كشف تقرير دولي صادر عن شركة «إرنست ويونغ» أن 10 في المائة فقط من المديرين الماليين يطمحون لتبوؤ منصب الرئيس التنفيذي في شركاتهم، لافتا إلى أن الأزمة المالية العالمية أظهرت أهمية دور الشركات تجاه الرأي العام.
ونفى التقرير الذي صدر تحت عنوان «جينات المديرين الماليين» عدم صحة المزاعم التي تقول إن جميع المديرين الماليين يطمحون لاحتلال مناصب الرؤساء التنفيذيين لشركاتهم، مؤكدا تطور دور المديرين الماليين من مجرد أمناء على مكاسب شركاتهم إلى «شركاء» في صياغة استراتيجياتها.
وأوضح التقرير الذي استعرض النتائج التي توصل إليها استطلاع أجرته «إرنست ويونغ» لآراء 669 مديرا ماليا في أوروبا والشــــــــــــرق الأوسط والهند وأفريقيــــــــــــــا أن 73 في المائة من أولئك الرؤساء والمديرين الماليين يعتبرون عملهم سلكا مهنيــــــــــــــا قائما بحد ذاته، وأن 10 في المائة منهم فقط يطمحون لتبـــــــــــــوؤ منصب رئيس تنفيـــــــــــذي في يوم ما.
وأوضح مايكل حصباني، المسؤول عن خدمات استشارات تطوير الأداء في «إرنست ويونغ» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الدور المفترض للرئيس المالي للشركة أن يوفر الإرشاد والمشورة والنصح لتوضيح الصورة الأشمل للأمور، إذ لا تتعلق القرارات بالأرقام بقدر ما تتعلق بما نفعله بتلك الأرقام ومدى قدرتنا على استخدامها بالشكل المناسب.
وذكر التقرير أن مكانة أكثر من 60 في المائة من المديرين الماليين تعززت في شركاتهم خلال السنوات الثلاث الماضية، عازيا ذلك إلى ربط مهامهم المالية بشكل أوثق بأعمال تلك الشركات من جهة، وإلى ما أفرزته الأزمة المالية من طلب لم يسبق له مثيل على رؤاهم الفذة وروح الانضباط المتميزة التي يتمتعون بها في رسم معالم الحلول المناسبة لمواجهة تلك الأزمة.
وبين معظم المديرين الماليين المستطلعة آراؤهم أن مساهمتهم الأبرز في رسم استراتيجيات شركاتهم تتمثل في تزويد رؤسائها التنفيذيين وكبار مديريها المسؤولين بنظرة متعمقة في أوضاعها وأحوال الشركات المنافسة، وتوفير التحليلات التي تساعدهم على اتخاذ القرارات المهمة.
ورسم التقرير صورة تقريبية للمدير المالي النموذجي، ووصفه بأن متوســـــــــــــط عمره يبلغ 42 عاما و8 أشهر وبأنــــــــــه عمـــــــــــــــــل في المجال المالي معظم حياته المهنية، ومن المعتقد أن 5 ســـــــــنوات و10 أشـــــــــــــــــهر من الخبرة في هذا المجال تؤهله لتبوؤ منصب مدير مالي، كما وصفه بأنه من المرجح أن يحمـــــــــــــل شهادة جامعية في العلوم المالية بدرجة بكالــــــــــــوريوس.
ووفقا للتقرير، أكد نحو ثلثي المديرين الماليين المســــتطلعة آراؤهم أنهم يشكلون الواجهة العامة لشركاتهم فيما يتعلق بجميع شؤونها المالية وأدائها، بينما أكدت نسبة مماثلة منهم أن تعزيز الثقة المالية بشركاتهم بات يتصدر أولوياتهم منذ نشوب الأزمة.
وهنا لفت مايكل حصباني في التقرير إلى أنه «يتعرض المديرون الماليون لضغوط أكبر تفرض عليهم أن يصبحوا الواجهات العامة الناطقة بلسان شركاتهم، لكنهم يعترفون في الوقت نفسه بالحاجة إلى بناء علاقات أوثق مع أهم الجهات الخارجية المستثمرة في شركاتهم، مشيرين إلى أن تعزيز التواصل واستخدام النفوذ يشكلان أهم مجالات التحسن المتاحة في هذا المجال».