قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط»: نستبعد التحالف مع القائمة العراقية

قال: علاوي غير قادر على التوفيق بيننا وبين شوفينيين في قائمته

TT

استبعد قيادي كردي «أي احتمال لحدوث تقارب» بين الكتلة الكردية والقائمة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي بسبب ما وصفه بوجود شخصيات «شوفينية» حاقدة ضد الشعب الكردي ضمن قائمته، مؤكدا أن «علاوي غير قادر على التوفيق بيننا وبين هؤلاء الأعضاء المتنفذين في قائمته».

وقال القيادي الذي طلب التكتم على اسمه في تصريح خص به «الشرق الأوسط» إن القائمة العراقية «تتألف من قوى وشخصيات سياسية بينها من يجهر بحقده على الشعب الكردي إلى حد العظم، وبينها من يقف ضد حقوق ومكتسبات وتطلعات هذا الشعب. ولذلك، فمن غير المحتمل أن نصل مع هذه القائمة إلى أية مشتركات وتفاهمات تسهل قيام تحالف سياسي بيننا وبينهم».

وأوضح القيادي الكردي أن «القائمة العراقية تقوم على أساس الجمع بين عدة أحزاب وشخصيات؛ من بينها الجبهة التركمانية وتنظيم صالح المطلك وأسامة النجيفي وغيرهم ممن يعرفون بعدائهم الواضح للشعب الكردي، وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال تصريحاتهم الإعلامية السابقة والمعلنة أيضا، وهناك شخصيات أخرى لا تريد أن تقدم أية تنازلات للأكراد، خاصة في ما يتعلق بتنفيذ المادة 140 التي تعتبر من أهم المطالب الكردية في المرحلة القادمة، ناهيك بسعي البعض الآخر إلى مصادرة المكتسبات الدستورية المتحققة. ولذلك، نحن نعتقد أن علاوي على الرغم من علاقته الطيبة معنا، وعلى الرغم من أنه شخص مقبول من قبل قيادتنا، وله مواقف إيجابية كثيرة من الشعب الكردي وقضيته، وكذلك علاقته النضالية أيام المعارضة العراقية ضد نظام صدام، فإننا نعتقد أنه غير قادر على التوفيق بين شخصيات قائمته، وهي شخصيات متنفذة ولها ثقل في القائمة، وبين حلفائه الأكراد».

وأعرب القيادي الكردي عن استغرابه البالغ من «إشراك بعض هذه الوجوه» التي وصفها بـ«الحاقدة»، ضمن وفود التفاوض مع الكتلة الكردية، وقال: «هناك أشخاص كانوا يتولون إدارة مزارع ومصالح قادة النظام الدكتاتوري السابق، أصبحوا اليوم أعضاء في وفود تفاوضية يملون شروطهم علينا».

وحول مطالب الجانب الكردي بمنصب رئاسة الجمهورية، قال: «في ما يتعلق بمنصب رئاسة الجمهورية التي يستكثرها علينا البعض، فهو ضمن استحقاقاتنا الدستورية وليست استحقاقات انتخابية، فلا يجب مطلقا الحديث عن الاستحقاق الانتخابي في هذا المجال حصرا، لأن الأكراد يشكلون القومية الثانية في العراق، ولهم حصة في إدارة شؤونه وقيادته، ومن يقول بغير ذلك فإنه يخادع نفسه، لأن التمسك بالاستحقاقات الانتخابية في الحصول على مناصب العراق السيادية يعني العودة إلى الحكم المركزي ومفهوم الحزب القائد، وهذا مفهوم تجاوزه العراق الجديد، فاستقرار العراق مرهون باستقرار العلاقة الكردية العربية، وهم شركاء في الوطن حسب الدساتير العراقية، فإذا رفضت مطالب أحد الشركاء، فإن هذا يقودنا إلى انفراط عقد الشراكة، ويقود مستقبل العراق إلى مصير مجهول».

وأشار القيادي الكردي إلى أن «الشيعة هم أقرب الحلفاء لنا، ولكن المشكلة أن خلافاتهم تعوق التوصل معنا إلى عقد تحالف سياسي بإمكانه أن يشكل الحكومة القادمة وإخراج البلد من أزمته الراهنة» وأشار إلى أن «المجلس الأعلى الإسلامي هو الأقرب إلينا بحكم العلاقات التاريخية التي تربطنا معهم سواء في سنوات النضال المشترك والطويل ضد نظام صدام، أو من خلال مواقفهم الداعمة لنا في العراق الجديد، ولكن المشكلة أن الائتلاف الوطني لا يمكنه تشكيل الحكومة القادمة، ولا بد من أن يتفاهم مع حزب الدعوة الإسلامي بقيادة نوري المالكي وهو أيضا من حلفائنا المقربين ولنا معه علاقات نضالية طويلة. وبناء على ذلك، فإننا نتطلع بأمل كبير إلى أن (يركن) القادة الشيعة خلافاتهم، وأن يعملوا معا لإنقاذ العراق من أزمته الراهنة، وسيجدوننا بكل تأكيد خير عون لهم كما كان في سنوات النضال السابقة من أجل خدمة العراق والعراقيين، وخدمة مبادئنا المشتركة».