مراسم عزاء في لبنان بوفاة فضل الله.. ونصر الله ينعى فقدان «أب رحيم»

حزب الله ومقتدى الصدر يعلنان الحداد 3 أيام

نصر الله يقرأ الفاتحة أمام جثمان فضل الله أمس (رويترز)
TT

أقام اللبنانيون أمس مراسم عزاء في وفاة المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله الذي توفي في مستشفى بهمن ببيروت أول من أمس. وأشاد قادة سياسيون ورجال دين من إيران والعراق والبحرين بفضل الله، مما يعكس الولاء الذي كان يتمتع به بين المسلمين الشيعة في أماكن عدة، منها الخليج وآسيا الوسطى.

وكان فضل الله غاب عن صلاة الجمعة لأسابيع، ونقل إلى المستشفى حيث أصيب بنزيف وظل فيه حتى توفي. واحتشد اللبنانيون لأداء واجب العزاء في إحدى قاعات جامع الإمامين الحسنين في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث اعتاد فضل الله أن يصلي هناك.

وأعلن حزب الله الحداد ثلاثة أيام على وفاة فضل الله، وقال أمين عام حزب الله حسن نصر الله في بيان أصدره: «لقد فقدنا اليوم أبا رحيما ومرشدا حكيما وكهفا حصينا وسندا قويا في كل المراحل. هكذا كان لنا سماحته، ولكل هذا الجيل المؤمن والمجاهد والمقاوم منذ أن كنا فتية نصلي في جماعته ونتعلم تحت منبره ونهتدي بكلماته ونتمثل أخلاقه ونقتدي بسيرته». وأضاف: «علمنا في مدرسته أن نكون دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة وأن نكون أهل الحوار مع الآخر وأن نكون الرافضين للظلم والمقاومين للاحتلال... فكان لنا الأستاذ والمعلم والعلم والنور الذي نستضيء به في كل محنة، واليوم نفتقده إذ يفارقنا إلى جوار ربه الكريم».

وقدم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تعازيه إلى لبنان بعد وفاة المرجع الشيعي العلامة محمد حسين فضل الله، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية. وقال أحمدي نجاد في رسالة موجهة إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان إن «الخدمات التي قدمها رجل الدين الوقور هذا لصالح الوحدة الوطنية وإصراره على المقاومة سيظلان في تاريخ لبنان».

وكان فضل الله من أشد المنتقدين للولايات المتحدة، إذ غالبا ما كان ينتقد السياسات الأميركية في الشرق الأوسط ولا سيما تحالفها مع إسرائيل في الكثير من خطب صلاة الجمعة. لكنه كان أيضا من أوائل المنددين بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 على الولايات المتحدة. ونأى فضل الله بنفسه عن قضية احتجاز رهائن غربيين من قبل مجموعات إسلامية مسلحة في لبنان خلال فترة الثمانينات، قائلا إنه ضد عمليات الخطف، ودعا مرارا إلى الإفراج عنهم.

وأعلن العراقي مقتدى الصدر الحداد ثلاثة أيام، وأعلن عن أن وفدا من كتلة الوفاق الشيعية في البرلمان البحريني ستحضر جنازة فضل الله. وأصدر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بيانا نعى فيه العلامة قائلا إن لبنان يخسر مرجعية وطنية وروحية كبرى «أسهمت إسهاما فعالا في ترسيخ قيم الحق والعدل لمقاومة الظلم، وأضافت إلى الفكر الإسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل».