رئيس مؤسسة النفط الليبية: أسهم «بي بي» البريطانية فرصة طيبة لأي مستثمر

قال إنها ليست وجهة نظر ليبيا ولكنها نظرة متابع

TT

قال الدكتور شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، إن أسهم «بي بي» البريطانية تمثل فرصة لأي مستثمر، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن حديثه عن التفكير في شراء أسهم شركة النفط البريطانية «بريتش بتروليم (بي بي)»، لا يمثل وجهة نظر ليبيا، وإنما وجهة نظره الشخصية باعتباره متابعا للأوضاع الاقتصادية والبترولية.

وقال غانم عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس: «أرى أن وضع الأسهم بالنسبة إلى الشركة البريطانية يمثل فرصة طيبة للاستثمار لأي شخص أو جهة سواء في ليبيا أو خارجها.. هذه تعتبر الآن من الاستثمارات التي أعتقد أنها ستكون مجزية لأن أسعارها منخفضة نتيجة المشكلة الكبيرة التي حصلت مؤخرا في خليج المكسيك»، مشيرا إلى أن هذه الشركة الكبيرة وصلت قيمة أسهمها إلى النصف تقريبا.

وأضاف: «أعتقد أن لديها من القوة ما يسمح لها بتجاوز هذه المشكلة، وعلى الرغم من ضخامة هذه المشكلة، فكبر الشركة سيجعلها تتجاوز هذه المحنة عن طريق إعادة تقييم نفسها والتخلص من بعض الاستثمارات، وأن يحدث لديها إعادة تنظيم بحيث تتمكن من العودة بقوة بعد مدة ربما عام أو عامين».

واعتبر أن الوضع الحالي للشركة البريطانية «يعطي» إمكانية للراغبين في الاستثمار والباحثين عن فرص استثمارية طويلة المدى وليست آنية، لكنه عاد ليقول مجددا: «هذا الكلام ليس موجها إلى شخص معين أو دولة معينة، وإنما هو تقييم عام».

ونأى غانم بنفسه عن أي جدل في هذه المسألة، قائلا: «لست جزءا من عملية اتخاذ القرار الاستثماري في ليبيا، هذه تتولاها المؤسسة الليبية للاستثمار ولها مجلس إدارة خاص ولها خطط معينة لست جزءا منها ولست عضوا فيها ولا مستشارا لها».

وتابع: «إذا أرادت ليبيا شراء الشركة، فالشركة نفسها شركة كبيرة وليست للبيع وإنما أسهمها للبيع.. الأسهم موجودة في السوق وأي دولة تستطيع أن تشتري. هناك دول راغبة وبعض المستثمرين في الصين وبعض الدول العربية والصناديق السيادية لديها رغبة».

ورأى أن الشركة البريطانية تمثل الآن فرصة طيبة لكنه لاحظ في المقابل أن في ليبيا هناك اعتبارات أخرى، مشيرا إلى أن ما حصل لهذه الشركة مؤخرا في خليج المكسيك هو مجرد مشكلة لكنها تحصل نتيجة أنها تعمل في أعماق وحدود جديدة.

وأضاف: «نعتقد أن الشركة ستستفيد من هذه التجربة وستتعلم منها دروسا جديدة، ليست وحدها وإنما كل الشركات الأخرى، وعلى الرغم من أن الحديث ينصب على هذه الشركة إلا أن هناك شركات أخرى مشتركة معها، فـ(بي بي) لديها فقط 65% وهناك مشاركات أميركية ويابانية».

وقال الدكتور غانم إن القضية قضية الشركاء والصناعة النفطية التي ستتعلم من تلك الأزمة درسا يفيدها لاحقا لسبر أغوار المستقبل والحفر في المياه العميقة.

ويعتبر غانم أحد أبرز المسؤولين القلائل عن صناعة النفط في إحدى الدول العربية الذي يلمح بشكل قوي إلى إمكانية دخول بلاده على خط الأزمة التي تمر بها الشركة البريطانية العملاقة.

وعن آخر تطورات الوضع بالنسبة إلى سوق النفط في ليبيا، قال غانم إن المؤسسة لا تفكر الآن في الإعلان عن تعاقدات جديدة عبر الإعلان العام، مشيرا إلى أن آخر إعلان مماثل جرى منذ ما يزيد على عام، مضيفا: «لا نفكر في الإعلان عن جولة جديدة حتى تتضح السوق النفطية ويتضح موضوع الأسعار لأن السوق تتعرض لتذبذبات كبيرة لم نرها من قبل.. في أسبوع واحد ينخفض بقيمة عشرة دولارات وبعدها يرتفع بنفس القيمة».

ولفت غانم إلى أنه في الجولة الأخيرة وصلت بعض الشركات إلى مرحلة التنقيب واكتشافات سواء نفطية أو غازية وشركات أخرى بدأت عمليات الحفر، معلنا أن هناك ما يبشر بالكثير من الاستكشافات البترولية المهمة لاحقا. يشار إلى أن مصدرا إماراتيا رفيع المستوى قد أعلن أن هذه الشركة تحاول الحصول على دعم صناديق ثروة سيادية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا لحماية نفسها من أي عروض استحواذ بينما تعالج أزمة التسرب النفطي الضخم في الولايات المتحدة.

وتقول «بي بي» إنها تأمل في جمع عشرة مليارات دولار من بيع أصول هذا العام في إطار خطتها لتمويل صندوق بقيمة 20 مليار دولار لتغطية تكاليف التنظيف التي تقوم بها الشركة تحت ضغط من السلطات الأميركية.