بدء تدريبات العمل المسرحي الفلسطيني الفرنسي المشترك «ليل الليالي»

بمشاركة 60 ممثلا من فلسطين ولبنان وفرنسا والبرازيل وإيطاليا وكينيا وإسبانيا والولايات المتحدة

TT

بدأ طاقم العمل المسرحي الفلسطيني الفرنسي المشترك «ليل الليالي» أمس الثلاثاء تدريباته على هذا العمل للمخرج الفرنسي من أصل لبناني نبيل الأظن. وقال جمال غوشة مدير عام المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، الشريك في إنتاج هذا العمل، لـ«رويترز» «بدأ اليوم (أول من أمس الاثنين) على المدرج الخارجي في جامعة النجاح الوطنية في نابلس عدد من المشاركين في العمل المسرحي «ليل من الليالي» أول تدريب لهم قبل حفل الافتتاح في الثاني عشر من الشهر الحالي على خشبة مسرح جامعة النجاح الوطنية».

وأضاف «هذا العمل المستوحى من قصص ألف ليلة وليلة عبارة عن عرض احتفالي تستخدم فيه الموسيقى والغناء والحكواتي والسيرك البهلواني، ويشارك فيه 60 ممثلا وموسيقيا وحكواتيا وبهلوانيا ومغنيا» من فلسطين ولبنان وفرنسا والبرازيل وإيطاليا وكينيا وإسبانيا والولايات المتحدة.

وأوضح غوشة أن هذا العمل كان من المفترض إنجازه ضمن احتفالات «القدس عاصمة الثقافة العربية» إلا أنه وبسبب نقص التمويل تأخر إنتاجه، لكنه سيرى النور على الرغم من الدعم المحدود الذي تم الحصول عليه من الصندوق العربي ووزارة الثقافة الفرنسية وصندوق الاستثمار الفلسطيني وبعض المؤسسات الأخرى التي قدمت لنا دعما في المعدات وتوفير أماكن للعرض.

وقال غوشة إنه تم اختيار أماكن العرض لهذا العمل لتكون في الفضاء الخارجي، مضيفا «لقد حاولنا أن يكون العرض في البلدة القديمة في القدس وفي مواقع تاريخية أخرى مثل سبسطية ولكننا لم نحصل على الموافقات اللازمة من الجهات المعنية، لذلك تقرر أن تكون العروض في جامعة النجاح الوطنية وفي بلدة بيرزيت القديمة وفي رأس العامود في القدس».

وأضاف «هذا العمل الفني الخاص (ليل الليالي) مبني على فكرة المكان لإعادة وتفعيل الحياة الثقافية وتعزيز التراث، حيث سيتمكن الجمهور من مشاهدة العروض في كل موقع بشكل مختلف عن العرض الآخر».

ودعا غوشة المؤسسات الفلسطينية الاقتصادية إلى دعم النشاطات الثقافية وقال «أود أن أذكر أنه لا يمكن قيام دولة بدون مشهد ثقافي نابض بالحياة، ومن هنا فإني أدعو كل صاحب قرار لدعم إنتاج الفنون المحلية وخاصة المسرحية منها».

ويكتب المخرج نبيل الأظن عن العمل فيقول «عندما فكرت بمشروع عن القدس فرضت حكايات ألف ليلة وليلة نفسها عليّ، وذلك لأنها تحتوي كل شيء فانتازيا الروح.. طاقة الفكر.. انطلاق الحواس وإشارة قصوى للحرية».

ويضيف في تعريفه للنص «ألف ليلة وليلة كتاب من التراث الشعبي المحكي. هندي الأصل وصلت حكاياته إلى العرب عن طريق الفرس وعلى مر الزمن أدخلت عليه التغييرات وأضيفت إليه قصص جديدة ولا سيما في القرن التاسع في بغداد وفي القرنين العاشر والحادي عشر في مصر». ويتابع قائلا في تقديمه للعمل المسرحي «هذا الكتاب هو بكل بساطة نشيد الحرية لحرية مفعمة بمرح فظ تتغلب على الطغيان. لذلك فإن وضع عالم ألف ليلة وليلة في قالب مسرحي معاصر هو بمثابة تحد مزدوج بالنسبة لي».

ويوضح الأظن أوجه هذا التحدي المزدوج، فيقول «تحد مزدوج يتمثل بعرض ألف ليلة وليلة في قالب مسرحي معاصر. تحد في شقه الفني يقتضي أن أتخيل هذه الحكايات في إطار يختلف تماما عن فن الاستشراق التقليدي، وتحد في شقه الآيديولوجي يتيح لي أن أرفع النقاب عن وجه الإسلام المشرق الحامل بقوة المقاومة لكل أشكال الاضطهاد». ويضيف «ومن هذا التحدي المزدوج ولد حلم ما لبث أن تحول إلى تصور مسرحي متغير الشكل ومتعدد اللغات ساحر ومسحور يقدم في الفضاء الفلسطيني أولا ثم في الفضاء المتوسطي بعد ذلك».

ومن المقرر أن تبدأ العروض باستقبال البهلوانيين للجمهور قبل أن يبدأ الحكواتيون في سرد حكاية أنيس الجليس على وقع الموسيقى. وأنيس الجليس هي «المرأة ذات الكلام العذب جارية بيعت في سوق النخاسة لحساب الملك تغرم بنور الدين ابن الوزير الفضل وتصبح امرأة دينها الحق والعدالة».