مصر: تعديل اتفاقات بترولية مع شركتين عالميتين لتنمية احتياطي الغاز

يتضمن ضخ استثمارات أجنبية تبلغ 9 مليارات دولار

TT

أعلنت مصر أنها عدلت اتفاقيتين بتروليتين مع شركتي «بريتش بتروليم» الإنجليزية، و«آر دبليو إي» الألمانية في منطقتي شمال الإسكندرية وغرب البحر المتوسط، بهدف تنمية احتياطيات تقدر بنحو 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز، و55 مليون برميل متكثفات، إلى جانب الإسهام في تأمين إمداد إنتاج يومي من الغاز للسوق المحلية اعتبارا من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014 يقدر متوسطه بـ900 مليون قدم مكعب غاز يوميا، و10 آلاف برميل متكثفات يوميا.

وقال المهندس سامح فهمي، وزير البترول، إن تعديل الاتفاقيتين يأتي في إطار تأمين احتياجات مصر من الغاز الطبيعي لدعم خطط التنمية الاقتصادية التي تعتبر قضية أمن قومي لوزارة البترول تضعها على قائمة أولوياتها، مشيرا إلى أهمية وضوح السياسات وتحقيق التوازن والمرونة في الاتفاقيات البترولية بما يؤدي إلى تشجيع الشركاء الأجانب على زيادة استثماراتهم ومواجهة ارتفاع تكاليف البحث والتنمية وعناصر المخاطرة كافة في المياه العميقة التي تحتاج إلى تكنولوجيا متقدمة.

وأشار فهمي إلى أن تعديل الاتفاقيتين يشمل شروطا تضمن لمصر مزايا كبيرة، وخصوصا أن منطقة الامتياز في المياه العميقة بالبحر المتوسط يصعب تنميتها بسبب ارتفاع معدلات الضغط والحرارة، بالإضافة إلى تحمل الشركاء الأجانب جميع الاستثمارات المطلوبة للتنمية والبالغة 9 مليارات دولار دون أي استرداد للتكاليف، وأشاد بقدرة المفاوض المصري بقطاع البترول في التوصل إلى بنود متوازنة في الاتفاقيات البترولية، خصوصا بالنسبة لتعديل اتفاقيتي شمال الإسكندرية وغرب البحر المتوسط بالمياه العميقة التي تعد نموذجا اقتصاديا جديدا يتم تطبيقه لأول مرة بقطاع البترول.

وصرح توني هيوارد، الرئيس التنفيذي لشركة «بي بي» عقب توقيع الاتفاقية، بأن هذا الاتفاق يمثل بداية مرحلة جديدة يتم من خلالها كشف النقاب عن الإمكانيات البترولية الضخمة لحوض دلتا النيل، مما سيكون له أثر عظيم في تلبية احتياجات الطاقة المحلية والإقليمية في السنوات القادمة، كما أنه سيفتح المجال أمام الشركة لتنمية أعمالها واستثماراتها في مصر، مشيرا إلى أن الشركة تعمل في مصر منذ 50 عاما، وبلغت إجمالي استثماراتها حتى الآن أكثر من 17 مليار دولار، وتنتج نحو 40% من إجمالي إنتاج البترول في مصر، كما أنها وشركاءها تنتج حاليا نحو 35% من الغاز المستهلك محليا. وأشار هشام مكاوي، رئيس شركة «بي بي - مصر» إلى نجاح الشركة في تحقيق الكثير من الاكتشافات في هاتين المنطقتين، وأكد أن هذا الاتفاق سيتيح الفرصة لتنمية الموارد الاستراتيجية للغاز الطبيعي الموجودة في المياه العميقة لمنطقة غرب دلتا النيل، مما سيسهم بشكل كبير في زيادة إمدادات الطاقة في مصر، وأن الاستثمارات التي سيتم ضخها من شأنها تدعيم أهمية مصر كمصدر حيوي لإنتاج البترول والغاز في المستقبل، فضلا عن توفير الآلاف من فرص العمل والإسهام بشكل كبير في تنمية الصناعات المرتبطة بالبترول والغاز في مصر.

وأكد توماس رابون، الرئيس التنفيذي لشركة «آر دبليو إي» أن الاستثمارات التي سيتم ضخها في هذا الاتفاق تعد من أكبر الاستثمارات في تاريخ الشركة بمجال الاستكشاف والإنتاج، موضحا أن الشركة ستدعم هذا المشروع بالخبرات الفنية اللازمة، بالإضافة إلى استخدام أحدث التكنولوجيات المتطورة، وأن الشركة تهدف إلى المضي قدما بخطى سريعة لتنمية هذه الحقول حتى يتسنى بدء الإنتاج في الموعد المحدد، وأضاف أن الشركة تعمل في قطاع الاستكشاف والإنتاج في مصر منذ عام 1974 وحققت خلال فترة عملها هذه الكثير من الاكتشافات الغازية الرئيسية وعززت أنشطتها في مصر من خلال الحصول على مناطق امتياز بترولية جديدة.

وعلى صعيد متصل، أعلنت شركة «إيني» الإيطالية للنفط والغاز عن بدء إنتاج الغاز الطبيعي من حقل «تونة» البحري المصري.

وقالت إن الحقل سيبلغ إنتاجه نحو 4.5 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا بنهاية فترة الإعداد المتوقعة في سبتمبر (أيلول). وسيسهم ذلك بنحو 8500 برميل من النفط المكافئ يوميا في حصة «إيني» من الإنتاج.

وتمتلك «إيني» حصة 50 في المائة في امتياز التمساح الذي يوجد به حقل «تونة» من خلال وحدتها المصرية «آي إي أو سي» وتملك «بي بي» الحصة الباقية.

والشركة المسؤولة عن تشغيل مشروع حقل «تونة» هي «بتروبل» المملوكة مناصفة لوحدة «إيني» المصرية والهيئة المصرية العامة للبترول.