الحريري يدعو لمواجهة الهجمة على المحكمة الدولية بـ«الهدوء»

قراءة لـ«المستقبل» تربط بين التوتر الداخلي والعقوبات الدولية على إيران

TT

بالـ«هدوء» كانت تعليمات رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، لأنصاره في التعامل مع المستجدات الجديدة التي أعقبت حملة حزب الله غير المسبوقة على المحكمة الدولية، وقرارها الظني المنتظر. ورد الحريري، زعيم تيار المستقبل، والوريث السياسي لوالده الراحل، رفيق الحريري، الذي أنشئت المحكمة الخاصة في لبنان للنظر في جريمة اغتياله، وما تفرع عنها من اغتيالات، على استفسارات مناصريه في كيفية التعامل مع ما استجد من الحملة، وخلفيات هذه الحملة، كان منطلقه في ذلك قراءة متأنية في أوساط تيار المستقبل لهذا الموقف المفاجئ من قبل أمين عام حزب الله، وما تلاه من حملة ردود وردود مقابلة في موضوع القرار الظني، وإمكانية توجيه التهمة إلى «عناصر» من حزب الله بالضلوع في الجريمة، وهو ما يقول الحزب إنه «استهداف سياسي» من قبل المحكمة، منزها عناصره عن التورط فيه.

وقالت مصادر نيابية بارزة في تيار المستقبل لـ«الشرق الأوسط» إن التيار أجرى «قراءة معمقة لموقف نصر الله الأخير وأبعاد هذا الموقف»، مشيرة إلى أن ثمة «انقلابا في موقفه عن الموقف السابق الذي أدلى به منذ فترة، وأشاد فيه بمهنية واحترافية المحكمة». وتحدثت المصادر عن وجود شبه إجماع على إبعاد «عامل المحكمة» عن التصعيد الجديد، متحدثة عن أبعاد أخرى «أعمق» وأكثر أهمية بالنسبة إلى الحزب، وهي العقوبات الدولية الجديدة التي فُرضت على إيران، والعقوبات المنتظر أن تفرض في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وتستند القراءة إلى عدم وجود أي جديد في موضوع المحكمة يخالف ما كان سائدا عند استدعاء المحكمة لعناصر من الحزب، وآخرين من دائرة المقربين منه إلى التحقيق، وإعلان نصر الله آنذاك استعداد الحزب للتعاون في هذا المجال، موضحة أن القرار الظني لم يصدر بعد، وبالتالي لا يمكن استباقه بهذه الحملة التي جعلت الأمور تظهر وكأن لدى الحزب ما يخشاه في هذا الموضوع. وقالت المصادر إن هذه التطورات تظهر أن طهران «تهتم بتوجيه الرسائل الساخنة إلى المجتمع الدولي من خلال لبنان، أكثر من اهتمامها بصورة حزب الله في الداخل اللبناني وخارجه أيضا، وبالتالي فهي مستعدة لإظهاره بمظهر المتهم، بغية تخفيف الضغط الدولي عليها. وإبلاغ من يهمهم الأمر أن لبنان - الذي يهتم العالم كله باستقراره - هو رهينة بيدها». وتستدل المصادر على هذا بأن المتكلم كان السيد نصر الله بنفسه، لإعطاء الأمور بعدا أكبر، مشيرة في المقابل إلى أن الاتجاه هذا، كان تعبيرا عن العجز عن إرسال رسائل أخرى عن طريق الصواريخ أو «العمليات التذكيرية» في منطقة مزارع شبعا، لإدراك المعنيين أن هذه الرسائل باتت غير ممكنة في ضوء التوتر الإسرائيلي الكبير، وعمل تل أبيب الحثيث على تكوين ملف يمكّنها من ضرب لبنان، لاستهداف حزب الله. أما ملف القوة الدولية العاملة في الجنوب، فهو بدوره من العوامل الضاغطة، وإن كانت هذه المصادر تلاحظ «تباينا» حوله بين حزب الله المدعوم إيرانيا وحركة أمل المدعومة سوريا، مستدلة على ذلك من مسارعة رئيس مجلس النواب، نبيه بري، إلى معالجة موضوع العلاقة مع الـ«يونيفيل»، بعد الإشكالات الأخيرة والانتقادات التي وجهها الحزب إلى الـ«يونيفيل».