أحمدي نجاد لواشنطن: عليكم التخلي عن «منطق رعاة البقر».. وإذا تعاملتم بأدب نتحاور

لاريجاني: الأمم المتحدة تضر بالسلام في العالم.. وأسهمت في بروز ظاهرة الإرهاب

لاريجاني في جنيف حيث شن هجوما حادا على الأمم المتحدة، أمس (أ.ب)
TT

قال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في خطاب في قزوين شمال إيران، أمس، إنه على الولايات المتحدة التخلي عن «منطق رعاة البقر» لتتمكن من إجراء حوار مع طهران حول البرنامج النووي الإيراني. ويأتي ذلك بينما شن رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، هجوما حادا على الأمم المتحدة، متهما إياها بأنها تضر بالأمن والسلام في العالم.

وقال أحمدي نجاد حول السياسات الأميركية: «تتبنون القرارات لتجروا حوارا. إنه منطق رعاة البقر الذي لا مكان له في إيران. إذا تعاملتم بأدب فنحن مستعدون للتحاور باحترام. نحن صبورون ونتابعكم وأنتم تقومون بألعابكم البهلوانية». ويلمح أحمدي نجاد بذلك إلى القرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي في التاسع من يونيو (حزيران)، وينص على فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي. ويتهم الغربيون إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح ذري تحت غطاء برنامج نووي مدني، وخصوصا في نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم. وقال أحمدي نجاد: «إنهم لا يخافون من القنبلة الذرية ولا الصواريخ. إنهم قلقون من يقظة الشعب الإيراني. إنهم يقولون إن إيران يمكنها إنتاج قنبلة خلال سنتين. هذا ليس صحيحا. نحن لا نريد القنبلة».

وأكد الرئيس الإيراني: «ولكن حتى إذا كان ذلك صحيحا.. فإنهم لا يخافون من القنبلة. الأميركيون أنفسهم يقولون إنهم يملكون أكثر من خمسة آلاف قنبلة ذرية.. كيف يمكن أن يخافوا من قنبلة واحدة؟». وتابع: «إنهم يعرفون تماما أننا لا نسعى إلى امتلاك قنبلة نووية». وأكد الرئيس الإيراني أن العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة لن يكون لها تأثير على تصميم إيران على مواصلة برنامجها النووي. وقال: «إنهم يفرضون عقوبات على المصارف.. وبعض المنتجات ويعتقدون أننا سنسلمهم مفاتيح البلاد. عليهم أن يعلموا أنهم سيحملون إلى القبر حلم تخلينا عن جزء صغير من حقوقنا» في المجال النووي. وصرح أحمدي نجاد «نحن نؤيد إجراء مفاوضات». لكنه أضاف أنه على الغربيين «الجلوس مثل التلاميذ المجتهدين» إلى طاولة المفاوضات.

من ناحيته اتهم رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) وكبير المفاوضين السابق في الملف النووي الإيراني، علي لاريجاني، الأمم المتحدة بأنها لا تعمل من أجل السلام في العالم لأنها تحت سيطرة الولايات المتحدة. وقال لاريجاني أمام المؤتمر العالمي الثالث لرؤساء البرلمانات الذي ينظمه الاتحاد البرلماني في جنيف: «الهيكلية الحالية لم تعجز فقط عن ضمان السلام والأمن العالميين لكنها أسهمت في بروز ظاهرة جديدة مثل الإرهاب». وأضاف أن «سبب عدم كفاءة (الهيئات) يعود إلى المعايير المزدوجة والسياسات الأحادية التي تطبقها الدول الكبرى.. منها الولايات المتحدة».

وانتقد أيضا «استخدام واستغلال الهيئات الدولية المتخصصة» وذكر بالاسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة. ودعا لاريجاني البرلمانيين إلى إنشاء هيئة جديدة تضم «نخبة» الاتحاد البرلماني والأمم المتحدة ستكلف مراقبة «مهمات سلمية وعادلة» من دون أن يحدد وظيفتها ولا ما إذا كانت هذه الهيئة ستتولى فقط القضايا النووية. وأكد رئيس البرلمان الإيراني أن برنامج إيران النووي يبقى «سلميا»، موضحا أن «التدابير غير المشروعة وغير إنسانية» التي يتخذها مجلس الأمن الدولي لن تمنع إيران من بلوغ «هدفها».

واستفاد لاريجاني من زيارته جنيف لبحث هذه المسألة مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. وردا على أسئلة صحافيين إثر اللقاء قال بان كي مون إنهما بحثا في الطريقة «التي يمكن فيها تسوية ملف إيران النووي سلميا». وأوضح: «أكدت ضرورة تعاون الحكومة الإيرانية مع الأسرة الدولية وتسوية هذه القضايا عبر الحوار والتفاوض». ويتوقع أن يشارك أكثر من 150 رئيس برلمان في اجتماعات الاتحاد البرلماني ومقره جنيف التي تعقد كل خمس سنوات.

إلى ذلك وعلى صعيد آخر، ذكر وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد فهيدي، أمس، أن طهران بنت غواصات جديدة سيجري تسليمها الشهر المقبل للبحرية. ونقلت شبكة «برس.تي.في» الإخبارية الإيرانية عن الوزير قوله إن الغواصات الجديدة مصنعة محليا بشكل كامل وسيجري تسليمها بحلول منتصف أغسطس (آب) المقبل. وكانت إيران قد بدأت في عام 2008 إنتاج غواصات جديدة يفترض أنها قادرة على إطلاق مختلف الطوربيدات والصواريخ تحت السطح. وفي عام 2000، بدأت إيران إنتاج أولى غواصاتها الصغيرة محلية الصنع التي يمكن أن تستوعب طاقما مكونا من شخصين وما يصل إلى ثلاثة غواصين وإجراء مختلف العمليات مثل الاستطلاع وزرع الألغام.