سليمان يشدد على التهدئة السياسية والإعلامية وضرورة تثبيت الاستقرار الأمني في لبنان

اطلع من الحريري على نتائج زيارته لدمشق

الرئيس اللبناني ميشال سليمان لدى اجتماعه في القصر الجمهوري أمس برئيس الحكومة سعد الحريري الذي أطلعه على نتائج زيارته إلى سورية (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

اطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان من رئيس الحكومة سعد الحريري على تفاصيل زيارته الأخيرة لدمشق والمحادثات التي أجراها الحريري مع الرئيس السوري بشار الأسد، ومع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو الموجود في العاصمة السورية، بالإضافة إلى المحادثات الوزارية والاتفاقات التي وقعها الجانبان اللبناني والسوري. كما تم في خلال اللقاء عرض لمجمل التطورات والملفات المطروحة وسبل معالجتها على المستوى الحكومي من خلال مجلس الوزراء.

وكانت الأجواء السياسية المحمومة التي شهدتها الساحة اللبنانية خلال الأيام القليلة الماضية، غداة خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي وصف فيه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بـ«المشروع الإسرائيلي»، وحملة التخوين التي ساقها نواب الحزب ضد منتقدي خطاب نصر الله من فريق «13 آذار»، استدعت تدخلا من الرئيس سليمان الذي التقى رؤساء عدد من الكتل النيابية، شدد أمامهم على «ضرورة التهدئة السياسية والإعلامية والالتزام بما تم الاتفاق عليه على طاولة الحوار وأعيد تأكيده في الجلسة الأخيرة لهيئة الحوار الوطني».

واستهل رئيس الجمهورية لقاءاته باستقبال رئيس تكتل الإصلاح والتغيير، النائب العماد ميشال عون، ثم رئيس كتلة المستقبل، الرئيس فؤاد السنيورة، فرئيس كتلة حزب الله، النائب محمد رعد. وعرض مع كل منهم للتطورات والأجواء واعتماد التهدئة في الخطابات والمواقف السياسية، وتصويب النقاش السياسي الدائر راهنا، والنأي به عن التجاذبات بغية استمرار حال الهدوء السياسي والأمني وانعكاساته الإيجابية على الاقتصاد الوطني، وإبقاء الساحة الداخلية ضمن دائرة الاستقرار، خصوصا على أبواب موسم السياحة والاصطياف، لما لذلك من انعكاس إيجابي على الواقع الاقتصادي للبنان. ورجحت معلومات القصر الجمهوري أن يستكمل رئيس الجمهورية مشاوراته مع رؤساء الكتل والشخصيات السياسية خلال اليومين المقبلين.

من جهته اعتبر وزير الدولة عدنان السيد حسين أن «التوتر الإعلامي بين الفرقاء السياسيين ناتج عن فرضية معينة غير صحيحة لأن الفرضية غير واضحة»، مشيرا إلى أن «موقف الرئيس ميشال سليمان منذ بداية ولايته يتحرك كرئيس للدولة، وهو مستمر في تحركه من خلال موقعه كرئيس للدولة ومؤتمن على الدستور». وقال: «أفترض أن الرئيس (سليمان) يحاول أن يرسي نهجا جديدا في لبنان وهو التفاهم من خلال وضع المصلحة العامة أولوية في البلاد». داعيا إلى «الارتقاء إلى مفهوم الدولة، لأن المحكمة الدولية تم الاتفاق عليها، وإذا كان هناك من بعض الأمور غير الواضحة فيتم التشاور فيها».

إلى ذلك أكد السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي بعد لقائه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، موقف بلاده الداعي «إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة في لبنان وتعزيز العلاقات بين مختلف الطوائف لمواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى زرع الفتن في المنطقة وبشكل خاص في لبنان». مشددا على أهمية «الحفاظ على وحدة اللبنانيين وعلى استقرار الوضع في لبنان بعيدا عن كل المخططات التي تحاك ضد استقرار لبنان من جانب العدو الإسرائيلي».

وردا على سؤال حول قراءة إيران للأصداء التي تستبق نتائج المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أجاب أبادي: «كلما شهد لبنان استقرارا ما، تبرز المخططات الإسرائيلية لتخريب هذا الاستقرار، وكل الطوائف والأطراف السياسية في لبنان تعرف أن لبنان يتجه إلى الاستقرار الكامل».