مدينة تيوتيهوكان المكسيكية موطن ثالث أكبر هرم في العالم تأتي إلى برلين

في معرض يقام بمناسبة احتفال المكسيك بمرور 200 عام على استقلالها

إحدى القطع المكسيكية المعروضة في برلين حاليا (إ.ب.أ)
TT

حازت مدينة تيوتيهوكان المهجورة إعجاب المكسيكيين وعلماء الآثار على حد سواء لفترة قرون، إلا أن معظم آثارها خرجت إلى النور مؤخرا، وهي الآن تعرض لأول مرة في أوروبا.

وتيوتيهوكان التي شيدت نحو عام 200 قبل الميلاد هي موطن ثالث أكبر هرم في العالم ولغز تاريخي دائم، حيث لا يعرف أحد من شيد المدينة التي في أوجها بلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة، أو كيف هجرت في عام 700 ميلادية.

إنها جزء أساسي من تاريخ وهوية المكسيك، كما يقول جيريون سيفيرنيتش مدير متحف «مارتين جروبيوس باو» في العاصمة الألمانية برلين التي تستضيف معرضا بعنوان «تيوتيهوكان: مدينة الهرم اللغز في المكسيك»، ويستمر حتى الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وقال خلال حديثه مع وكالة «د.ب.أ»، إن مدينة تيوتيهوكان «تم اكتشافها مرتين».. المرة الأولى على يد الأزتك الذين استوطنوا المكسيك وبنوا دولة كبرى تعرضت لغزو الإسبان بعد ذلك.

وجاء الاكتشاف الثاني عندما انتزعت المكسيك استقلالها من إسبانيا. وقال سيفيرنيتش إن المكسيك في بحثها عن هويتها الوطنية الجديدة أنفقت كثيرا من الوقت والمال في البحث عن تيوتيهوكان التي تقع على بعد 50 كلم شمال مكسيكوسيتي.

وقال: «إن أهميتها بالنسبة إلى المكسيكيين تساوي أهمية الأهرامات بالنسبة إلى المصريين». وتوقيت المعرض في ألمانيا ليس مصادفة. وقال سيفيرنيتش: «إن المكسيك تحتفل بمرور 200 عام على الاستقلال هذا العام ومرور 100 عام على بداية ثورتها».

وأضاف: «كما تحتفل ألمانيا أيضا بمرور 20 عاما على الوحدة هذا العام لذا كان ذلك دافعا سياسيا وسببا معقولا بالنسبة إلى المكسيكيين كي يسمحوا بعرض تلك الثروات الوطنية القيمة في الخارج». ومعظم تلك الآثار «جديدة» نسبيا وجميعها أكثر إثارة للدهشة لأن معظم أعمال التنقيب المكثفة تمت في الثلاثين عاما الأخيرة.

وبعمل أنفاق تحت هرم القمر وتحت المباني في الطرف الجنوبي بالموقع حيث غطت المدينة في أوج نشاطها مساحة 20 كلم مربعا، عثر علماء الآثار على رفات بشرية إلى جانب رسومات جدارية ذات ألوان براقة وتماثيل حجرية ومجوهرات وتماثيل بشرية صغيرة مصممة بشكل معقد وأوان فخارية ومباخر لحرق البخور كانت محفوظة بشكل جيد مثير للدهشة. وهناك أيضا قلائد من الأحجار الكريمة وأصداف وأسنان بشرية ورؤوس سهام وسكاكين مصنوعة من السبج، وهو نوع من الصخر الحاد الناتج عن الانفجارات البركانية.

وبدراسة الرسومات الجدارية التي يسيطر عليها اللونان الأحمر والأخضر، يعتقد الأثريون أن المدينة عاصرت أربعة حكام.

ويعتقد أن تيوتيهوكان كان لها جيش مدرب جيدا حيث إنها نجحت في السيطرة على تلك الإمبراطورية الكبرى. كما يوضح تصميم وتخطيط الهرم أن مواطنيها كانوا يتمتعون بمعرفة حسابية والتزموا بأشكال الشمس والقمر.

وقال سيفيرنيتش: «إن الأثريين عثروا أيضا على شعاب مرجانية وأصداف بحرية من مسافة 2000 كلم، ولذا يمكن أن تفترض أنها كانت تتمتع بصلات واسعة إما عن طريق التجارة أو غيرها». وهناك اكتشافات أخرى تشير إلى تقاليد أكثر غموضا.

وقال سيفيرنيتش: «من خلال الاكتشافات علمنا أنهم قاموا بتضحيات بشرية على الرغم من أنها ليست بأشخاص من المدينة. ويحتمل أن يكونوا من السجناء». ولكن على الرغم من التطورات الأخيرة في الموقع الأثري بمدينة تيوتيهوكان التي سجلت ضمن قائمة تراث منظمة اليونيسكو في عام 1987، فإن المؤرخين لم يقتربوا بشكل كبير من التعرف على هوية من شيدوا المدينة. وقال سيفيرنيتش: «ليست هناك سجلات مكتوبة». وأضاف: «عثرنا على بعض الرموز في الرسومات الجدارية التي يمكن أن تشبه لغة رموز المايا، ولكننا لا نعرف فك شفرتها». ولا تزال نهايتها في القرن السابع الميلادي لغزا بالدرجة نفسها.