السيارة الخاصة من أي مكان بالعالم بمجرد الضغط على أرقام معينة في الجوال.

ويوضح قائلا: «يعتمد الاختراع بشكل كلي على دائرة الجوال، فأنا أقوم بتوصيل دائرة جوال في ضفيرة الكهرباء بالسيارة، وأقوم بعد ذلك ببرمجتها مع أي جوال من خلاله أقوم بتشغيل وإيقاف السيارة كما أقوم بإنارتها وإطفائها وتشغيل جهاز الكاسيت بها. كل ذلك يتم من خلال الجوال وذلك بعد الضغط على أرقام معينة أكون برمجتها في الدائرة المركبة في السيارة أستطيع تشغيل السيارة، وقد توصلت إلى اختراعي هذا بعد 6 سنوات من العمل المتواصل والتجريب».

وعن الفائدة من هذا الاختراع يقول سعيد: «يعمل هذا الاختراع على تشغيل السيارة وتهيئتها للعمل قبل الانطلاق بها، وفي حالة السفر حتى لا تتأثر السيارة من فترة التوقف التي تؤثر على عمل الموتور بها».