ملكة بريطانيا تلقي خطابا في الأمم المتحدة هو الأول لها منذ 1957

في كندا شاهدت الأفلام ثلاثية الأبعاد.. لكنها تناولت عشاءها الأخير وسط الظلام

الملكة اليزابيث زارت مصنع «موشن» في ووترلو بكندا وتلقت نسخة من «بلاك بيري» من دولتون مغوينتري رئيس وزراء الإقليم (رويترز)
TT

استهلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية زيارتها القصيرة إلى نيويورك، لإلقاء خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة وزيارة موقع برجي مركز التجارة العالمي. وألقت الملكة إليزابيث، التي وصلت إلى نيويورك بعد زيارة إلى كندا، كلمتها الثانية في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ اعتلائها عرش بريطانيا. وكانت ألقت خطابها الأول في المنظمة الدولية في 1957.

وبعد ذلك جالت الملكة مع زوجها دوق أدنبره الأمير فيليب موقع برجي التجارة العالمي، اللذين دمرا في اعتداءات سبتمبر (أيلول) 2001، حسب البرنامج الرسمي لزيارتها.

والتقت أقرباء ضحايا الاعتداءات التي أودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص، ورجال شرطة وإطفاء شاركوا في عمليات الإغاثة.

كما دشنت إليزابيث الثانية (84 عاما) في نيويورك نصب «بريتش ميموريال غاردن» في ساحة هانوفر في مانهاتن في نيويورك، الذي أقيم تكريما لذكرى 67 بريطانيا قتلوا في الاعتداءات.

وأفسد انفجار شهدته محطة للطاقة في مدينة تورونتو الكندية على ملكة إنجلترا إليزابيث الثانية عشاءها الأخير قبل أن تختتم زيارتها لكندا.

وكان انفجار في محطة «هيدرو وان» لتوليد الطاقة أدى لانقطاع التيار طوال ساعتين، تاركا مناطق متعددة من المدينة تتصبب عرقا مع ارتفاع درجات الحرارة لأربعين درجة مئوية بحسب صحيفة «غلوب آند ميل» الكندية.

وخيم الظلام في فندق «فيرمونت رويال يورك هوتيل»، فيما بدأ زوج الملكة الأمير فيليب في تسليم جوائز «دوق أدنبره»، لكن المولدات الكهربية أنقذت الموقف في غضون دقائق معدودة.

ونقل عن المتحدثة باسم الفندق قولها، إن مأدبة العشاء التي كانت معدة لـ 380 ضيفا جرت كما كان مخططا لها، وأضافت أن الملكة كانت تشعر بارتياح.

وذكرت وكالة «برس أسوسيشن» البريطانية للأنباء، أن الملكة، 84 عاما، حصلت في وقت سابق أول من أمس (الاثنين) على نسختها من هاتف «بلاك بيري» الخلوي خلال زيارتها لمركز الأبحاث بمصنع موشن، في ووترلو بكندا.

وقدم مؤسس الشركة ميك لازاريديس للملكة نسخة من «بلاك بيري بولد 9700» مع صورة على شاشته تبين أطفالا يقدمون باقة من الزهور لها خلال زيارتها لكندا. وارتدت الملكة والطاقم المرافق لها ألبسة واقية ضد الصدمات الكهربائية التي قد يسببها المصنع خلال تجولها فيه. وخلال وجودها في المصنع سمح لأول مرة بدخول الصحافة إلى المكان.

وبعد ذلك ارتدت الملكة نظارات ثلاثية الأبعاد خلال زيارتها لاستوديوهات تورونتو وشاهدت مشاهد من أعمال تستخدم هذا النوع من التكنولوجيا، وهي مسلسل «مدينة سعيدة»، والجزء الجديد لفيلم «دريم هاوس» الذي يقوم ببطولته بطل أفلام جيمس بوند دانيال كريغ، وكذلك «سكوت بيلغريميغ والعالم».

وقال رئيس استوديوهات «باين وود» بول برونفمان، إن زيارة الملكة لتورونتو كانت فرصة لإظهار مقدرات الاستوديوهات التكنولوجية لوسائل الإعلام العالمية.

يذكر أن الملكة إليزابيث وزوجها كانا وصلا إلى كندا الأسبوع الماضي للاحتفال بالعيد القومي للبلاد الموافق الأول من يوليو (تموز) الحالي، في مناسبة احتفال البلد الشمال أميركي بعيد ميلاد كندا الـ143، حيث تفقدت القوات الكندية وشاهدت عروضا قدمها راقصون وموسيقيون في مقر البرلمان في أوتاوا.

وتفقدت إليزابيث الثانية التي كانت ترتدي سترة حمراء وقبعة بيضاء بألوان علم كندا، والتي تشغل منصب الرئيس الرسمي للبلاد، أعضاء حرس الشرف التابعين للقوات الكندية والشرطة الملكية في إطار الاحتفالات مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر.

ونقلت وكالة «برس أسوشيشن» البريطانية عن الملكة إليزابيث في حديثها إلى الآلاف الذين شاركوا في الاحتفالات التي بثها التلفزيون في العاصمة «لقد شاهدت بإعجاب كبير كيف نمت كندا ونضجت بينما ما زالت ملتزمة بتاريخها وشخصيتها المميزة وقيمها. لقد كرست تلك الأمة نفسها لكي تكون دار رعاية لشعبها وملاذا لآخرين ومثلا للعالم».

وألقت أيضا الملكة كلمتها أمام الحشد باللغة الفرنسية وهي واحدة من اللغتين الرسميتين للدولة الواقعة بأميركا الشمالية.

وكانت الملكة إليزابيث والأمير فيليب قد وصلا إلى كندا يوم الاثنين الماضي في زيارة استمرت تسعة أيام. وأجرت الملكة التي زارت كندا آخر مرة في عام 2005 محادثات مع رئيس الوزراء ستيفن هاربر واحتفلت أيضا بالذكرى المئوية للأسطول الكندي.

ومن جانب آخر ذكرت تقارير بريطانية أن حالة التقشف التي أعلنتها الخزانة البريطانية بسبب الأزمة المالية والديون المتراكمة على البلد سوف تحد من النشاطات الرسمية للعائلة الملكية بسبب التكاليف المترتبة على ذلك. وقالت مصادر حكومية إن الخطة الحكومية الجديدة سوف تعني تخفيض مصاريف العائلة المالكة بمقدار 25 إلى 40 في المائة.

وقالت مصادر في القصر إن حفلات الاستقبال والمناسبات الرسمية ستقل، خصوصا بعد الاحتفال باليوبيل الماسي عام 2012 لذكرى اعتلاء الملكة عرش بريطانيا.

وبين كشف حسابات النشاطات الملكية أن الملكة تمكنت هذا العام من تقليل مصاريفها الرسمية بمقدار 5 ملايين دولار، وذلك من 65 مليونا عام 2009 إلى 60 مليون دولار هذا العام.

وقال مصدر في القصر إن الملكة تعي تماما المحنة التي تواجهها الحكومة الحالية، وأن عناوين وسائل الإعلام بدأت جميعها تحمل الرقم 25 في المائة، أي الرقم الذي يتردد دائما حول نسبة تقليل المصاريف المطلوبة، مضيفا أن الملكة تريد هي الأخرى أن تساعد في تحقيق هذه الأهداف وشد الأحزمة.