الزعيم الروحي لإقليم التيبت لم يتناول وجبة العشاء منذ 50 عاما

الدالاي لاما يقول إن سر حفاظه على شبابه أنه ينام 9 ساعات يوميا ويمارس التأمل

كشف الزعيم الروحي لإقليم التيبت أن من نقاط ضعفه الكسل في ما يتعلق باللغة الإنجليزية كتعلم كلمات جديدة على سبيل المثال (رويترز)
TT

يحتفل الزعيم الروحي لإقليم التيبت الدالاي لاما هذا العام بعيد ميلاده الخامس والسبعين في منفاه بمنطقة دهارامسالا شمالي الهند. وبهذه المناسبة يكشف الراهب البوذي في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية واسعة الانتشار عن بعض عاداته الحياتية ومبادئه في الحياة.

وكشف الدالاي لاما في المقابلة التي نشرتها الصحيفة على موقعها الإلكتروني وأوردت وكالة الأنباء الألمانية مقتطفات منها أمس الثلاثاء، أن سر حفاظه على شبابه هو الأسلوب المعيشي الذي يتبعه على مدار اليوم، وقال: «أنام تسع ساعات يوميا وأمارس تمارين تأمل، كما أتخلى عن تناول وجبة العشاء».

وذكر الدالاي لاما أنه لم يتناول وجبة العشاء خلال الخمسين عاما الماضية، وقال: «عندما تم تنصيبي القائد الديني الأعلى للبوذيين في التيبت قررت ألا آكل أي شي بعد الظهر، إلا أنني لم أتمكن من تنفيذ قراري في اليوم الأول حيث استغرقت مراسم التنصيب فترة طويلة حتى الساعة الثانية ظهرا، وكان ذلك عام 1954، لكن منذ أن عشت في الهند مطلع ستينات القرن الماضي لم أعد آكل شيئا في المساء».

وعن شعوره باحتفاله هذا العام بعيد ميلاده الخامس والسبعين، ذكر الدالاي لاما أنه يشعر بأنه في حالة جيدة جدا، إلا أنه أوضح أن عيد ميلاده يمثل له كبوذي مجرد يوم جديد.

وعن الأحلام التي تراوده ليلا، ذكر أنه كان يحلم في الماضي بإقليم التيبت. أما عما إذا كان يحلم بامرأة، قال الراهب البوذي: «نعم أحيانا أحلم بامرأة، لكني أذكر نفسي دائما في الحلم أيضا أنني راهب»، مضيفا أن العزوبية بالنسبة له كراهب بوذي تميزه عن الحيوانات، وقال: «الجنس يجعل الإنسان مشتركا مع جميع الحيوانات الأخرى، لكني إنسان يؤيد المبادئ الأخلاقية، فالعزوبية شيء يميزني عن الحيوان العادي».

وأكد لاما أنه لم يندم مطلقا على عدم إنجابه أطفال، معتبرا الأطفال مصدرا لكثير من الهموم والقلق بالنسبة للإنسان، وقال: «أعرف زوجين كانا يتألمان بشدة لعدم إنجابهما أطفال، ثم خضعا لعلاج طبي وأنجبا ثلاثة أطفال، ثم جاءت الهموم مرة أخرى، مثل: هل أنجبنا أطفالا كثيرين؟ ما التعليم السليم بالنسبة لهم؟ هل سيتزوج الأطفال ويحصلون على وظيفة جيدة..؟ إنها هموم بلا نهاية! وهذا بالنسبة لي كثير جدا».

وعن تقييمه للأزمة الاقتصادية العالمية قال: «أعتقد أن الأزمة الاقتصادية ربما تكون أمرا معقولا تماما لنتذكر أن هناك قيما أهم من المال.. هناك أشخاص يقولون إن أسواق المال لا يمكن أن يقوم الإنسان بمراقبتها، وهذا أمر صعب فهمه لأن الإنسان هو الذي صنع هذه الأسواق، وكل ما يصنعه الإنسان لا بد أن يخضع لمراقبته أيضا، لكن أسواق المال يوجهها الطمع والجهل، فالناس الذين تتمحور أفكارهم حول المال فقط يعانون من اضطراب في روحهم، وبالطبع يفكر جميع الناس في المال، لكن لا ينبغي على المرء أن يفقد قيما حقيقية في الحياة مثل الأصدقاء والعائلة والبيئة، فالآن نعيش أزمة مال، لكن القيم الأخرى لا تزال موجودة، والناس الذين لم يكونوا متعلقين بالمال قط قد تكون همومهم الآن أقل بكثير».

وفي سؤال حول ما إذا كان الإنسان فقد القدرة على التحكم في التكنولوجيا، وذلك في إشارة إلى أزمة التسرب النفطي في خليج المكسيك، قال: «من الخطأ الاعتقاد بأن الإنسان يقف فوق الطبيعة ويستطيع التحكم فيها، فلا ينبغي علينا أن ننسى أن حياتنا قائمة على طبيعة سليمة ينبغي عدم تعريضها للخطر من خلال الاستغلال المفرط للثروات الطبيعية».

ومن ناحية أخرى، كشف الزعيم الروحي لإقليم التيبت أن من نقاط ضعفه الكسل، وقال: «بالطبع أنا لست كسولا في كثير من النواحي، فأنا أتأمل يوميا لمدة خمس ساعات وأتلو صلواتي وأدرس الكتابة البوذية، فأنا لست كسولا في تلك النواحي، لكن في ما يتعلق باللغة الإنجليزية على سبيل المثال كتعلم كلمات جديدة أو تعلم كيفية التعامل مع الكومبيوتر، فإنني كسول جدا في هذه المجالات».

وذكر الدالاي لاما أنه لا يمتلك جهاز كومبيوتر، كما أنه لم يشغل جهاز التلفزيون الخاص به منذ أكثر من عام، وقال: «وقتي قليل، وحينما يكون لدي وقت أفضل القراءة»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا يحب قراءة الروايات لأنها «مجرد خيال».

وعن أكثر الشخصيات التي يعجب بها الراهب البوذي، قال الدالاي لاما: «بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني كان رجلا مؤثرا، وفي السياسة أعجب بمستشار ألمانيا الأسبق فيلي برانت، حيث كان يقيم في حقبة الحرب الباردة علاقة وثيقة مع رئيس الاتحاد السوفياتي الأسبق ليونيد بريجينيف، وبذلك بنى ثقة جديدة بين الشرق والغرب».

وعما إذا كانت هناك نبوءة بمدة عمره، قال: «هناك نبوءة منذ نحو 200 عام تقول إن الدالاي لاما، الذي سيضطر إلى مغادرة التيبت، سيصبح عمره 113 عاما، وفي ستينات القرن الماضي حلمت بأنني سأبلغ سن الـ113».

وفي سؤال حول ما إذا كان العالم سيتغير إلى الأفضل أم الأسوأ إذا عاش لمدة 38 عاما أخرى، قال الدالاي لاما: «للأفضل، هذا أكيد. فسقوط سور برلين لم يكن يتوقعه أحد لكنه حدث سلميا ومن دون عنف. وفي الصين لدينا الآن نظام شمولي، وهذا لن يستمر للأبد».