عصف ذهني يسبق «الجنادرية» حول مكافحة الفساد.. ومستقبل الدول النفطية

توجه لجعل علاقات السعودية مع دول العالم محورا لنقاشات المفكرين في النسخة المقبلة للمهرجان

TT

جلس 17 مثقفا ومثقفة أمس، داخل قاعة مكيفة في فندق ماريوت الرياض، ودخلوا في حالة من العصف الذهني، والشد والجذب، والأخذ والرد، في إطار التجهيز لبرنامج النشاط الثقافي لمهرجان «الجنادرية» في نسخته المقبلة، وهو مهرجان تقيمه السعودية كل عام، وتحيي فيه التراث والثقافة في آن واحد.

وانقسم مثقفو السعودية المشاركون في أعمال اللجنة الثقافية الخاصة بإعداد البرامج الثقافية والفكرية والأدبية لـ«الجنادرية»، إلى قسمين، خلال مداولاتهم حول ما يمكن أن يكون عنوانا للندوة الرئيسية للمهرجان المقبل، حيث انحصرت الخيارات بين عنواني «الآخر هو نحن» و«السعودية ودول العالم»، مما يعكس توجه القائمين على المهرجان لجعل علاقات السعودية الخارجية «تحت مجهر النقاش».

وشهدت الجلسة التي عقدت بعد ظهر أمس، عصفا ذهنيا حول عدد من الموضوعات المطروحة، لتكون عناوين رئيسية للندوات العامة والمتخصصة والمحاضرات وورش العمل التي سترافق النشاط الثقافي لمهرجان «الجنادرية».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر داخل الاجتماع، أنه تم طرح عنوان «حول مستقبل الدول النفطية، ومتطلبات التنمية البشرية فيها»، ليكون ضمن ما يمكن أن يثار على مستوى مفكري الوطن العربي المشاركين في مهرجان «الجنادرية».

ومن الموضوعات التي تم تداول الرأي حولها في جلسة الأمس، موضوع حقوق الإنسان في المجتمع العربي، في ظل تزايد الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي بقضايا حقوق الإنسان، وانعكاسات الحرب على الإرهاب على واقع الحريات المدنية.

وتبرز احتمالية تصدر ملف الفساد ومكافحته، لجدول الندوات المتخصصة التي ستعقد في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، حيث تم التباحث في جلسة الأمس، حول إمكانية طرح هذا العنوان في الدورة المقبلة، مع ازدياد مبادرات الدول العربية في مكافحة الفساد، وأهمية مشاريع مكافحة الفساد وتفعيلها، وانعكاساتها على نمو الدول واستقرارها.

وكانت الجلسات الثقافية في مهرجان «الجنادرية» الماضي، قد شهدت الكثير من التفاعل من قبل المفكرين، وسط طرق موضوع السلفية التي وصل بعض الحاضرين إلى قناعة بأن النقاشات والجدل الذي أحاط بها كان أشبه بـ«محاكمة تعرضت لها في عقر دارها»، في إشارة للانفتاح الواسع الذي رافق تلك الجلسات الحوارية.

وأكد مصدر مسؤول في اللجنة الثقافية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة لـ«الشرق الأوسط» أن ما حققته النقاشات حول موضوع السلفية في النسخة الماضية من المهرجان، يدفعهم لتوخي الدقة في اختيار موضوع يقارعه من حيث الأهمية، ويقول: «التوجيهات التي تلقيناها تؤكد ضرورة عدم العودة إلى الخلف تحت أي ظرف».

ويشارك في الإعداد لجدول النشاط الثقافي المرافق للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، مجموعة منتقاة من أهم الأكاديميين والكتاب الصحافيين، ومقدمي البرامج، والروائيين، ورؤساء مراكز بحوث، ومسؤولين في أجهزة حكومية على صلة بالهمّ الثقافي.