برنامج «الإمام الشاب» التلفزيوني يثير اهتمام فتيات ماليزيا

يرتدون السترات السوداء الأنيقة وتعلو رؤوسهم القبعات

قدم 1134 مرشحا طلباتهم للانضمام إلى البرنامج واختير عشرة منهم فقط (إ.ب.أ)
TT

يخوض ستة من الشبان المهندمين سباقا لا يسعون من ورائه إلى تحقيق المال أو الشهرة، بل الفوز بلقب الإمام «الأكثر تدينا» في برنامج تلفزيوني واقعي من نوع مختلف.

وكان عشرة متنافسين تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاما قد بدأوا في مايو (أيار) الماضي إجراء اختبارات عملية ونظرية تشمل تلاوة آيات من القرآن الكريم، إضافة إلى إجراء عملية الغسل للميت وتكفينه لدفنه ضمن فقرات البرنامج التلفزيوني المدهش الذي أطلق عليه اسم «الإمام الشاب».

ويختلف المشاركون في البرنامج، الذين يرتدون السترات السوداء الأنيقة وتعلو رؤوسهم قبعات مناسبة مع السترات، ويتراوحون بين رجل دين وطالب ورجل أعمال ومزارع، عن الأئمة كبار السن الذين يتسمون بملابسهم المتواضعة.

وبخلاف البرامج التلفزيونية الواقعية الأخرى لا يحصل الفائز على مال أو شهرة. وتشمل قائمة الجوائز زيارة إلى مكة لأداء فريضة الحج، ومنحة تعليمية بجامعة المدينة المنورة بالسعودية وسيارة وحاسبا آليا محمولا (لاب توب).

وبخلاف العروض التلفزيونية الواقعية الأخرى لا يتعرض المتنافسون للهزيمة من قبل أقرانهم أو من جانب المشاهدين، لكن تتم إعادتهم إلى منازلهم واحدا تلو الآخر استنادا إلى نتائج «اختباراتهم» الأسبوعية.

وقال عضو هيئة التحكيم الوحيد في البرنامج ويدعى حسن محمود، وهو الإمام الكبير السابق بالمسجد الماليزي في كوالالمبور، في تصريحات أوردتها الوكالة الألمانية، إن البرنامج يهدف إلى اختيار مجموعة كبيرة من رجال الدين الشبان لتقديم المساعدة في محاربة الأمراض الاجتماعية بين الشبان المسلمين الماليزيين.

ويرشد حسن إلى جانب اثنين من المسؤولين عن تنظيم البرنامج المتنافسين خلال المسابقات التي يخوضونها، قبل أن يتم استبعاد أحدهم من البرنامج كل أسبوع استنادا إلى أدائه في الاختبارات.

وأثار البرنامج الذي يذاع على مدى عشرة أسابيع اهتماما شعبيا واسعا، وانهالت تعليقات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لمشجعين كتبوا تعليقات تأييدا للمتنافسين وللبرنامج.

وجاء في تعليق نشر مؤخرا على موقع «فيس بوك»: «استمروا استمروا أيها الأئمة الشبان». وكتب مشجع آخر من الشباب قائلا «بفضل الله سيكون هناك المزيد والمزيد من البرامج التلفزيونية التي تهدف إلى ترسيخ إيماننا وأخلاقياتنا». وقال إيزيلان بصار، المدير بشبكة «أسترو أواسيس» التي تبث البرنامج «يتمتع العرض بأعلى شعبية على الإطلاق بالنسبة لبرنامج إسلامي».

وتابع «يتزايد اهتمام الناس بالبرنامج نظرا لأنه فريد. وهو شيء ينظر إليه على أنه يساعد في ترسيخ إيمان المسلمين. إنه برنامج تلفزيوني إيجابي من أجل التغيير».

ومما لا يثير الاستغراب حقيقة أن الكثير من مؤيدي البرنامج من النساء المسلمات الشابات اللاتي يشجعن المنافسين المفضلين لديهن من دون الشعور بأي إحراج.

وقالت إحدى مؤيدات البرنامج التي لم ترغب سوى أن تعرف باسم (ياتي) «إنهم شباب ويتسمون بوسامتهم ومعظمهم غير متزوجين». وأضافت في حديثها عن المتسابقين «سيكون كل منهم زوجا تحلم به أي فتاة مسلمة متدينة».

وقدم 1134 مرشحا طلباتهم للانضمام إلى البرنامج، واختير عشرة منهم استنادا إلى شخصياتهم ومعلوماتهم الدينية الإسلامية.

وخلال مدة عرض البرنامج سيوضع المتنافسون في مهجع بمسجد ويمنعون من استخدام الهواتف والإنترنت والتلفزيون حتى يركزوا في البرنامج.

وسيتم بث الجزء الأخير من البرنامج على الهواء مباشرة في 30 يوليو (تموز) أمام عشرات الآلاف من المشاهدين وأيضا أمام جمهور الاستوديو على الهواء مباشرة.

وقال منظمون إنهم يتوقعون أن تزدحم القاعة التي تتسع لنحو 2000 شخص بسهولة. وبينما ينص دستور ماليزيا على أن البلاد علمانية، إلا أن الإسلام هو الدين الرئيسي ويعتنقه نحو 60 في المائة من سكانها الذين يبلغ عددهم 28 مليون نسمة. والأقليات الكبيرة لهذا البلد متعدد الأعراق مسيحيون وبوذيون وهندوس.

وتحاول ماليزيا في السنوات الأخيرة أن تظهر في صورة بلد إسلامي متقدم، وترحب بصناعة التكنولوجيا المتقدمة والثقافة الغربية، بينما تسعى لحماية قيمها المحافظة.