يوفنتوس يعيد التفكير في مصير تريزيغيه

الفريق يبحث عن وسيلة للاستفادة من «اللاعب العجوز» بعد أن بات بيعه صعبا

TT

تلعب الأرقام 3 و171 و1 دورا كبيرا في مستقبل ديفيد تريزيغيه مع يوفنتوس حيث يمثل الأول عمر لاعب نادي السيدة العجوز والمنتخب الفرنسي، أما الثاني فهو مجموع الأهداف التي سجلها اللاعب ذاته خلال 10 مواسم مع فريق يوفنتوس، والثالث هو الموسم المتبقي في عقد اللاعب مع ناديه. الأمر الذي يجعله ضمن قائمة اللاعبين المحتمل رحيلهم عن النادي، كما حدث منذ 4 مواسم. وتتلخص أسباب رحيله هذه المرة في الرقمين الأول والأخير حيث سيكمل اللاعب الأجنبي، الذي أحرز لنادي يوفنتوس عددا من الأهداف لم يصل إليه غيره، عامه الـ32 في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ما يعني أنه دخل ضمن قائمة اللاعبين «العواجيز» في الفريق ومن ثم تتقلص فرصه في تجديد التعاقد مع ناديه، وبالتالي يسعى لبيعه قبل أن ينتهي عقده ويرحل عن النادي الذي سيقف حينها خالي الوفاض، كما أن بيع تريزيغيه سيعود على النادي بالنفع المادي ويمكنه من توفير راتب اللاعب الذي يمثل 9 ملايين يورو من ميزانية النادي.

ومن المسلم به أن قوة تريزيغيه ومهارته تقل عاما بعد عام. غير أن المشكلة، في حال الاستغناء عن اللاعب، باتت هي إلى أي مدى يمكن الاستفادة من لاعب في مثل هذا العمر؟ خصوصا أن النادي سيضطر إلى دفع مكافأة نهاية الخدمة كاملة في حالة فسخ عقد اللاعب حتى يتيسر له توفير الراتب الكبير الذي يتقاضاه اللاعب.

الاستمرار مع النادي: وفقا لحالة الركود التي تتسم بها سوق الانتقالات، سيكون من الأفضل إعمال العقل والتفكير بشكل أكثر منطقية. وذلك من خلال تسليط الضوء على الرقم الأوسط الذي ذكر من قبل (171) وهو عدد الأهداف الذي استطاع اللاعب الفرنسي تريزيغيه تسجيله مع نادي يوفنتوس خلال 10 مواسم (وهو المعدل الذي قد يكون الأعلى باستثناء الموسم الثاني لرانييري الذي كانت مشاركات تريزيغيه خلاله قليلة للغاية). وفي الوقت نفسه، لم يعد بنفس التألق الذي كان عليه من قبل، ولم يعد هناك الكثير من العروض المقدمة له، فضلا عن كبر سنه وارتفاع قيمة راتبه. غير أنه، لا تزال هناك فرصة أمام تريزيغيه للاستمرار والمشاركة كمهاجم مع نادي يوفنتوس في ظل وجود عدد قليل من المهاجمين بالفريق، وهذا ما قد ينتظره اللاعب كمهاجم. وعلى ذلك، وإذا ما وضعنا في عين الاعتبار عدم وجود عروض خاصة بتريزيغيه، ولا حتى عرض نادي فالنسيا، فماذا يعني بيع اللاعب أو بالأحرى إجباره على الرحيل؟.

المثالي بالنسبة لديل نيري: قبل كل شيء، إن السمات التي يتمتع بها تريزيغيه اللاعب الفرنسي من أصل أرجنتيني تجعل منه لاعبا مثاليا ومهمّا في طريقة اللعب التي سيلجأ إليها المدرب الجديد ليوفنتوس ديل نيري وهي 4 - 4 - 2، والتي بموجبها سيصبح تريزيغيه هو المغناطيس والمكمل لتنفيذ طريقة اللعب الجماعي. وقد كان أداء لاعب يوفنتوس في المباراة الودية الأولى لفريقه رائعا حيث قام برفع 3 كرات وإحراز هدفين بسهولة بالغة.

شارة القيادة والفجوة: في يوم الأحد الماضي وأثناء المباراة الودية التي أقيمت في بينزولو صاح 6 آلاف من جماهير يوفنتوس وهم يرددون: «ابق معنا يا تريزيغيه». وقام اللاعب بدوره بالتلويح للجماهير بيده التي أشار بها من ذي قبل معبرا عن رغبته في الرحيل عن النادي قائلا: «إنهم لا يريدون بقائي». لقد مرت 6 سنوات على هذا الحادث ولكن يبدو أن تريزيغيه لا يزال واقفا في نفس المكان غير محدد المصير. ولذا رفض اللاعب الفرنسي يوم الأحد الماضي شارة القيادة. ويبدو أن هناك فجوة بين كبرياء اللاعب وإحساسه بكونه عضوا في الفريق وبين ثقته في مسؤولي يوفنتوس.

على صعيد آخر، بدأت لتوها عملية العودة من جديد والإنقاذ الخاصة بفيليب ميلو لاعب يوفنتوس والمنتخب البرازيلي.

إنه لاعب ذو قيمة كبيرة وخطيرة مثل أحجار مدينة ماتيرا أو فلنقل مثل شلالات مدينة إجوازو. يعد لاعب خط وسط نادي السيدة العجوز بمثابة إرث يجب إنقاذه، فمنذ عام كانت قيمة اللاعب تبلغ 25 مليون يورو. وكما هو الحال دائما في أي استثمار لا يقل إلا إذا ضاع الهدف، وقد كان ماروتا المدير العام للنادي محقا في تصريحاته الخاصة باللاعب، فبعد إقصاء المنتخب البرازيلي من كأس العالم قلت قيمة اللاعب. ولم يتلق النادي أي عروض بيع خاصة به ولا حتى على سبيل الإعارة المجانية. لقد ارتكب ميلو أخطاء عدة في مونديال جنوب أفريقيا 2010 مدمرا بذلك بطولة كان قد انطلق خلالها بصورة جيدة بعد موسم غير موفق مع ناديه. والآن أصبح قميص فريق يوفنتوس هو العلاج الوحيد لمداواة ما اقترفه ميلو ولاستئناف العودة من جديد. ويذكر أن ميلو سيبدأ في الاستعدادات الاثنين 26 يوليو (تموز) الحالي في مقاطعة فينفوا.

هادئ: يردد المقربون من ميلو في البرازيل أن لاعب نادي السيدة العجوز هادئ الآن ومقر بالأخطاء التي اقترفها وعلى استعداد لبداية الموسم الجديد بسلوك مغاير عما اعتاد عليه.

الأمر الذي أكده اللاعب ذاته عبر ميكرفونات تلفزيون «ريد غلوبو» حيث صرح قائلا: «لقد تعلمت الدرس وأرغب الآن في اللعب بشكل جيد مع فريق يوفنتوس، واستعادة ثقة جماهير بلادي ومسؤولي الكرة بها لكي أستحق الاستدعاء للمنتخب البرازيلي في المرات المقبلة. إن حلمي لم ينتهِ بعد». ويواصل ميلو قائلا: «كنت أتوقع ردود فعل أسوأ مما لقيت. غير أن، الأيام مرت بسلام وهدوء، ففي الشوارع أظهرت الجماهير لي حبها الشديد، وقد أدركت أن البرازيليين يريدون لي كل الخير.

وفى المستقبل سأتجنب ارتكاب خطأ مثل الذي اقترفته ضد روبين. لا أريد أن أنسى ما حدث، بيد أني أريد الاستفادة من الدرس».