رصد حالات تلوث خضار وفواكه بمبيدات زراعية في حائل

المنطقة لا تزال تفتقد مركز فحص لإثبات سلامة المحاصيل الزراعية

TT

كشف مسؤول محلي بمنطقة حائل (شمال السعودية)، عن رصد حالات عدة لقيام مزارعين برش مبيدات زراعية على محاصيلهم ومن ثم قطفها وبيعها للمستهلكين دون مراعاة لفترة حضانة السموم داخل المحاصيل، مستغلين عدم وجود رقابة على استخدام المبيدات، بالإضافة إلى افتقار المنطقة إلى مراكز متخصصة للفحص بحلقات الخضار والفواكه.

وأكد خالد الباتع، رئيس جمعية مزارعي حائل، عن قيام عدد من المزارعين باستخدام خاطئ للمبيدات على المحاصيل الزراعية وجنيها مباشرة دون النظر في فترة التحريم الخاصة بالمبيد، وخصوصا مزارعي البيوت المحمية الذين يستخدمون المبيدات بشكل مفرط ودون رقابة. وأضاف الباتع أن هناك من يستخدم مبيدا يصل مدة تحريمه للسنتين بشكل متواصل دون رقابة. وبحسب رئيس جمعية مزارعي حائل، فإن سوق المبيدات الزراعية في البلاد تضم 150 نوعا مختلفا من المبيدات الزراعية ويصل مدة تحريمها من ثلاثة أيام إلى سنتين. وقال رئيس جمعية مزارعي حائل، إن ناقوس الخطر بدأ يدق، وطالب مسؤولي وزارة الزراعة وأمانة حائل بالاطلاع على سجلات المرضى المتضررين من هذه المبيدات التي هي بارتفاع في المنطقة.

ومن جهة أخرى،، طالب مستهلكون بمناطق عدة في شمال السعودية، ومنها حائل التي تعد من سلال الغذاء في البلاد، ويعتمد على إنتاجها شريحة كبيرة من المستهلكين، طالبوا بإيجاد مراكز فحص للخضار والفواكه من السموم وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي، جراء استخدام المبيدات الزراعية كمضادات للحشرات والفطريات في المزروعات واستخدام المزارعين لها دون رقابة.

وبحسب عاملين في القطاع الزراعي، فإن هذه المبيدات بفعل وجود بقاياها على الثمار أو عن طريق امتصاص الجذور لهذه المبيدات ووجود بواقٍ لهذه المبيدات داخل الثمرة نفسها، تسببت في أمراض عدة تبدأ بالغثيان والقيء وتنتهي بالسرطان، ولذلك وضعت الجهات الرقابية فترات تحريم مقدرة حسب نوع المبيد كي تتمكن الثمار والمحاصيل من التخلص من المبيدات المرشوشة.

وشدد خالد الباتع على أنه لا بد من التحرك لتقنين البيع بطرق تضمن الاستخدام الأمثل لهذه المبيدات، مؤكدا أهمية تفعيل الدور الرقابي لوزارة الزراعة والهيئة العامة للغذاء والدواء على محلات بيع المبيدات الزراعية بشكل مكثف، مع تأهيل المزارعين وتعريفهم بأخطار هذه المبيدات والأمراض التي قد تتسبب بها.

وتساءل رئيس جمعية مزارعي حائل عن مصير مشروع مركز فحص المنتجات الغذائية المعلن عنه منذ أكثر من 18 شهرا، والذي لم ير النور حتى تاريخه، معلنا عن استعداد الجمعية لتشغيله فنيا بعد الانتهاء من تشييده.

وهنا، قال لـ«الشرق الأوسط» المهندس عبد العزيز الطوب، أمين أمانة حائل، إن مشروع مركز فحص الخضار والفواكه بحائل قيد التنفيذ حاليا وجارٍ العمل به بعد ترسيته على أحد المقاولين ويقع بالقرب من برادات الخضار شرق حائل. وأضاف المهندس الطوب أن مركز الفحص سيسهم في الحد من انتشار الخضار والفواكه الملوثة للمستهلكين ويرفع من الجانب التوعوي لدى المستهلك أيضا، وكشف عن أنه سيتم إقرار تنظيم جديد لحلقة الخضار في حالة افتتاح المركز وافتتاح حلقات أخرى. وعاد رئيس جمعية المزارعين بمنطقة حائل، ليؤكد ضرورة إيجاد حلول جذرية للاستخدامات الخاطئة والمضرة للمبيدات الزراعية التي تصيب الإنسان بأمراض عدة منها السرطان. وأشار الباتع إلى أن من ضمن الحلول التي تضمن غذاء غير ملوث هي التحول للزراعة العضوية، وقد تبنت وزارة الزراعة منذ أكثر من عامين هذا التوجه، حيث تم إنشاء جمعية لها وتحديد هيكلها الإداري، غير أن دورها لا يزال غير مشاهد حتى الآن.