جاء في دراسة لوزارة الصحة الألمانية أن عدد جزيئات النيكوتين داخل سيارات المدخنين يزيد 300 في المائة عليها في سيارات غير المدخنين. وأن نيكوتين السيارات يتسبب سنويا في موت 60 طفلا، وإصابة 3300 آخرين، من المدخنين السلبيين، بالأمراض التنفسية.
وكان المسح الأخير الذي أجري حول حظر التدخين في الأماكن العامة في ولاية بافاريا (جنوب ألمانيا) قد شجع وزير النقل الألماني بيتر رامساور على دراسة مقترح بحظر التدخين، داخل السيارات الخاصة على مستوى البلاد. وقال إنه ينوي، بعد استكمال صيغته، طرحه للتصويت على الشعب الألماني.
مما يذكر أن 61 في المائة من البافاريين أيدوا حظر التدخين في الأماكن العامة، رغم أن نسبة المشاركة في الاستفتاء كانت منخفضة (37,7 في المائة). تسمح الولايات الأخرى للمطاعم والمقاهي الكبيرة بتخصيص أماكن للمدخنين، وتترك للمطاعم الصغيرة خيار التحول إلى أماكن خالية من التدخين، عممت بافاريا الحظر، ليشمل المطاعم والمقاهي الصغيرة أيضا. بيد أن موقف رامساور، وهو من الحزب الديمقراطي المسيحي اليميني الحاكم، أثار جدلا بين الساسة من الحكومة والمعارضة، بين مؤيد ومناهض ومتحفظ. فقال شتيفان بيلغر، خبير شؤون النقل في الكتلة اليمينية المسيحية، إنه يفضل حظر التدخين في السيارات إذا كان هناك أطفال بداخلها. لكن خبير الشؤون الصحية في الحزب، كارل هاينز فلورنس، أكد أن ذرات النيكوتين في سيارات المدخنين حتى إذا كانت مفتوحة الشبابيك تزيد 30 مرة عليها في سيارات غير المدخنين.
ومن جهته، أجرى موقع «أوتو سكاوت 24» المتخصص في بيع السيارات، استفتاءً بين زبائنه أبان أن التدخين داخل السيارة يزعج 66 في المائة منهم. ويمتنع 30 في المائة من المدخنين فقط عن إشعال السجائر في السيارات مراعاة للآخرين. وفي حين نفت شركات التأميــــن أن يكون إشعال السيجارة في السيارة سببا بارزا لحصول حوادث السير، فإن الدكتور إيكارت لاك، من جامعة هامبــــــــــورغ، أشار إلى أن بحث السائق عن عقب سيجارة سقط منه على أرضية السيارة قد يـــــــــــؤدي إلى الموت. وأوضح أن انحناء السائق، ولو لفترة ثانية واحدة بحثا عن عقب السيجارة وهو يقود بسرعة 50 كلم/ساعة، يعني السير لمسافة 14 مترا بلا رؤية على الطريق.
ولم تفت هذه المناسبة، طبعا، جمعية الرفق بالحيوان. إذ أدلت بدلوها هي الأخرى مطالبة بحظر التدخين أثناء نقل الحيوانات الأليفة داخل السيارات.