الحكومة بعد رئيسة البلاد تتمسك ببقاء مارادونا

ميسي «حزين» لعدم تأهل الأرجنتين لنهائي المونديال

TT

في الوقت الذي لا يزال فيه دييغو مارادونا قابعا في منزله من دون أن يعلن قرارا حول مستقبله، جاء الدعم الأكبر لبقائه كمدير فني للمنتخب الأرجنتيني من حكومة البلاد، التي جددت رغبتها في استمراره في قيادة التانغو. وأكد رئيس الحكومة أنيبال فرنانديز «بالنسبة لي أنا راض عن المشروع الذي قدمه. من هذه التجربة، يمكن استخلاص أمور جيدة. كان (الفريق) يعجبني، واستمتعت بالمباريات الأولى في المونديال»، معترفا بأن لديه «علاقة طيبة» مع مارادونا.

وأعرب رئيس الحكومة عن دعمه لاستمرار المدير الفني لأنه «لا بد من المراهنة على الوقت، الذي يعطي ثمارا طيبة»، وأبدى رأيه في طريقة أدائه الخططية قائلا «يمكن تحقيق تطوير استراتيجي يتمثل في اللعب بدفاع يتميز بصفات أخرى».

وعقب الخسارة التي منيت بها الأرجنتين (صفر/4) أمام ألمانيا في دور الثمانية لمونديال جنوب أفريقيا، وأطاحت بالفريق من البطولة، انقسم الرأي العام في استطلاعات رأي كثيرة حول إذا ما كان على مارادونا الاستمرار أم لا، بغض النظر عن الاستقبال الحاشد الذي حصل عليه الفريق لدى عودته إلى البلاد.

أما من جانب اللاعبين، وباستثناء المهاجم مارتن باليرمو، فلم تكن هناك أي مساندة علنية لمارادونا. بادرة الدعم الأكبر كانت من الرئيسة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، التي طالبته «بالتحمل» خلال كلمة عامة لها الأسبوع الماضي، روت خلالها أنها اتصلت بالمدير الفني لكنهما لم يتمكنا من الحديث لأن المدرب كان لا يزال يبكي.

وقالت الرئيسة «أود أن يتوجه منتخبنا إلى كاسا روسادا (قصر الحكم). لقد دعوت اللاعبين فأخبروني بأنهم لا يستحقون ذلك. مخطئون، فهم يستحقون ذلك تماما، وسأكون في انتظارهم بمجرد انتهاء الحزن». وقالت الرئيسة التي تعرضت لانتقادات بسبب ما يفترض أنه استغلال سياسي للوضع المحيط بأسطورة الكرة في البلاد «أعتقد أنني أتكلم باسم الأغلبية العظمى من الأرجنتينيين عندما أقول إننا ممتنون لدييغو، لأنه لا يوجد أرجنتيني تسبب في كل هذه السعادة داخل ملعب لكرة القدم».

في هذا الشأن، نفى رئيس الحكومة أن تكون لوجود مارادونا في المنتخب «قيمة سياسية» للحكومة، وأكد أن استمرار المدرب في منصبه أمر يخص الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم. وتدور التكهنات حول تدخل الحكومة لأن البلاد ستستضيف بطولة (كوبا) أميركا العام المقبل، ومع كون الحكومة أحد المساهمين الرئيسيين في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بأكثر من 600 مليون بيزو سنويا (نحو 151 مليون دولار) يبدو هذا التدخل محتملا.

بيد أن رئيس الحكومة يعتبر أنه من «الحمق الشديد» ربط مارادونا بحكومة البلاد. وأشار في تصريحات لإذاعة «لاريد»: «تمتع (رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم خوليو) غروندونا دوما بحرية كاملة. ليس جيدا أن يكون أحدهم جزءا من ذلك القرار، سيكون ذلك حمقا». وحتى الآن، قال غروندونا إن مارادونا هو «الوحيد الذي يمكنه أن يفعل ما يريد»، رغم أنه يبدو أن رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ليس مستعدا لدفع الثمن السياسي للإطاحة بالمدير الفني.

وقبل أسبوعين، أكد المتحدث باسم الاتحاد إرنستو تشيركيس بيالو، أن مارادونا «هو الشخص الوحيد الذي لديه في الكرة الأرجنتينية حرية اتخاذ قرار الاستمرار مع المنتخب الأرجنتيني». وقال المتحدث «إبلاغه بأن عقده قد انتهى، بالنظر إلى شخصيته كرمز، ليس هو أسلوب غروندونا».

من جهة أخرى، يشعر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بالحزن بسبب الخروج المبكر للمنتخب الأرجنتيني من مونديال جنوب أفريقيا، وعدم تسجيله أي أهداف في البطولة. وقال النجم الأرجنتيني إن مستقبله في يد برشلونة، النادي الإسباني الذي يلعب له حاليا. وأدلى اللاعب الأرجنتيني بتصريحاته قبل يوم واحد من المشاركة في المباراة الاستعراضية في بنما «ميسي وأصدقاؤه في مواجهة لاعبي العالم».

وخصص اللاعب كلماته الأولى للإقرار بأحقية فوز إسبانيا على هولندا في نهائي المونديال. كما أثنى على منتخبي أوروغواي وباراغواي، اللذين «بذلا جهدا كبيرا» في جنوب أفريقيا. وأبدى ميسي أسفه لأن الأرجنتين لم تكن أحد طرفي المباراة النهائية لمونديال جنوب أفريقيا، الأمر الذي ترك «شعورا سيئا» لدى الأرجنتينيين، نظرا لأن النتيجة جاءت مختلفة عما كان مأمولا.

وأضاف أن المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني دييغو مارادونا سيقرر إذا ما كان سيبقى في منصبه أم سيختار طريقا آخر. وذكر أن هناك تحديات أمام الفريق مثل بطولة كوبا أميركا والتزامات دولية تدعو إلى «المضي قدما إلى الأمام».