أبو ردينة يستبعد حراكا سياسيا قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية والجمعية العامة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن أوباما أطلع أبو مازن على نتائج مباحثاته مع نتنياهو

TT

«أطلع الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الليلة قبل الماضية، على نتائج لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي. وابلغ أوباما أبو مازن بان المبعوث الرئاسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، سيضعه في مجمل الصورة لدى عودته للمنطقة في جولة سادسة من محادثات التقريب، نهاية الأسبوع الحالي، بداية الأسبوع المقبل».. هذا ما قاله نبيل أبو ردينة المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أمس.

وأضاف أبو ردينة، الذي كان يتحدث هاتفيا من رام الله التي عاد إليها مع أبو مازن من جولة أفريقية، أن الرئيس تلقى اتصالا هاتفيا من أوباما، وضعه من خلاله في صورة محادثاته مع نتنياهو والمستجدات التي تمخضت عنها هذه المحادثات. وجدد أوباما للرئيس عباس «التزام الولايات المتحدة بإقامة دولة فلسطينية تعيش بأمن وسلام واستقرار إلى جانب دولة إسرائيل». وقال أوباما إن نتنياهو أبدى جدية في مواقفه، وإنه مستعد لمناقشة جميع القضايا، وسيتخذ خطوات، لكنه لم يدخل في تفاصيلها، مكتفيا بالقول إن «ميتشل سيطلعنا على تفاصيلها عند وصوله إلى المنطقة».

وردا على سؤال إن كان أوباما قد طلب من أبو مازن الموافقة على الانتقال من المفاوضات غير المباشرة (محادثات التقريب) إلى المفاوضات المباشرة كما يطالب بذلك نتنياهو، قال أبو ردينة «موقف واشنطن الدائم هو سرعة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.. لم يطلب أوباما بشكل صريح الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.. لكنه قال إن هناك فرصة ضيقة، وأريد منكم ومن نتنياهو أن تستغلوا هذه الفرصة حتى نصل إلى المفاوضات المباشرة بأسرع وقت ممكن».

ورد أبو مازن مؤكدا التزامه «بالانخراط في عملية سلام جادة ومستمرة تقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة». وأضاف أبو ردينة أن «الرئيس أبو مازن أكد أيضا جاهزيته، وأنه ينتظر حصول تقدم في المفاوضات غير المباشرة للانتقال بسرعة إلى المفاوضات المباشرة». وخلص إلى القول «باختصار إننا لم نلزم أنفسنا بأي شيء، ولم يطلب منا أكثر مما قلت لك».

واستبعد أبو ردينة الانطباعات التي خلفتها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لا سيما نتنياهو، بأن المفاوضات المباشرة ستتم في غضون أسابيع، وأن لقاء بينه وبين أبو مازن سيعقد قريبا. كما لا يتوقع أبو ردينة أن يحدث أي حراك قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام المقرر عقده في القاهرة في 29 يوليو (تموز) الحالي.

وتجتمع اللجنة بناء على طلب فلسطيني لبحث المستجدات على الساحة، وما إذا كانت تسمح بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة رغم عدم إغلاق ملفي الأمن والحدود محوري النقاش في المفاوضات غير المباشرة التي بدأت في مايو (أيار) الماضي بسقف زمني مدته أربعة أشهر. ولا يتوقع أبو ردينة أيضا أن يحدث الحراك أو على وجه الخصوص المفاوضات المباشرة قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل. وقال «رغم أنه ليست لدي معلومات على الإطلاق.. لكن قد يرى البعض في اجتماعات الجمعية العامة التي سيكون حاضرا فيها عدد من الزعماء بمن فيهم الرئيس أبو مازن والرئيس أوباما ولجنة المتابعة العربية، أننا قد وصلنا إلى (إطلاق) المفاوضات المباشرة».

يذكر أن مهلة التجميد الجزئي للاستيطان تنتهي في 25 سبتمبر المقبل وهو الموعد الذي تعقد فيه جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحول إمكانية عقد قمة ثلاثية يحضرها أبو مازن ونتنياهو برعاية أوباما كما حصل العام الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، استبعد أبو ردينة ذلك بقوله «لا أعتقد ذلك.. هذا غير وارد الآن.. اهتمام الأميركيين الآن منصب على إقناعنا بجدية نتنياهو وسرعة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة».

وأكد البيت الأبيض الاتصال الهاتفي كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال البيت الأبيض إن أوباما «أشار إلى الحراك الإيجابي الذي نجم عن التحسن الأخير على الأرض في غزة والضفة الغربية، وضبط النفس الذي أظهره الجانبان في الأشهر الأخيرة، وتقدم المفاوضات غير المباشرة المستمرة مع إسرائيل».