الطائف تطلق مهرجان العسل والسمن مطلع أغسطس المقبل

رئيس جمعية النحالين لـ«الشرق الأوسط»: هدفنا بيع 4 أطنان للعملاء والزوار

محافظة الطائف تحفل بأكبر عدد نحالين في البلاد («الشرق الأوسط»)
TT

يترقب مقبول الطلحي وهو رئيس جمعية النحالين في محافظة الطائف، يوم الثالث من أغسطس (آب) المقبل بفارغ الصبر، حيث يشارك مع نحو 100 نحال آخرين، في أول مهرجان تقيمه المحافظة، للعسل والسمن، مستهدفين بيع 4 أطنان من العسل.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الهيئة العليا للسياحة والآثار أمس، عن إقامة المهرجان في المحافظة المرتفعة عن سطح البحر بنحو 2500 متر، وتقع غرب البلاد.

وتطلق الهيئة العامة للسياحة والآثار فعاليات مهرجان العسل والسمن في الطائف، ضمن جهود التعريف بهذين المنتَجين اللذين تشتهر بهما المحافظة، ويقام المهرجان في الساحة التي تتوسط محلات بيع العسل والسمن بسوق البلد في المنطقة المركزية ويستمر لمدة 4 أيام. كما قال بيانها الصادر أمس.

من جهته، دعا مقبول الطلحي، الملقب بشيخ النحالين - وهو لقب يطلقه أهالي الطائف منذ قديم الزمان على الشخص الخبير والمرجع في الصنعة - النحالين في كافة البلاد، إلى المشاركة، مشيرا إلى توجيه دعوات إلى بعضهم، لكنه اشترط أن يكون العسل أصليا.

منبها إياهم إلى أن العسل الذي سيدخل المهرجان هو الأصيل فقط، مطمئنا العملاء من جهة أخرى بأن المحافظة تحتضن أكبر عدد من النحالين في السعودية، في إشارة إلى استحالة وجود الغش، أمام أعين الخبراء.

من جانب آخر، نقل البيان الصادر عن هيئة السياحة أمس، عن محمد قاري السيد المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار في الطائف، «أن الهيئة، تقيم المهرجان بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة كالمحافظة والأمانة وفرع وزارة التجارة بالإضافة إلى الغرفة التجارية الصناعية وجمعية النحالين التعاونية، وشركاء الهيئة من المستثمرين في هذا المجال»، وأكد أن «الهيئة تدعم الإنتاج المحلي وتساهم في التعريف بهذه المنتجات بدعم من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار».

وسيتم خلال المهرجان إقامة مزادات مفتوحة في موقع «الحراج» على السمن البري والعسل الطائفي الشهير، وتعريف الزوار بكيفية اكتشاف العسل الأصلي من المغشوش، ويعرض المهرجان العسل الصيفي والعسل الشتوي بأنواعهما حيث إن النوع الأول (العسل الصيفي) هو الأكثر رواجا ومنه نوعان العسل الأبيض ويستخرج من أعالي الجبال من نبات السحاة والشرمة والطباقة، وهذا الصنف من العسل سعره أغلى من باقي أنواع العسل ويستخدم عادة كعلاج ويقدم أيضا كهدايا ثمينة، أما النوع الآخر فهو العسل الأسمر الذي يستخلص من أشجار المناطق المنخفضة كالسمر والسلم والطلح وسعره أقل من العسل الأبيض لكنه لا يقل جودة في التداوي وأيضا الطعم.

وأضاف بيان هيئة السياحة «سيتمكن زوار المهرجان من مشاهدة الطرق التقليدية لاستخلاص العسل من تجاويف جذوع الأشجار في تحضين الخلايا، والجهود المبذولة للحفاظ على السلالات المحلية من النحل بالإضافة إلى الطرق والتقنيات الحديثة في إنتاج العسل».

وبالعودة إلى شيخ النحالين، الذي لفت إلى إقامته أسبوعيا، نحو 3 مزادات علنية لتجار العسل، يتم فيها تداول العسل وتحديد أسعاره المتفاوتة من حين لآخر. بيد أنه يتمنى أن يعود المزاد إلى سابق عهده بشكل يومي، في إشارة إلى تراجع الإثمار الناتج عن قلة الأمطار في السنوات الأخيرة، كما يقول الشيخ مقبول، مبينا أن العملاء في المزاد هم مزيج من التجار والبائعين، وبعض المستهلكين أيضا.

ويباع العسل في الطائف، عبر دكاكين متناثرة في سوق البلد، الواقعة في المنطقة المركزية وسط المحافظة، كما يباع أيضا، عن طريق العلاقات الشخصية سواء الأصدقاء والأقارب، كما يقول فايز الطلحي وهو رجل أعمال من مدينة الطائف.

يشير الطلحي (38 عاما) إلى الأمطار القليلة التي باتت تتساقط من وقت لآخر على الطائف، أثرت على إنتاج النحالين، الذين يطاردون الإثمار الناتج عن الأمطار الموسمية في شتى المناطق.

لافتا إلى أن الطائف، تحظى بثلاثة مواقع رئيسية يتتبعها النحالون وينقلون المناحل إليها باختلاف المواسم. يقول: «نتابع أزهار أشجار السدر في جنوب الطائف، والضرم في الشفا، والسمرة شمال المحافظة». مؤكدا أن تربية النحل ليست مهمة صعبة، لكنها مهمة تحتاج إلى صبر وثير، ومتابعة دورية.

ويحسب النحالون أعداد النحل بوزن الخلايا، كما يقول هنا حمد الطلحي وهو متقاعد يملك مناحل، الذي أضاف «نطلق عليها اسم خلية أو (عود) بالعامية، وتزن في بدايتها نحو 1.5 كيلوغرام، فيما تزن 5 كيلوغرامات وقد تزيد، بعد التزاوج، وقد ينبثق عن الخلية الواحدة بعد التكاثر 3 خلايا كحد أقصى. فيما تختلف كمية الإنتاج من خلية لأخرى، وبحسب نوع الزهرة الملقحة». وزاد «يعتمد المزارعون على تكاثر النحل مرة واحدة في السنة، يزيد إلى مرتين كحالة نادرة».

إلى ذلك، كان قرار من مجلس الوزراء في مايو (أيار) الماضي، يقضي بتقديم معونات مالية للنحالين من قبل صندوق التنمية الزراعي في البلاد، على شكل قروض ميسرة، وهي في طور التفعيل كما نقل الشيخ مقبول عن معارفه، متمنيا في الوقت نفسه، أن يفعل بشكل لا يسمح إلا للمتأهلين بممارسة المهنة، أو من يرغب بشكل فعلي وجاد استثمار المال الممنوح، منوها بإشارات حذر، من أن يستغل المال أصحاب النفوس الضعيفة، ما سيدفع بالآلية الجديدة إلى التراخي أو الصعوبة، لا سيما أن المهنة تحتاج إلى خبرة وممارسة ومثابرة أيضا.

ويتفاءل الشيخ مقبول، على حد قوله، بوجود أراض شاسعة في السعودية، تتيح للنحالين المجتهدين، تتبع الطرق السليمة، واستخدام الآليات الصحيحة، التي تدفع استثمارهم إلى النجاح.