وهل لدينا مدربون..؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

لست ممن يؤمنون بأن لدينا مدربين وطنيين قادرين على إدارة فريق كروي، على غرار الألمانيين لوف، وكلينسمان، والهولنديين فرانك ريكارد، وفان باستن، والإسباني غوارديولا، والفرنسي لوران بلان.. موجة المدربين الشبان التي تجتاح أوروبا منذ 8 أو 10 أعوام بدأت تؤتي ثمارها في تلك القارة، لكنني حقيقة لم أستسغها هنا في هذه البلاد..؟!

هل يمكن أن ينجح سامي الجابر كمدرب للهلال، في الوقت الذي يبحث فيه مسؤولو الفريق الأزرق عن مدرب يخلف البلجيكي غيريتس..؟!

لماذا لم يفعل كبير المهاجمين السعوديين ماجد عبد الله ذلك ويذهب لتدريب النصر أو حتى غيره، طالما أنه كان لاعبا بارعا في فترات زمنية خلت؟ أين سعيد العويران، ونواف التمياط، وفهد الهريفي، وأحمد جميل، ومحمد عبد الجواد؟ أسماء تاريخية كتلك التي ذكرتها فضلت العمل الإداري على التدريبي، وأخرى ذهبت إلى الاستوديوهات التحليلية في قنوات خليجية متخصصة، بعضها مقنع في التحليل وأخرى تود أن تغلق شاشة تلك القناة وأنت تراه ينظّر كرويا..؟!

بصراحة.. أكثر ما شدني في الفترة الأخيرة هو ما طرح إعلاميا قبل أيام، حيث المطالبة بأن يتولى سامي الجابر تدريب الهلال.. في اللحظات ذاتها وأنا أقرأ تلك المطالبات لاح في ذهني غوارديولا، وفان باستن، ولوران بلان.. سألت نفسي متى يأتي اليوم الذي نرى فيه مدربا سعوديا، كان نجما عريقا ويتولى التدريب بعد اعتزاله بعام أو عامين أو حتى 5 أعوام..؟!

منذ سنوات وأنا مقتنع تماما بأننا لا نملك مدربين.. نعم، ولا حتى واحدا.. صحيح أنهم موجودون بكثرة في وسائل الإعلام الرياضية لتحليل المباريات، بيد أن التدريب أمر يختلف.. ليس كل محلل يصلح أن يكون مدربا، لكن العكس في رأيي صحيح!!

معظم المتابعين يقولون إن المدرب الوطني بلا شخصية.. أي إن التدخلات تلعب دورها حينما يكون حاضرا على رأس الجهاز الفني، لتكون النتائج سلبية، سواء كان ذلك ناديا أو منتخبا، واسألوا فلانا وفلانا وفلانا!!

كان أحد المدربين الوطنيين مديرا فنيا لفريق كبير، ويخير لاعبين اثنين للعب، إما في الشوط الأول أو الثاني، وكان أحدهما يختار وفي داخله موجات من الضحك على قدرات مدربنا الوطني.. تصوروا أن يفعل ذلك فان باستن أو ماتيوس أو أي مدرب في العالم..؟!

أعرف أن أصدقاء كثيرين لي من المدربين الوطنيين لن يعجبهم مثل هذا الطرح، لكنه واقع، علينا الإيمان به..!

ما أقوله مجرد رأي.. قد يقنع متابعين، وربما يرفضه آخرون، لكنه رأيي وأدافع عنه.. بالنسبة لي، آمنت بأن ما حققناه من منجزات على أيديهم كان بفضل إعداد نفسي، ولاعبين مهرة وخطط «ما يطلبه الإعلام»..!

[email protected]