نواب «المستقبل» يتحدثون عن أخطاء لبنانية في المرحلة السابقة

ينتظرون الزيارات السورية الرسمية إلى بيروت

TT

في حين بحث الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الملفات الاقتصادية والعامة خلال اجتماعهما بأعضاء هيئة المتابعة والتنسيق المشتركة أول من أمس، غاصا في المواضيع السياسية، الأمنية والدفاعية في لقاءين ثنائيين عقد الأول مساء أول من أمس والثاني صباح يوم أمس. وعلمت «الشرق الأوسط» أنه تم عرض معظم المواضيع الساخنة خلال الاجتماعين وبمنتهى الصراحة والتفاهم.

ووصف وزير العدل إبراهيم نجار الذي كان ضمن الوفد الوزاري اللبناني، الزيارة إلى سورية بـ«زيارة دولة إلى دولة» لافتا إلى أنها «امتازت بكونها تأسيسية لعلاقات موضوعية بين وزارات دولتين تجمع بينها مصالح واهتمامات مشتركة وكثيرة». وإذ أكد نجار لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يمثل أي جهة سياسية خلال الزيارة، أبدى «ارتياحا كبيرا لنوعية وشكل الاستقبال» وأضاف: «لمسنا إرادة خيرة وحسنة سادت الأجواء. تطرقنا إلى مواضيع كثيرة، لكننا لم نناقش أية مواضيع سياسية أو أمنية أو دفاعية» مؤكدا أن «هذه المواضيع ناقشها الأسد والحريري في اجتماعاتهما الثنائية».

وقال نجار: «المحادثات السياسية اللبنانية - السورية أقل تشنجا مما يوحى به لبنانيا، وهناك حيز كبير يمكن أن تتميز به العلاقات السورية -اللبنانية إذا تطورت طرق المخاطبة والأداء، خاصة من قبل الجانب اللبناني».

وفي ملف المفقودين اللبنانيين قال نجار: «الموقف السوري كان واضحا في هذا الصدد، وهو يؤكد على أن لا مخطوفين أو مفقودين لبنانيين في سورية»، واعدا بالتوصل إلى «نتائج مرضية ليس لأهالي المفقودين، إنما لما تقتضيه التطورات الراهنة لأنه حان الوقت لإقفال هذا الملف المرير». ورأى نجار أن «لا ضمانات اليوم لعدم عودة الوصاية السورية» مشددا على «ضرورة اجتياز هذه المرحلة الصعبة جدا بالكثير من الحكمة وبتوافق لبناني - لبناني وبكثير من الاعتدال».

من جهته، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» التي يتزعمها رئيس الحكومة سعد الحريري، النائب أحمد فتفت أن «العلاقة اللبنانية - السورية تطورت لتصبح علاقة مؤسساتية» واصفا نتيجة الزيارة الأخيرة للحريري إلى دمشق بـ«الجيدة» وأضاف: «محصلة الزيارة تظهر على المدى البعيد، وهي مرتبطة بمدى قدرة الجانبين على تنفيذ بنود الاتفاقيات». ولم يستبعد فتفت لـ«الشرق الأوسط» ألا يحصل أي خرق سياسي نتيجة هذه الزيارة، وقال: «الخرق السياسي لا يأتي منزلا، والمدخل الاقتصادي هو المدخل الحقيقي الذي تتقاطر الإنجازات والخروقات من خلاله وتدريجيا، وهذا ما أثبتته كل التجارب الدولية؛ إن كانت التجربة الألمانية – الفرنسية، أو الروسية - الأميركية. لكن المنحى إيجابي بالمطلق».

وشدد فتفت على ضرورة أن «تحصل زيارات سورية رسمية إلى لبنان لتكريس نوعية العلاقة اللبنانية - السورية وليؤكد السوريون للبنانيين أن دولتهم محترمة سيادة واستقلالا».

وعما يحكى عن هواجس من عودة الوصاية السورية مقنعة، قال فتفت: «الوصاية ليست قدرنا، والسوري غير ملام، فالمشكلة تكمن في الطبقة السياسية اللبنانية ومدى قدرتها على احترام شعارات السيادة والاستقلال التي ترفعها. فالسوري يريد علاقات تريحه على المدى البعيد، وهي العلاقات التي تقوم على تأمين مصالح البلدين. التراكمات هائلة بين البلدين وعمرها أكثر من 67 سنة اقترف خلالها الطرفان الكثير من الأخطاء، وكانت في معظم الأحيان الأخطاء اللبنانية أكبر».