إعانة..!!

عادل عصام الدين

TT

جاء في الخبر الرسمي أن الرئيس العام لرعاية الشباب وجه الجهات المختصة بصرف الإعانة المقطوعة للأندية الرياضية للموسم الرياضي 1430 - 1431هـ، والبالغة ستة وعشرين مليونا وسبعمائة وسبعة آلاف وخمسمائة ريال، لعدد 153 ناديا، وذلك حتى تتمكن من الاستعداد لتنفيذ برامجها الشبابية والرياضية المختلفة للموسم الرياضي المقبل!!

ولو كنت قرأت هذا الخبر قبل 40 عاما لكان الأمر مقبولا، بل مفرحا، لكن الخبر قرأته أمس، وهو يخص موسم 1430 – 1431، فهل يعقل أن تتمكن الأندية السعودية من تنفيذ برامجها الشبابية والرياضية (لاحظوا الشبابية والرياضية معا) استعدادا للموسم الجديد؟!

صحيح أن كلمة «إعانة» فيها بعض «الإنقاذ» للحال، لكنها مع الأسف الشديد لا تعبر عن الواقع، ولا تدل إلا على عجز رياضتنا عن إقناع أصحاب الشأن بأهمية ما تقدمه.

ثمة فجوة كبيرة وفارق كبير بين ميزانيات الأندية ومصروفاتها، وأرقام هذه «الإعانة»، وهي بالتأكيد لا تعني شيئا، ولا تهم الأندية الكبيرة، بل كل أندية دوري زين للمحترفين صرفت بلا شك على معسكراتها الخارجية أكثر مما تقدمه الإعانة.

حان الوقت بالفعل كما أكد أمير الشباب والرياضة للبدء في الخصخصة، وحان الوقت أيضا لإيقاف هذه الأمانة إن استمرت نفس هذه الأرقام التي لم تتغير منذ عقود. هذا النظام الرياضي «الغامض» الذي يصعب وصفه، لا يمكن أن يقودنا إلا لاستمرار وضع «مكانك سر»، وكنت أشرت في كتابات سابقة إلى أن مشكلتنا الأزلية تتمثل في عدم وصولنا إلى قناعة راسخة وإجابة حاسمة.. ماذا نريد من رياضتنا؟!

هل نبحث عن مجرد ملء أوقات الفراغ وفتح أبواب الأندية للهواة، أم أننا نبحث عن تحقيق إنجازات رياضية خارجية ومقارعة الآخرين؟!

والسؤال الأهم في هذا السياق: إلى متى سيستمر بعض عشاق ومحبي الأندية من كبار رجال الأعمال في الصرف على أنديتهم المفضلة من «جيوبهم»؟!

لا ألوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لأن الواقع يقول إن رياضتنا مع الأسف الشديد لم تقنع وزارة المالية، وإلا كيف يستقيم الأمر؟! وكيف نطالب رياضتنا التنافسية بتحقيق انتصارات وإنجازات دولية، مع أن أنديتنا الرياضية تعيش وضعا «غامضا» لا يليق أبدا بما وصلت إليه الرياضة، عموما في الدول التي كانت خلفنا، وفي كرة القدم على وجه الخصوص؟!

[email protected]