خبراء اقتصاديون يؤكدون على أهمية التطور التكنولوجي والابتكار لاستمرار النمو العالمي

عمرو الدباغ: إجمالي الناتج لدول «بريك» سيتساوى مع مجموعة السبع خلال 20 عاما

عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار يتحدث خلال المؤتمر (تصوير: حاتم عويضة)
TT

ركز تجمع خبراء اقتصاديين بارزين من اقتصادات ناشئة وأخرى متطورة، ورؤساء شركات عالمية، على أهمية التوسع والاستمرار في دفع عجلة النمو الاقتصادي في الدول الناشئة مدعوما بالابتكار والتطور التكنولوجي، الذي يقود الطريق في موجة العولمة الجديدة.

وجاءت تلك التوصيات من خلال مؤتمر «غلوبال ليدرشيب» الذي تقيمه «لندن بيزنيس سكول»، وسط العاصمة لندن أمس، الذي يعد من أهم الأحداث الاقتصادية بالنسبة المؤسسة التعليمية العريقة في عالم المال والأعمال.

وتحدث عمرو الدباغ، محافظ الهيئة العامة للاستثمار، خلال المؤتمر عن أهمية التطور في السوق الاستثمارية العالمية، واستشهد بالسعودية ليبين التطور الذي وصلت إليه المملكة من خلال برنامج ضخم للتطوير الاقتصادي والتنموي في البلاد، بدأ عام 2005، دفع بترتيبها من 90 إلى 13 في عام 2009 لأكثر الدول قابلية للاستثمار، وفقا للبنك الدولي.

وتحدث عن الدور الكبير الذي تلعبه الاقتصادات الناشئة، للتأكيد على استمرار دوران عجلة النمو العالمي، خاصة في خضم الأزمة المالية التي عصفت بأسواق المال العالمية ولم تؤثر على الاقتصادات الناشئة بشكل مباشر. وقال: «مراكز الاستثمارات تتحرك، أرى إجمالي الناتج المحلي لدول (البريك) التي تتمثل في (الهند والبرازيل وروسيا والصين) سيتساوى مع دول مجموعة السبع، خلال 20 عاما».

وأكد على قوة اقتصاد بلاده والدعم الحكومي لتطوير البنية التحتية، الذي جعل المملكة من أهم البيئات الاستثمارية في العالم. وقال: «غيرت الأزمة ملامح الاستثمار، وبدأنا نرى استحواذات بأرقام ضخمة تحدث». وأشار إلى الاستفادة التي عادت على عدد من الاقتصادات الناشئة مستفيدة من الأزمة، مستشهدا بسوق العقارات السعودي الذي استفاد من انخفاض أسعار مواد البناء التي وفرت من خلالها المملكة الكثير.

وجاء ذلك من خلال برنامج تطوير البنية التحتية ذي ميزانية وصل حجمها إلى 400 مليار دولار، على مدار 5 أعوام، وفرت من خلاله المملكة 30 في المائة من فوارق الانخفاضات في أسعار مواد البناء. وقال: «نعمل على الإسراع بالإنفاق على مشروعات البنية التحتية خلال هذه الأوقات».

وأشار بيتر فوسر، الرئيس التنفيذي لشركة «رويال داتش شل» للنفط العملاقة، إلى أن العمل على احتواء الانبعاثات الكربونية، الناتجة عن المحروقات النفطية في العالم، مع إبقاء عجلة النمو في استمرار دورانها، معادلة صعب تحقيقها، مؤكدا أن شركته قطعت شوطا كبيرا في تحقيق ذلك.

وأضاف فوسر أن شركته خفضت انبعاثاتها الكربونية بنسبة 35 في المائة عما كانت تنتجه عام 1990، ويرجع الفضل في ذلك للأنظمة التكنولوجية التي تم إدخالها على الصناعة منذ ذلك الوقت.

وتحدث عن أهمية الوقود الحيوي، وضرورة تكثيف البحث للانتقال إلى استخدام الوقود الحيوي بشكل أكبر في المستقبل القريب، واستدرك مثالا لشركة يتم التعامل معها في الولايات المتحدة، قائلا: «تعمل الشركة على تحويل السكر إلى وقود مباشر دون تحليله وتقطيره، يمكن استخدامه في المحركات الموجودة حاليا دون معالجة، إن كانت محركات سيارات أو ماكينات تعمل بالوقود، مما يساعد على خفض الانبعاثات الكربونية من حرق تلك الوقود بنسبة ضخمة».

وشارك أنتونيو كوانتيلا، مساعد الرئيس في مجلس الاقتصادات الناشئة في الجلسة، مشيرا إلى استمرار النمو في البازيا بعد الأزمة، ليصل إلى 7 في المائة، بينما انخفض النمو بشكل كبير، ليصل إلى صفر، بعد أن ضربت الأزمة بقوة، ولكن لم يكن هناك انكماش.

وتحدث عن قطاعات الوقود الحيوي الكبيرة التي تستثمر بلاده فيها بشكل ضخم، للحد من الانبعاثات الكربونية، وإيجاد طاقة بديلة.