محادثات أوروبية ـ أميركية على هامش منتدى الطاقة النظيفة

أوروبا بحاجة إلى استثمارات بتريليوني دولار

TT

أعلنت المفوضية الأوروبية ببروكسل، أمس، أن مفوض الطاقة غونتر أوتينغر، توجه إلى واشنطن في زيارة عمل، لإجراء محادثات رسمية مع عدد من كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية ومجلس الشيوخ، بهدف بحث العلاقات الأوروبية - الأميركية في قطاع الطاقة. ويشارك أوتينغر في أعمال مؤتمر وزاري دولي حول الطاقة النظيفة، ويتطرق إلى تداعيات إشكالية تلوث خليج المكسيك بسبب تسرب النفط من إحدى الآبار التابعة لمؤسسة «بي بي»، وبلورة استراتيجيات في المستقبل لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية.

وانطلقت في واشنطن أمس الثلاثاء، فعاليات منتدى حول الطاقة النظيفة، وخلال الجلسة الافتتاحية، ركز المشاركون في المؤتمر خلال مداخلاتهم على التحذير من مخاطر بقاء الأوضاع الحالية الخاصة بعمليات إنتاج واستهلاك الطاقة. وقال مدير وكالة الطاقة الدولية، نابو تاناكا، في المؤتمر الذي يشارك فيه وفود من 21 دولة تمثل الاقتصادات الكبرى في العالم ويستمر يومين، إن الأمن الجماعي للطاقة والبيئة سيتعرض لمخاطر كثيرة في المستقبل القريب في حال عدم إحداث تغيير كبير في طريقة إنتاج واستهلاك الطاقة. وأضاف تاناكا أن الانتظار وعدم اتخاذ أي إجراءات عملية من شأنه زيادة التحديات، لافتا إلى أن «كل عام يمر من دون مواجهة المخاطر ترتفع التكاليف بمقدار 500 مليار دولار».

من جانبه، أعلن وزير الطاقة الأميركي ستيفن تشو عن مبادرة جديدة تتضمن إعادة طلاء أسطح مباني وزارة الطاقة ليتم بذلك تبريد المباني عن طريق انعكاس المزيد من حرارة الشمس، مما يسمح بتوفير مئات الآلاف من الدولارات التي تصرف على أجهزة التكييف.

يذكر أن منتدى الطاقة النظيفة الذي يبحث أوجه التعاون في مجال الطاقة النظيفة يعد من المبادرات المهمة لإدارة الرئيس باراك أوباما.

وقالت دراسة في بروكسل إن دول الاتحاد الأوروبي وبحلول منتصف هذا القرن، ستعتمد في معظم استهلاكها للطاقة على الطاقات المتجددة النظيفة، وهو ما يستدعي استثمارات إضافية بقيمة تريليوني دولار.

وقالت وسائل إعلام أوروبية نقلا عن دراسة عرضها في بروكسل المجلس الأوروبي للطاقة المتجددة، ومنظمة السلام الأخضر (غرين بيس)، إن الأموال التي ستنفقها دول الاتحاد الأوروبي للاستفادة من الطاقات المتجددة ستعوض من خلال تقليص الاعتماد على الوقود التقليدي.

ووفقا للدراسة، فإن الحد من الاعتماد على الطاقة التقليدية وفي مقدمتها النفط يمكن أن يوفر لأوروبا 2.65 تريليون يورو (3.35 تريليون دولار) بحلول 2050.

وقالت «غرين بيس» إن الاستثمار في الطاقة سيرفع تكلفة الكهرباء في المديين القريب والمتوسط، إلا أن ذلك سيوفر لدول الاتحاد الأوروبي بحلول 2030 عدة تريليونات من اليوروات بفضل الحد من تكلفة استهلاك الوقود.

وتفترض الدراسة أن 92% من موارد دول الاتحاد الأوروبي من الطاقة ستكون من الطاقات المتجددة المستمدة من الشمس والرياح وغيرهما.

كما أنها تفترض أن تطوير صناعة الطاقة النظيفة سيفضي إلى تقليص الانبعاثات الصناعية السامة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري داخل حدود الاتحاد الأوروبي بنسبة 95% مقارنة بما كانت عليه مطلع تسعينات القرن الماضي.

وقالت وسائل الإعلام الأوروبية إن ألمانيا أضفت مصداقية على الدراسة، إذ أعلنت الوكالة الاتحادية الألمانية للبيئة أنها ستحصل كل حاجتها من الكهرباء من الطاقات المتجددة بحلول 2050. وفي الوقت الحاضر تحصل ألمانيا 16% من استهلاكها من الكهرباء من الطاقة التي يقع توليدها من أشعة الشمس والرياح ومصادر أخرى.

ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن رئيس الوكالة الألمانية يوكن فلاسبارث قوله إن التحول الكامل نحو الطاقة المتجددة منتصف هذا القرن ممكن من الناحيتين التقنية والبيئية.

وقالت الدراسة إن على دول الاتحاد الأوروبي أن تستهدف الحد من الاعتماد على الطاقة التقليدية بنسبة 20% في 2020.

وفي بروكسل، سبق أن دعا المفوض الأوروبي للطاقة غونتر أوتينغر إلى تعميم قانون ألماني يمنح امتيازات لمنتجي الطاقات المتجددة، على كل دول الاتحاد الأوروبي.